الانتخابات الإيرانية.. بين التشدد والانفتاح تحتدم المنافسة
الجمعة، 19 مايو 2017 11:36 ص
تتجه أنظار العالم إلى إيران اليوم، الجمعة، حيث يتوجه ملايين المواطنين لصناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد، حيث يتقدم 4 مرشحون لخوض الانتخابات الإيرانية، التي يقتصر المنافسة فيها على الرئيس الإيراني الإصلاحي حسن روحاني، والمرشح المحافظ إبراهيم رئيسي، بحسب استطلاعات الرأي الإيرانية.
وبينما يريد كثيرون استمرار رؤية المسار الحالي للرئيس حسن روحاني والتي تعتمد على تحسين العلاقات الخارجية والانفتاح الاقتصادي وعدم الانغلاق الداخلي، يرى آخرون بأن هذا التوجه لن يفيد والشواهد حاضرة في الفترة الأخيرة، باستمرار العقوبات وتحشيد العالم الخارجي ضد الإدارة الإيرانية، ويتجهون للتصويت للمرشح المحافظ الذي يدعمه المرشد الإيراني إبراهيم رئيسي.
وفي برنامجه السياسي والاقتصادي يعتمد روحاني على الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه بين حكومته والقوى الكبرى، الذي حد من طموحات إيران النووية مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
ويرى روحاني إن مسار التقارب سيجلب الانفتاح الخارجي والاستثمار الأجنبي والنمو الاقتصادي، لتوفير الوظائف لبلد يعاني من نسبة بطالة عالية، إلا أن يرى أصحاب الرأي المخالف أن معدل البطالة في ازدياد خلال الفترة الأخيرة وهو ما زاد من الاحتجاجات الفئوية، حيث أقام المتشددون من التيار المحافظ مسيرات جماهيرية قوية ضد روحاني.
ومثل حال معظم البلدان فان الاقتصاد هو القضية الرئيسية في الانتخابات الإيرانية وقد سجل روحاني أصواتا متفاوتة فيها، حيث أزدهر قطاع النفط والغاز بينما القطاعات الأخرى مثل التصنيع فهي في حالة ركود حيث بدأ الاستثمار الأجنبي بالتدفق ببطئ شديد.
ويرى المحافظون المتشددون أن الاتفاق النووي أضعف الدولة ولم يولد الفوائد الموعودة ويستشهدون بسياسة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الصارمة نحو طهران، ولديهم هؤلاء الأمل في أن دعم المرشح المتشدد إبراهيم رئيسي يزيد من قوة الدولة مرة أخرى ويحسن مفاصل الاقتصاد، يقول رئيسي إنه لدية خطة أفضل حيث يعول على تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية وتوفير فرص عمل، قائلًا شعبنا يشعر بالقلق من البطالة ونعرف كيفية حل المشكلة يمكننا خلق مليون وظيفة عمل ولدينا الوسائل للقيام بذلك.
ورئيسي-٥٦ عاما- رجل دين ومحام وإن كان يتمتع بدعم كامل من رجال الدين الأكثر نفوذا فى البلاد، وعلى رأسهم المرشد الأعلى آية الله على خامنئي، إلا أن بتخوف البعض من وصوله للكرسي الرئاسي حيث يحمل لغة متشددة تجاه العالم الخارجي وقد يعيد التفاهمات مع الدول الكبرى إلى نقطة الصفر ويضعف الاقتصاد أكثر.
وعلى الرغم من أن إبراهيم رئيسى لا يشكك في الاتفاق النووى الذى وافق عليه المرشد، لكنه ينتقد نتائج هذه التسوية التي لم يستفد منها الإيرانيون الأكثر فقرا، ويقول إنه يريد الدفاع عن هؤلاء، ويسلّط رئيسى الضوء على الأرقام السيئة للبطالة التى تطال ١٢،٥٪من السكان و٢٧٪ من الشباب، ويتهم حكومة روحانى بأنها لم تعمل سوى لصالح الفئة الأكثر ثراء فى البلاد والتى لا تمثل سوى ٤٪من السكان، على حد قوله، أما روحاني، فيصب فى صالحه الانخفاض الملحوظ فى معدل التضخم الذى بلغ ٤٠٪ فى ٢٠١٣، وانخفض إلى ٩،٥٪ حاليا.
وتأتي هذه الانتخابات الإيرانية في خضم التوتر القائم مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية أمس سلسلة العقوبات الجديدة التي فرضتها وزارة الخزانة الأمريكية ضدها بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية، ووصفتها بأنها غير قانونية وغير مقبولة، وأكدت فى بيان رسمى على حق إيران فى تعزيز قدراتها العسكرية، واعتبرت أنه لا يعد انتهاكا للاتفاق النووى مع القوى العالمية.
موضوعات متعلقة
رؤساء إيران.. من يحكم طهران؟ (إنفوجراف)