«بركة عنان»..أرض الدولة من محمية طبيعية إلى تقسيم مباني سكنية بالشرقية
الجمعة، 19 مايو 2017 05:58 ص
الطيور المهاجرة تشكو مسؤولوا محافظة الشرقية الغافلون عن حماية محمية بركة عنان للأسماك التي وقعت فريسة لتلاعب بارونات تجارة أراضي الدولة، والذين قاموا باﻹعتداء علي بركة عنان بالبناء وتحويلها لمزارع سمكية.
بعد القرار اﻷخير للرئاسة، بالضرب بيد من حديد لعودة أملاك الدولة المعتدي عليها، نضع أمام المسئولين، صورة من بين صور اﻹعتداء علي أملاك الدولة، بالشرقية بالمخالفة للقانون، فقد تم تحويل بركة عنان من النشاط السياحي إلي مزارع للأسماك، باﻹضافة إلي تجفيف مساحات كبيرة من البركة، وإنشاء مساكن عليها، تحت سمع وبصر مجلس مدينة الحسينية، الذي شارك علي مدي سنوات، في اﻹستيلاء علي أراضي البركة ومحو، فكرة النشاط السياحي بها.
البداية عندما قامت شركة للاستثمار السياحي بإستئجار 198 فدانا من الدولة بأرض بركة عنان، فيما يؤكد مسئول سابق أن المساحة تتعد الـ200 فدان علي الطبيعه، بقصاصين الشرق التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية.
وقامت الشركة، بتحويلها من بركة تأتي إليها الطيور المهاجرة من كل حدب وصوب تسر الناظرين، ويقصدها الكثيرون لصيد البط ،والتمتع بجوها الرائع إلي مزارع سمكية.
كما قام مجلس المدينة، بالمخالفة للقانون بتجديد العقد في 22 نوفمبر 2003 إلى 2028، في خطوة تمهيدية للاستيلاء علي أرض البركة، وذلك بقيمة إيجارية زهيدة 40 جنيه للفدان، وفي محضر اجتماع اللجنة المشكله، بالقراررقم 3889 لسنة 2009 الصادر من يحيي عبد المجيد المحافظ السابق، أقرت اللجنة أن هناك مساحة زائدة، وتم قبول الطلب ولكن مدير اﻹدارة الهندسية آنذاك رفض التوقيع، ﻷن المساحة الزائدة، من حق مجلس المدينة استرجاعها.
وبالرغم من القرار الصادر من السكرتير العام رقم 237لسنة2010 ، بضرورة تجنب المساحة الزائدة والتي بلغت 38، 22 فدان إلا أن القرار ضرب به عرض الحائط، وبالرغم من دعوات البعض بإستغلال المساحة الزائدة لصالح التنمية المحلية إلا أن مسئول سابق، قال في تصريح لصوت اﻷمه أن ذلك يتعارض مع النشاط السياحي للبركة، كما أنه يغير من طبيعة البيئة المناسبة، لهجرة الطيور، موضحا أن البركة يهاجر إليها أنواع نادرة من الطيور خلال مواسم الهجرة، وكان يأتي إليها السياح، للتمتع برؤية الطيور الجميلة، ولكن بدأت الشركة اﻵن في تجفيف المستنقعات، لبناء المساكن، في إشارة خطيرة للتعدي الصارخ علي املاك الدولة.
وبالرغم من أن الجهاز التنفيذي لمياة الشرب كان يريد توفير مساحة ﻹقامة محطة مياة علي مساحة 7 أفدنه بها من داخل الـ22 فدان الزائدة ولكن هذا لم يحدث، وبقيت المساحة تحت سيطرت الشركة، فعلي بعد امتار هناك مساكن الشباب، فكان باﻹمكان استغلال المساحة الزائدة، كمتنزهات وحدائق، وأسواق ولكن لم يتغير شئ.
رصدت صوت اﻷمة آراء بعض اﻷهالي حول البركة، قال مصطفي إبراهيم مزارع61 سنه مايحدث للبركة أمر غير مقبول علي مدي 15 عاما سابقة، فأتذكر وانا في سن الشباب، كنت أشاهد العديد من الجنسيات المختلفة يأتون إلي البركة لمشاهدة ألوان مختلفة من الطيور المهاجرة، كما كانت تقام حفلات السمر، وكنا نحتفل بقدوم موسم الطيور من كل عام ونفرح لرؤيته، مضيفا أن البركة بدأت مستنقعاتها تجف رويدا رويدا بفعل المستأجر وبناء مساكن عليها، ويتابع إبراهيم أنا حزين جدا لما آلت إليه حال بركة عنان.
أما مهندس إبراهيم حسين فيقول، علي بعد أمتار من البركة يقع مطار الصالحية الحربي، وعلي بضع خطوات منها تقع مساكن الشباب، وتمتاز بركة عنان منذ القدم بالجو الجميل، وتأتي شهرتها من، هجرة الطيور إليها.
وتابع كنت أري طيور ذات أشكال بديعة النظر، صنع الله، لم أر مثلها في حياتي، مشيرا إلى أن الطريق المؤدي إليها ايضا لم يسلم من اﻹعتداء فقد ملء، بالنفايات، والقمامة علي الجانبين، حيث تأتي بعض الجرارات الناقلة للقمامه ﻹلقائها علي بعد أمتار منها.
ويضيف أن الشكل العام للبركة قد تغير كثيرا، فلم تعد تلك المستنقعات كما هي، ولم تعد المساحات الواسعة كما هي، فيما يؤكد البعض، أنها خطوات لمحاولة تمليك البركة وتحويلها لمساكن يتم بيعها بأعلي اﻷسعار حيث المكان المتميز التي تحظي به
فيما يؤكد عبد الفتاح خليل، أن الطيور المهاجرة بدأ يقل عددها في السنوات اﻷخيرة وهي في طريقها إلي العدم، فلم تعد تلك اﻷعداد الكثيفة التي كنا نشاهدها علي مر السنين.
ومن المفارقات العجيبة، قال محمد غنام أنه منذ 5 سنوات عثر شخص علي رسالة في أحد ارجل طائر مهاجر مكتوبة باﻹنجليزية، وهي رسالة من شخص بلجيكي يقول فيها، من يعثر علي هذه الرسالة، يخبرنا بمكان وجود الطائر صاحب الرسالة، فهو يريد معرفة إلي أين تهاجر الطيور وبالفعل أرسل له الرجل رسالة رد بها فما كان من البلجيكي أن أرسل له ألف دوﻻر مكافأة له.
إقرأ أيضا..
الإعدام لـ 3 متهمين قتلوا سائقا لسرقة جرار زراعي بالشرقية