أزهريون: الدعوة السلفية تنتقم لـ«عبد الجليل» رغم رفضهم لمنهج الأشعرية
الخميس، 18 مايو 2017 03:00 ص
استمرارا لمسلسل تأجيج نيران الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد مسلمين ومسيحيين، أصدرت الدعوة السلفية اليوم، بيانا تحريضيا ضد الأقباط المصريين، وأكدت فيه على نواياها الخبيثة ضد أبناء الشعب المصري، بعد تكفيرها للأقباط، وهو ما اعتبره علماء الأزهر الشريف انتقاما من موقف الدولة ومؤسساتها الوطنية والأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والإعلام، من رفض لتصريحات الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقلف السابق، بشأن التقليل من الديانة المسيحية والتكفيرهم، وفي هذا التقرير تستطلع «صوت الأمة» آراء علماء الأزهر من البيان التحريضي للدعوة السلفية.
وأكد الشيخ حسن الجنايني، أحد علماء الأزهر الشريف، ردا على بيان الجماعة السلفية الذي صدر الأربعاء، بشأن تكفير الأقباط والتحريض عليهم، أنه لا يجوز بأي حاتل من الأحوال التقول أو التصريح بأي شيء يؤدي إلى الفتن والنزاعات بين أبناء الوطن الواحد.
وقال «الجنايني» في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» أن الشيخ سالم عبد الجليل، صاحب التصريح الذي أحدث الأزمة، اعتذر عن تصريحاته وأقر بخطئه، بينما تريد الدعوة السلفية والقائمين عليها أن تشعل الأزمة من جديد، لتنتقم مما نال عبد الجليل ومعه الدكتور عبدالله رشدي من عقاب.
واستنكر صمت الأزهر الشريف من عدم إصداره بيان حتى الآن يكفر فيه تنظيم داعش الإرهابي، ومن هم على شاكلته من تنظيمات مسلحة تستبيح دماء المسلمين وغير المسلمين، وهو الأمر الذي إذا استمر هكذا فسيخرج كل يوم من هم أشد غلظة.
وتابع: أمرنا الله عز وجل أن نجادل غير المسلمين بالتي هي أحسن، لا أن نقاتلهم، وخصوصا أننا نعيش على أرض واحدة، وهو ما يعني أن ندعو للإسلام بالحسنة والمعروف، لا بالتسفيه والتكفير والنكران، والرسول الكريم محمد صل الله عليه وسلم فعلها من قبل ونزلت الآية الكريمة «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك»، كما أن رب العزة لم يأمرنا أن نكفر غير المسلمين، وأمرنا بالتراحم، فما بالنا ونحن أبناء وطنا واحدا.
ورفض «الجنيني»، قضية أن يكفر المسلم عقيدة المسيحي، ويكفر المسيحي عقيدة المسلم، قائلا«نشر الكفر في المجتمع أمر مرفوض ولا يؤدي إلا للتشاحن والعنف والكراهية بين أبناء المجتمع، وعلينا جميعا مسلمين ومسيحيين أن يحترم كلا منا عقيدة الأخر والدعوة إلى العمل من أجل بناء الوطن»، وطالب أن يبين كل دين فضائله ودعوته للعمل والأخلاق والتراحم، لا أن يكفر كل دين الأخر.
وفي نفس السياق، أكد الشيخ سامي السرساوي، عضو لجنة الإفتاء بالأزهر الشريف، ردا على بيان الدعوة السلفية الذي صدر الأربعاء بشأن تكفير الأقباط، أن الجانب العقائدي لأهل الكتاب«المسيحيين»، لا يمكن تكفيره أو التقليل من شأنه حيث أنهم يدينون بدين سماوي أنزله الله.
وقال في تصريحات لـ«صوت الأمة»: لا يعتبر المسلم مؤمننا إلا إذا أمن بجميع الرسل الذين أنزلهم الله تعالي، ومن اجل ذلك حدد الإسلام أن التدليل على الإمان يأتي بما وقر في القلب وصدق بالعمل.
وأوضح أن الفتاوى التكفيرية مردودة على أصحابها، ولا يمكن الأخذ بها، قائلا« لا أعتقد أنه أصبح للدعوة السلفية مستمعين، فلا أحد يلتفت لهم الأن، كما أن الأزهر هو المسيطر الأن على كل المساجد والمنابر، فلا مكان لأعضاء أو أتباع الدعوة السلفية مكانا على المنابر»، مشددا على أن الدعوة السلفية تخالف الأزهر الشريف منذ نشأتها، حيث تتبع منهج الغلو والتطرف والتشدد.
وحذر عضو لجنة الإفتاء، المسلمين أن يتخذوا من مثل فتاوى التكفير التي تحض على الكراهية بين أبناء الوطن الواحد.أكد الدكتور الشيخ سامي العسالة، من علماء الأزهر الشريف، ومفتش عام بوزارة الأوقاف، أن القرأن الكريم لا يتجزأ، والدعوة السلفية لا تأخذ القرأن كاملا، بينما تجتزء ما تريده وفقا لهواها، وبيانهم يدلل على ذلك، فهم أجتزؤا الأيات القرأنية وفقا لما أرادوا من تكفير وتحريض على أبناء الوطن.
كما أكد الدكتور الشيخ سامي العسالة، من علماء الأزهر الشريف، ومفتش عام بوزارة الأوقاف، أن القرأن الكريم لا يتجزأ، والدعوة السلفية لا تأخذ القرأن كاملا، بينما تجتزء ما تريده وفقا لهواها، وبيانهم يدلل على ذلك، فهم أجتزؤا الأيات القرأنية وفقا لما أرادوا من تكفير وتحريض على أبناء الوطن.
وقال في تصريح خاص لــ«صوت الأمة»: القرأن الكريم وصف المسيحيين بأهل الكتاب، ولم يصفهم بالكفار وقال الله عز وجل في كتابه الحكيم« قل يا أهل الكتاب» وخاطب كفار قريش بأنهم كفار.
وتابع: الأيات التي يستشهد بها أعضاء الجماعة السلفية ويعتقدون فيها بتكفير الأقباط، نزلت على رسولنا الكريم، وعامل أهلهم أنهم أهل كتاب ولم يعاملهم أنهم كفار، وإذا كان الرسول أمره الله أن يقاتل او يجاهد الكفار وليس أهل الكتاب، بل إن الله أمر أن تبروهم وأن تقسطوا إليهم وهي أعلى درجات العدل، كما وضع لهم منزلة خاصة وهي التي ذكرها رب العزة في كتابه وقال«ولتجدن الذين قالوا إنا نصارى أقربهم مودة».
وأوضح أن أيات القتال التي ذكرها الله عز وجل في كتابه الحكيم، والتي يفتي بها المتشددون والمتطرفون ومنهم الدعوة السلفية، كانت خاصة بغزوتي مؤتة وتابوك وقتال الروم للرسول الكريم، وليس لها شأن بأهل الكتاب مطلقا، والله تبارك وتعالى فرق بين أهل الكتاب والمشركين والكفار.
وتابع: الدعوة السلفية معروف منهجا المتشدد والأخذ بظاهر النصوص، وهم أنفسهم يعترفون بهذا، كما أنهم لا يعترفون بــ«التقويل» على عكس منهج الأشاعرة الذين يأخذون بالتقويل الذي هو منهج الأزهر، مشيرا إلى أن الدعوة السلفية يأخذون بالغلو والله عز وجل نهانا عنه، قائلا «شرع من قبلنا هو شرع لنا والنبي نهانا عن التشدد وقال يسروا ولا تعثروا، والسلفية مستمرة في التكفير وإشعال نيران الفتنة وهو أمر ليس مستغربا عنهم وبيانهم ليس جديدا».
اقرأ أيضا
الجنايني: بيان الدعوة السلفية بتكفير الأقباط جاء انتقاما لـ «سالم عبد الجليل»
عضو لجنة الإفتاء: نحن المسيطرون على المساجد.. و«الدعوة السلفية طول عمرها تخالف الأزهر»