«صوت الأمة» تحل لغز دكتورة الكيمياء المشردة وتكشف تفاصيل حياتها (صور الكارنيه والطفولة)
الأربعاء، 17 مايو 2017 05:58 مهناء قنديل
- باحثة علمية ضاع عقلها على أيدي زوجة أب قاسية وإخوة غلاظ القلوب
- "بنت عنيبة" تحمل عضوية نقابة العلميين تحت رقم 41054 فرع الإسكندرية
- عاشت في المرسي أبو العباس ومطاردة شقيقها دفعتها للهرب إلى الحسين بالقاهرة
- "بنت عنيبة" تحمل عضوية نقابة العلميين تحت رقم 41054 فرع الإسكندرية
- عاشت في المرسي أبو العباس ومطاردة شقيقها دفعتها للهرب إلى الحسين بالقاهرة
فيديو قصير نشرته «صوت الأمة» بعنوان فاطمة الدكتورة الكيميائية المشردة، ساعات وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، اتصالات انهالت على مصورة الفيديو، مصادر تريد الوصول إلى فاطمة، أصدقاء قدامى تعرفوا عليها.. «نعم إنها بنت الإسكندرية النابغة».
مصدر، رفض ذكر اسمه، لعلاقته الوثيقة بأهل، وأشقاء، الدكتورة المشردة، كشف لـ«صوت الأمة» إن اسمها بالكامل، هو: "فاطمة محمد عيد حسني"، وتحمل عضوية نقابة المهن العلمية، تحت رقم "41054"، ومقيدة بالشعبة رقم "5632"، فرع الإسكندرية، بمهنة أخصائي تحاليل طبية.
أول أطراف الخيط كانت اتصال هاتفي تلقيناه من أحد الدكاترة، الذين درست على أيديهم الدكتورة فاطمة، والذي ذكرت اسمه في الفيديو، وأكدت أنه من أساتذتها الكبار.
أوضح لنا الدكتور بجامعة الإسكندرية، أنها كانت دارسة نابهة، وتتمتع بذكاء حاد، وتتدرب لديه في معمل التحاليل، وحصلت على دبلومة عليا، كاشفا عن أنه كان صديقا لوالدها، الذي يعمل موظفا مرموقا بأحد البنوك، قبل وفاته خلال السنوات الماضية.
حزن شديد وأسى بدت على صوت الدكتور قبل أن يتمالك نفسه ويقول «زارتني منذ فترة، بدت عليها علامات الاضراب، أخبرتني بأنها تركت أسرتها لمرورها بأزمة كبيرة معهم... واختفت»
البداية.. حكاية عنيبة
جذور الدكتورة فاطمة من قرية عنيبة، عاشت مع ابيها في كوم الدكة بالإسكندرية، داخل أسرة مستقرة، ولها أخ يدعى فهد، إلى أن أنهت تعليمها، وتوفيت والدتها، وأراد والدها أن يتزوج، وعندما بدا عليها الحزن من ذلك، دبر لها سفرا للعمل بالمملكة العربية السعودية، إلا أنها رفضت، ما فجر خلافا كبيرا بينها وبين والدها، عقب زواجه.
بمرور الوقت وجدت فاطمة نفسها أمام قسوة شديدة من شقيقها الوحيد، وكذلك معاملة سيئة من زوجة أبيها، التي أنجبت عددا من الأبناء، وصار لفاطمة إخوة من الأب، لا يحبونها أيضا. رفعت دعوى نفقة على، والدها لتجبره على الانفاق عليها بعد تركها لعملها.
وفاة الأب
أبواب من جهنم فتحت على فاطمة، بعد وفاة الأب، نهشها الجميع، الكل يريد قطعة من كعكة الميراث، ولم تكن هي على دراية بسبل المواجهة، فقد كرست حياتها قبل ذلك للعلم فقط، هربت من جحيم زوجة أب قاسية، وإخوة غلاظ القلوب، تركت عملها وعاشت بين دراويش المرسي أبو العباس.
أبواب من جهنم فتحت على فاطمة، بعد وفاة الأب، نهشها الجميع، الكل يريد قطعة من كعكة الميراث، ولم تكن هي على دراية بسبل المواجهة، فقد كرست حياتها قبل ذلك للعلم فقط، هربت من جحيم زوجة أب قاسية، وإخوة غلاظ القلوب، تركت عملها وعاشت بين دراويش المرسي أبو العباس.
الهروب للقاهرة
لم يمر وقت قليل، حتى تمكن شقيقها فهد من التعرف على مكانها، وبدأ حملة ضارية لمطاردتها، حتى هجرت المكان، وفرت إلى القاهرة، لتستقر في ميدان الحسين، بين محاسيب حفيد النبي، بعدما تمكن منها التعب، وقادتها الضغوط النفسية إلى فقدان جزء كبير من اتزانها النفسي، فصارت تهذي بكلمات غير مفهومة في الكثير من الأحيان، قبل أن تعود إلى رشدها لوقت قصير، وهكذا.
وبعد عامين من البقاء بين أحضان الشارع مشردة، لا تجد قوت يومها، ساقتنا الأقدار إليها، لتكشف "صوت الأمة" حكايتها، عبر فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي؛ ليتعرف عليها من خلاله، المصدر الذي كشف التفاصيل لـ"صوت الأمة"، والذي يعد عضوا بعدد من الجميعات النوبية التي سبق لها أن كفلت الدكتورة فاطمة، في بداية أزمتها قبل أن تنقطع أخبارها.
مصحة نفسية
يروي المصدر لـ"صوت الأمة": "فوجئت بأحد الأصدقاء النوبيين، والذي يعيش بالكويت، يشارك الفيديو الذي نشره موقعكم، عبر صفحته على فيسبوك، وبقليل من الجهد استطعت التغلب على التغيرات التي حدثت في ملامح الدكتورة فاطمة، وتعرفت عليها، وبدأت فورا التحرك لإنقاذها من هذا المصير المميت".
بدوره قال الدكتور محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، وأحد أصدقاء عائلة الدكتورة فاطمة، والذي تعرف عليها بواسطة الفيديو الذي نشرته "صوت الأمة"، إنه بمجرد ظهور الدكتورة فاطمة وهي تفترش الأرض بجوار مقام الحسين، تحرك عدد من الشباب النوبي المتطوع، من محبي الخير، وتعرفوا عليها، وتمكنوا من التوصل لأحد إخوتها، كما دبروا لها مكانا في مصحة نفسية، لرعايتها، وتم نقلها خلال ساعات.