الفياجرا والفيتامينات تخفض ضغط الدم.. والحالة الاقتصادية في مصر تؤدي لارتفاعه
الأربعاء، 17 مايو 2017 09:00 ص
مع ازدياد أعداد مرضى ارتفاع ضغط الدم عالميا، كان لزاما الوقوف على أسباب زيادة هذا المرض وكيفية تجنب مخاطرة وعمل توعية حوله، فكان اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم والذي اختارته الرابطة العالمية لارتفاع ضغط الدم (WHL)، والذي يقام كحدث سنويا يوم 14 مايو، تحت مسميات مختلفة، واختيرت الفترة من 2013-2018 ليكون مسمى اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم فيها "اعرف أرقامك" لأجل زيادة الوعي لارتفاع ضغط الدم ومخاطره.
كما أُطلق عليه اسم «القاتل الصامت»؛ لأنه قد يؤدي للإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية دون مقدمات، ويصيب أكثر من مليار ونصف المليار شخص على مستوى العالم، منهم حوالي 16 مليونا داخل مصر تقريبا، بالإضافة إلى أن آخر الإحصائيات التي تم الإعلان عنها مؤخرا أثبتت أن مليون فرد يموتون سنويا بسبب هذا المرض.
لكن هل الرجال أم النساء أكثر عرضة للإصابة بضغط الدم المرتفع خاصة في مصر؟
قالت الدكتورة عزة فراج أستاذ أمراض القلب بجامعة القاهرة وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم لـ«صوت الأمة»، لا نستطيع قول إن النساء أكثر عرضه للإصابة به أم الرجال لأنه عادة ما تكون الإحصائيات غير مؤكدة مائة في المائة، لكن لابد من أخذ الاحتياطات اللازمة تجاه هذا المرض ومتابعته منعا لتأثيراته الخطيرة على المريض خاصة لمن لديهم تاريخ وراثي لهذا المرض.
وأضافت أنه بالنسبة للمرأة الحامل التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم لابد من تحديد هل هذا المرض له تاريخ مسبق لديها قبل حدوث الحمل أم حدث أثناء الحمل ؟، ويجب المتابعة مع طبيب أمراض النساء والتوليد في الحالتين فهو على دراية بالعقاقير التي تعطى للأم الحامل في هذه الفترة، وخاصة في حالة إصابتها بالمرض قبل فترة الحمل، مع المتابعة المستمرة لأنه قد يؤدي لما يسمى تسمم حمل وفقد الجنين.
وأوضحت أن العامل النفسي هام جدا لزيادة أو تقليل مخاطر المرض فعند الانفعال أو الخوف تزيد هرمونات التوتر بالجسم والتي تسمى "الأدرينالين " والتي تؤدي لزيادة ارتفاع ضغط الدم.
وإذا نظرنا لمصر سنجد من أهم العوامل المؤثرة في الحالة النفسية للمصريين سوء الحالة الاقتصادية وزيادة معدلات الفقر، التي تدخل في إطار التوترات في ظل غلاء المعيشة التي تؤدي لارتفاع ضغط الدم، وتقل معدلات انتشار ضغط الدم في البلدان المرتفعة الدخل مقارنة بالفئات المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وعن تأثير المنشطات الجنسية وخاصة «الفياجرا» على ارتفاع ضغط الدم، حيث إنه تشير بعض الإحصائيات إلى أن نسبة استخدام المصريين للمنشطات الجنسية بلغ 64% وعلى رأسها الفياجرا.
وأفادت أنه يشيع أن الفياجرا تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وهذا غير صحيح، بل إنها تؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، وتمثل خطورة لمن يعاني من مشكلات بشرايين القلب ويتعاطون العقاقير الموسعة لشرايين القلب، حيث إنها قد تسبب ذبحة صدرية.
لكن المرضى الذين يعانون من القصور القلبي وعدم انتظام ضربات القلب التي غالبا ما تكون سببا لوفاة هؤلاء المرضى، قد تحسن الفياجرا من حالتهم وتؤثر بشكل إيجابي وفعال في إبطاء تطور قصور القلب، وتقلل من احتمال عدم انتظام ضرباته، ومازالت التجارب مستمرة لإثبات تأثيرها على مرضى القلب.
وعن التدخين وتأثيره قالت إنه يزيد من خطورة هذا المرض، بجانب العوامل الأخرى كنوع الأغذية، وتناول الأملاح، وعدم شرب الماء بصورة كافية، بالإضافة إلى أنه يقلل من استجابة الجسم للعقاقير العلاجية لهذا المرض.
كما أن التدخين بالنسبة للنساء يزيد من ارتفاع ضغط الدم الذي يؤدي لتشوه الأجنة
وبالنسبة لتناول الأطعمة والمشروبات التي تقلل من ارتفاع ضغط الدم أكدت أنه لم تثبت الأبحاث حتى الآن صحة هذا الكلام كتناول الثوم والشاى الأخضر والكركدية، ولكن إذا كانت تفيد بعض الأشخاص في الحد من مخاطر هذا المرض وذلك يتوقف على التجربة الخاصة بالمريض، لكنها وحدها لاتكفي لعلاجه، وهناك أبحاث تجرى حاليا على الكركديه، وإذا ثبتت فعاليته سيتم عمل كبسولات منه لخفض ضغط الدم، لكن مشروب العرقسوس ثبت أنه يزيد من ارتفاع ضغط الدم .
وأعطت كبسولة لمرضى ضغط الدم المرتفع كي تساعدهم في الحد من مخاطره
وقالت إن الأسرة التي لديها تاريخ وراثي لهذا المرض لابد أن يتجنبوا السلوكيات الخاطئة التي تزيد من خطورته، كتجنب تناول الدهون وتقليل الملح في الطعام، وتجنب السمنة، بجانب أنه يجب ممارسة الرياضة، وقياس ضغط الدم بشكل مستمر، والاطمئنان على وظائف الكلى. و"مش معنى تحسن حالة مريض الضغط المرتفع أنه يوقف العلاج فهذا خطأ لكن لابد من الاستمرار في أخذ العلاج مدى الحياة ."
ويقول الدكتور محسن إبراهيم، أستاذ أمراض القلب بجامعة القاهرة وسكرتير عام جمعية أمراض ضغط الدم المرتفع، إن هذا المرض يمثل مشكلة مزمنة في مصر، ومعدلات المرض فيها أعلى من الدول العربية الأخرى، وانتشار المرض عند المصريين يختلف من محافظة لأخرى، فالقاهرة أعلى محافظة في معدلات انتشار المرض، بينما يقل في الدلتا ثم الواحات، على الرغم من أن معظم المصريين طريقتهم المعيشية متقاربة، لكنه ثبت أن البيئة لها دور هام في زيادة هذا المرض ونقصه.
وأضاف أن السمنة عامل هام في زيادة مخاطر هذا المرض، كما أنها تقلل من الاستجابة للعقاقير المعالجة له، وأن نسبة السمنة بين السيدات والفتيات غير مسبوقة في مصر سواء بالدلتا أو الصعيد، وكل كيلو جرام ينقص من وزن السيدة يصاحبه انخفاض في ضغط الدم، وبالتالي تكون النساء أكثر عرضه للإصابة بهذا المرض ومخاطره.
ومن يعانون من ضغط الدم المتذبذب لابد لهم من قياس ضغط الدم من 3 إلى 5 مرات يوميا، ومتابعة الطبيب باستمرار
وأشار إلى أن كبار السن يختلف علاجهم بعقاقير ضغط الدم من حالة لأخرى لأن العقاقير تحدد حسب الحالة المرضية لهم، والأمراض الأخرى التي يعانون منها، كما أن الفيتامينات تقلل من ارتفاع ضغط الدم.
ولابد من دعم شركات صناعة الدواء لعقاقير ارتفاع ضغط الدم، والدولة كان لها دور فعال في ظل ارتفاع أسعار الأدوية عندما أعلنت أنه لا مساس بأدوية الأمراض المزمنة والتي يعتبر ضغط الدم المرتفع أحد هذه الأمراض.
جدير بالذكر أنه بمناسبة اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم، عقدت الجمعية المصرية لارتفاع ضغط الدم، مؤتمرا صحفيا أمس للتوعية بمرض ارتفاع ضغط الدم وخطورته على الصحة العامة للمواطنين.