الصيني تدعو إلى تسريع مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي
الثلاثاء، 16 مايو 2017 04:10 موكالات
دعا نائب الرئيس الصيني لي يوان تشاو إلى تسريع مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي.
جاءت تصريحات لي خلال اجتماعه مع وزيرشؤون الديوان الأميري الكويتي الشيخ ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح، الذي ترأس وفدا لحضور منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الذي اختتم أعماله أمس الاثنين في بكين.
وقال لي إنه يجب على الصين والكويت الاستفادة من مزايا مبادرة الحزام والطريق لدفع التعاون في مجالات الطاقة والمالية والمجمعات الصناعية.
وهنأ الوزير الكويتي الصين على نجاح المنتدى..قائلا إن بلاده تسعى وراء تعميق التعاون مع الصين في مختلف المجالات.
وقد بدأت الصين ومجلس التعاون الخليجي محادثات اتفاقية التجارة الحرة منذ العام 2004 إلا أن الجهود توقفت بعد خمس سنوات، وتم استئناف المفاوضات في العام 2016.
ووفقا لوكالة الأنباء الصينية الرسمية، فإنه تم في مطلع الشهر الجاري، عقد أول اجتماع للجنة التعاون المشتركة بين جمهورية الصين الشعبية ودولة الإمارات العربية المتحدة في العاصمة الصينية بكين بحضور وزير الخارجية الصيني وانغ يي ووزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وقال وانغ يي إن البلدين اتفقا على دفع إكمال اتفاقية التجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي.
من جانبه، قال وو سي كه المبعوث الصيني الخاص السابق للشرق الأوسط، إن المفاوضات المتعلقة بإقامة منطقة التجارة الحرة بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي حققت تطورات إيجابية، حيث أنهى الجانبان المفاوضات الجوهرية لتجارة البضائع مبدئيا واتفقا على بذل جهود للتوصل إلى اتفاقية منطقة التجارة الحرة.
وخلال لقاء وزير الخارجية الصيني وانغ يي مع نظيره السعودي عادل الجبير على هامش اجتماعات مؤتمر ميونخ للأمن فى شهر فبراير الماضي, قال وانغ إن الصين تعد السعودية شريكا استراتيجيا مهما، وإنها على استعداد لتسريع وتيرة المحادثات مع السعودية بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي.
ونقلت الوكالة الصينية للانباء عن لي وي، مدير مركز الدراسات التنموية التابع لمجلس الدولة الصيني، قوله إن تحويل نمط النمو الاقتصادي يوفر فضاء رحبا للتعاون بين الجانبين، إذ تعلق الصين ودول الخليج العربية آمالا كبيرة على التعاون الثنائي.
وشهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ودول الخليج العربي تطورا سريعا في السنوات الأخيرة، إذ وصلت قيمة التجارة الثنائية إلى 175.2 مليار دولار أمريكي في عام 2014، ما يعادل 20 ضعفا عما كانت في عام 2001، وبلغت نسبة الزيادة السنوية 25.7 بالمائة.
ورغم انخفاض سعر النفط الخام وانكماش نشاط التجارة العالمية في عام 2015، إلا أن قيمة التجارة الثنائية تجاوزت 130 مليار دولار أمريكي، بينما ازداد حجم الواردات الصينية من النفط الخام من دول الخليج العربية من 105 ملايين طن في عام 2014 إلى 109 ملايين طن في عام 2015.
وأصبحت دول الخليج العربية سابع أكبر شريك لتجارة السلع للصين وأكبر سوق للصين في مجال مقاولات مشاريع البناء. وفي المقابل، احتلت الصين المكانة الثانية بين الشركاء التجاريين لدول الخليج العربية وأهم مقصد لصادراتها من النفط الخام.
وبسبب التطورات المتسارعة في مجال تكنولوجيا الطاقة الجديدة وتكنولوجيا استخراج الغاز الطبيعي غير العادية، تتأثر هيكلة الطاقة العالمية ومنطقة الخليج على وجه الخصوص، لذا طرحت الدول في هذه المنطقة خطة تنموية جديدة تستهدف تنوع الهيكلة الاقتصادية وتطوير نمط جديد للنمو الاقتصادي.
وفي الوقت ذاته، شهدت الصين تغيرات في البيئة الخارجية والتفوقات التنافسية الذاتية وفقا لما ذكر لي وي.. فأولا تحول مركز التعاون الاقتصادي الخارجي للصين من الدول المتقدمة إلى الدول النامية والاقتصاديات الناشئة في آسيا وأفريقيا، وثانيا صارت القوة العاملة عالية الجودة تحل محل القوة العاملة منخفضة التكاليف، وبدأ الإبداع يلعب دورا جديدا في التنمية الاقتصادية الصينية، وثالثا فإن عدد سكان المدن الصينية الضخم وتحديث الهيكلة الاستهلاكية سيدفعان ازدياد الطلب على منتجات الطاقة.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ أشار خلال زيارته إلى السعودية في أوائل عام 2016، إلى أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو أكثر منظمة حيوية في منطقة الشرق الأوسط، ويحظى التعاون بين الصين ومجلس التعاون الخليجي بأساس ثابت وآفاق مشرقة مع نضج العلاقات الثنائية بعد 35 عاما على إنشائها.
بدوره نصح لي وي مدير مركز الدراسات التنموية التابع لمجلس الدولة الصيني الجانبين (بلاده ودول الخليج) بدفع ترابط الاستراتيجية التنموية الثنائية ودفع تقدم المفاوضات بشأن منطقة التجارة الحرة بينهما، والتباحث في إنشاء آلية تعاونية دائمة في المجالات الرئيسية بالإضافة إلى تعزيز التعاون والتبادل بين بنوك المعلومات بين الجانبين.