مبادرة «الحزام والطريق».. عمقت العلاقات بين البلدين.. والفجوة المعرفية أبرز تحدياتها
الأحد، 14 مايو 2017 02:27 م
تحت عنوان «تنسيق السياسات التنموية وعرض الاستراتيجيات» تشارك مصر بوفد رفيع المستوى في إطار منتدى «الحزام والطريق» ضمن مبادرة طريق الحرير التي أطلقتها الصين حيث شهدت العلاقات المصرية الصينية خلال السنوات القليلة الماضية طفرة حقيقية جسدت عمق العلاقات بين الدولتين خاصتا في ظل نجاح الصين في تحقيق طفرة اقتصادية وسياسية واجتماعية حتى بلغت نسبة التبادل التجاري بين البلدين 13 مليار دولار لتحاول مصر استلهام تلك التجربة الناجحة والاستفادة منها.
من جانبه أكد حسين إسماعيل المدير الإقليمي للصين بالشرق الأوسط لـ«صوت الأمة»، أن مبادرة «الحزام والطريق» مبنية على الثقة الاستراتيجية المتبادلة بين الصين والدول الأخرى، واتخاذ التنمية كموضوع رئيسي في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك إلى تحقيق التنمية الشاملة والاستقرار الداخلي والسلام الإقليمي بين الصين والدول الأخرى.
وأضاف: تدعم الصين جهود الدول العربية المستقلة ومنها مصر لاستكشاف الطرق التنموية، وتتبادل الحضارتان الصينية العربية احتراما قائما على تعزيز التواصل والاستفادة المتبادلة من مختلف الحضارات.
وأوضح أن التجربة الصينية جديرة بالدراسة والمناقشة، وهناك مثل صينى يقول «قدمك فقط هي التي تعرف اذا كان الحذاء مناسب أم لا» مشيرا إلى أن نجاح الحالة الصينية جاء نتيجة لاختيار الأنظمة والسياسات التي تناسب وطبيعة وظروف الصين وبالتالي لا يمكن أن نطبق الحالة الصينية بكل تفاصيلها في مصر لأن كل دولة تختلف في اقتصادها وسياستها وطبيعة شعبها فما ينجح في الصين قد لا ينجح في مصر ولكن ما يجب فعله هو إيجاد آليات عمل سياسي تتوافق مع طبيعة وبيئة الشعب المصري.
وتابع: الصين لا تزعم أن لديها نموذج تصدره للعالم ولكنها تقول إن لديها حالة ممكن الاستفادة منها على المستوى السياسي والاقتصادي ولكن الأهم على المستوى الشعبي فمثلا عندما كان دخل المواطن الصيني 650 دولار كان معدل ادخار المواطن الصيني 50% في نفس الوقت الذي كان فيه دخل المواطن المصري 700 دولار كان معدل ادخاره لا يتجاوز الـ 15% لتكن ثقافة الادخار من أهم العوامل التي أدت لنهوض اقتصاد المواطن الصيني، فالصين مرت بوضع اقتصادي سيء للغاية فلم يكن هناك أي مظلة سواء في الصحة أو التعليم أو على المستوى الاجتماعي ولكن صبر المواطن الصيني نتج عنه النهضة التي يعيش فيها حاليا فعلينا أن نتعلم من الصين الصبر ونتحمل للنهوض بالدولة.
وأشار حسين إسماعيل إلى أنه من أكثر المعوقات التي تواجه التعاون المصري الصيني هو الفجوة المعرفية ولذلك لابد أن نكسرها ونحدها ليكون هناك انفتاح أكثر على الثقافة الصينية فعلينا مثلا أن نتعرف على الفكر «الكنفوشي» لنعرف كيف نتعامل مع مختلف الثقافات، حيث دخلت الصين منافسة شرسة خاصة مع الدول الكبرى حتى أن الولايات المتحدة الأمريكية على مدار أكثر من رئيس أن الصين عدو وليس شريك، ولكن في الواقع فالعلاقات الصينية الأمريكية أكثر تشابكا وعمقا من أي قيادة أمريكية أو حتى صينية كما أن الصين لا تفكر بمنطق العقلية العربية فالسياسة تختلف ولذلك تفصل جيدا ما بين علاقاتها بالدول وتعلم جيدا أن مصر لها علاقات متشابكة أيضا مع الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي لا يتم خلط الأوراق.
حسين اسماعيل
اقرأايضا
الصين تفتتح قمة «طرق الحرير الجديدة»