مقبرة كهنة إله العلم..لعنة رائحة الموت
السبت، 13 مايو 2017 10:53 م
رائحة الموت تفوح فى المكان، آلاف السنين لم تكن كافية لتنفى أثرالمومياوات داخلها، الظلام هو العلامة الأساسية التى تقودك للسراب فتجد فى نهاية المطاف دهاليز وممرات وتوابيت، جعلتها تحمى نفسها من نبش اللصوص، هو حال المقبرة المكتشفة لكهنة المعبود«جحوتي»، التي أعلنت عنها وزارة الآثار اليوم السبت، وتوصل لها بعثة كلية الآثار، بجامعة القاهرة.
تحسس خطواتك حتى لا تتعثر بمومياء بداخل المقبرة، فهي مقبرة آدمية جماعية من العصر اليوناني الرومانى لكهنة الإله«جحوتي»، الذي عرف بأنه آله الكتابة والعلم، وهو ما جعل جامعة القاهرة، تتخذ منه شعارًا له، بها 12 مومياء كاملة وفي حالة جيدة، وعدد أخر متهالك.
المقبرة تتبع طراز«الكاتاكومب»، وهي المقابر المنحوتة في الأرض أو في الصخر، مما يجعل هيبتها أعمق والوصول لنهايتها أصعب خاصة، أنها تتكون من طوابق متعددة.
المقبرة بها بقايا دلائل للحياة وقتها فهي تتضمن آبار، وحجرات ودهاليز متعددة كثيرة التعاريج، وهو الطراز معروف أنه أنتشر في العصر اليوناني، الروماني في حين أنه بدأ في الأسرة 27 للعصر البطلمي.
لغز المقبرة وفك شفرتها، سيساعد فيها العثورعلى برديتين لم تتم ترجمتها بعد، لكنهما تتحدثان عن الحالة الدينية والاجتماعية، وهذه البرديات، سيتم نقلهما للمتحف المصرى الكبير للترميم.
أواني وفخارات بعضها مهشمة وأخرى سليمة تضمها المقبرة، وسيتم عرضها عقب ترميمها بمتحف ملاوي بالمنيا، لتخرج أمام أنظار العالم.
لحظة الموت وما بعدها أمر فاصل ومهم بالنسبة لأصحاب المقبرة، مما جعلهم ينقشون على توابيتهم، فالتوابيت نقوش مذهبة، مما يدل على أن أصحابها ليسوا من عامة الشعب وتضم المقبرة 5 توابيت حجرية، فضلاً عن توابيت خشبية كثيرة مهشمة، بسبب تعرض المقبرة لتدمير كبير في العصور القديمة من قبل بعض اللصوص، كما تم الكشف أيضًا عن شريحة من الذهب.
أهمية هذه المقبرة أثريًا لا يأتي من فراغ، لأنها تعد هذه المقبرة أول كشف يتم العثور عليه بالمنطقة منذ حفائر الدكتور سامي جبرة في الفترة من 1930، وحتى 1950 والتي كشفت عن جبانة الطيور والحيوانات بالمنطقة وقتها.
الكهنة هم خدام المعبود«جحوتي»، الذي كان يعبد منذ عصر الفراعنة، ويمثل إله الحكمة منذ بداية عصر الأسرات وحتى العصر الرومانى، وكانت مركز عبادته الأشمونين وهي محافظة المنيا حاليًا، لم تقف حدود قدراته عند الحكمة والعلم ، بل تجاوزها لحدود السحر، مما دفع المصريين يرون أن في« كتاب تحوت»، قدرة خارقة تحول قارئه إلى أعظم ساحر، وكان يمثل جحوتى قوى التوازن بين استمرار الخير والشر.
موضوعات متعلقة
الآثار: المقبرة المكتشفة أول جبانة آدمية جماعية لكهنة الإله جحوتي
سفراء 3 دول يزورون آثار المنيا في إطار دعم وتنشيط السياحة