«الذئاب الرمادية».. أردوغان يسعى لإعادة التاج العثماني على جثث السوريين

الخميس، 11 مايو 2017 03:35 م
«الذئاب الرمادية».. أردوغان يسعى لإعادة التاج العثماني على جثث السوريين
جثث السوريين وأردوغان
محمد الشرقاوي

يبدو أن الذئاب ليست لتنظيم القاعدة وحده، والمسارد الأمنية لداعش وحده، بل هناك أخرى رمادية تتوافق معه في الأفكار والمعتقدات وأيضا جهة التمويل والدعم. 
 
والذئاب الرمادية هي منظمة تركية يمينية متطرفة، تدعم بسياساتها حزب العدالة والتنمية والنظام الحالي على رأسه رجب طيب أردوغان الرئيس التركي.
 
مؤشرات تؤكد أن الذئاب الرمادية هي أحد أذرع الاستخبارات التركية لتنفيذ عمليات مخابراتية خارج الحدود. فالبداية كانت مع صورة تم نشرها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في ديسمبر 2015، تفيد مشاركة 3 أعضاء من منظمة الذئاب الرمادية التركية على جزيرة القرم من الجانب الأوكراني.
 
وكشفت الصورة 3 رجال وهم يرسمون بأصابعهم إشارة الذئاب الرمادية، ومنظم الحصار ضد شبه جزيرة القرم لينور إسلاموف الذي وضع تعليقا على الصورة يقول: شركاؤنا الأتراك من منظمة الذئاب الرمادية يشاركوننا في حصارنا. حلقة الحصار تضيق.
 
التاريخ الدموي لجماعة الذئاب الرمادية القديم، تبنت الجماعة عمليات ما بين سنوات 1974 و1980 وصلت إلى 694 جريمة قتل للوسطاء، وجرائم اغتيال ضد المثقفين اليساريين والأكاديميين، منهم النائب العام، وتعذيب العديد من أنصار اليساريين والمتعاطفين وقتلهم، وكان في صفوف أنصارها السابقين محمد على أغجا الذي حاول اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني في 1982.
 
وكانت عمليات تنظيم الذئاب الرمادية موجهة للتيار اليساري المعارض في تركيا، وذلك بسبب الخلفية العسكرية لمؤسس حزب الحركة القومية، ألب أرسلان، الذي كان عقيدًا سابقا في الجيش التركي، وكان له الدور البارز في الانقلاب العسكري الذي حدث في عام 1960.
 
هناك مؤشر آخر نشرته قناة سي ان ان، حيث بثت شريطا لقائد المجموعة المسلحة التي أطلقت النار على طياري القاذفة الروسية سو-24 التي أسقطتها تركيا فوق الأجواء السورية أثناء هبوطهما بالمظلة، وهو التركي ألب أرسلان جيليك أحد أعضاء منظمة “الذئاب الرمادية” المتطرفة ونجل عمدة سابق لإحدى المدن التركية.
 
وعن المؤشر الأقوى والذي يؤكد علاقة تلك الجماعة الإرهابية بتنظيم داعش الإرهابي ما جاء على لسان مصادر أمنية روسية بأن جماعة الذئاب الرمادية وراء حادث تحطم الطائرة الروسية “إيه -321” من طراز إيرباص بوسط سيناء.
 
وقالت صحيفة كوميرسانت الروسية، نقلا عن دائرة الأمن الفيدرالى الروسى، إن منظمة الذئاب الرمادية المتطرفة، والمرتبطة بتنظيم داعش الإرهابى يمكن أن تكون شاركت في إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 224 راكبا في 31 أكتوبر 2015. وهو الأمر الذي تزامن مع إعلان تنظيم داعش الإرهابي تبنيه للحادث.
 
الرد التركي على الحادث آنذاك كان غريبا، حيث شنت القنوات الإخوانية والتي تبث من داخل تركيا هجوما حادا على الدولة المصرية.
ومن المعروف أن تلك القنوات تعمل بتوجيهات من المخابرات التركية المتورطة في إشعال الأوضاع على الساحة السورية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق