كيف اخترقت إيران التنظيمات الإسلامية في مصر؟
الأربعاء، 10 مايو 2017 12:53 م
لم تكن الاتهامات التي وردت خلال مقال القيادي الإخواني مجدي شلش عضو «اللجنة الادارية العليا لإدارة نشاط الإخوان داخل مصر»، الذي أشار فيه إلى اختراق إيران للتيارالإسلامي هي السابقة الأولى للإختراق الإيرانى لجماعات الإسلام السياسي، فقد سبق وكشفت أجهزة الأمن في عام 2010 عن تفاصيل القبض على أعضاء خلية إيرانية في سيناء والمعروفة باسم خلية سامي شهاب، الذي تم تهريبه عقب ثورة يناير إلى قطاع غزة، وكانت الخلية تمارس نشاطها في سيناء تحت دعوى دعم المقاومة الفلسطينية، والتي ثبت بعد ذلك أنتمائها بشكل مباشر لجماعة الأخوان الإرهابية.
وقد أشارالدكتور كمال حبيب، الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، إن الاتهامات التى وردت فى مقال القيادى الإخواني مجدي شلش العضو السابق بما يسمى بـ«اللجنة الادارية العليا لإدارة نشاط الإخوان داخل مصر» حول اختراق إيران للتيار الإسلامي يمكن إعتباره جزء من الصراع الدائر داخل الإخوان بين فصيله وفصيل محمود عزت القائم بأعمال المرشد، والذين معه.
وتابع حبيب حين ينشب الصراع بين أجنحة داخل جماعة واحدة ويتعمق ذلك الصراع إلى مستويات رأسية عميقة فإن أحد أدوات الصراع هي استخدام الاتهامات باختراق لوبيات للفصيل الآخر مشيراً إلي اللوبي الصهيوني الأمريكي واللوبي الإيراني.
وأضاف حبيب ليس معني أن الاتهامات أداة في الصراع أنه لا يوجد اختراق حقيقي من قبل الإيرانيين علي وجه الخصوص ، حيث يستخدمون عناوين المقاومة ومواجهة الغرب سبيلا للاختراق ، كما أن الإيرانيين حريصين علي أن يكون لهم قدم داخل الحركات السياسية السنية الكبري كالإخوان المسلمين وحتي القاعدة والحركات الجهادية ، وهم يستخدمون الدعم المالي أحد أهم أدوات ذلك الاختراق.
وتابع حبيب: بيد إن ما أشار إليه شلش يشير أيضا إلي تغلغل التيارات السلفية داخل التيار الذي يمثله وهو تيار محمد كمال وقد أشار لاسمين معروفين بعدائهما لإيران وهما محمد حسن ولد الددو وعزام التميمي، كما أن إيران أحد الدول التي تهدد دول الخليج وتركيا وهم حلفاء كبار ومهمين بالنسبة لجماعة الإخوان ، أو علي الأقل هم الأقرب إلى الحركة في سياق الصراع الكبير الذي يتخذ طابعا مذهبيا وتقف إيران فيه إلي جانب نظام بشار كما أنها تنال كراهية أغلب الحركات الاجتماعية السنية الآن بعد مواقفها السافرة في الإقليم ذات الطابع المذهبي والطائفي.
وأشار بعض الباحثين إلى أن المحاولات الإيرانية لضرب الأمن القومى المصرى بلغت ذروتها بعد ثورة يناير وتحديدا فى فترة صعود «الإخوان» لحكم مصر، وظهر ذلك خلال تصريح الجنرال قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس أن «المنطقة اليوم تمخضت عن عدد من الإيرانات الجديدة، يجمعها العداء للولايات المتحدة» وأن مصر إن «مصر ستكون إيران جديدة سواء أردتم أم لم تريدوا».
ولم تكن تصريحات سليمانى اعتباطًا، أو وليدة الصدفة، فحقيقة الأمر أن النظام الإيرانى كان يعتمد على اتصالات تحتية مكثفة مع قيادات إخوانية في مصر، منذ أيام مؤسس الجماعة حسن البنا، وكاهنها سيد قطب، ثم تواصلت تلك الاتصالات عبر أكثر من ٥٠ عاما، ووصلت ذروتها في عام ٢٠١٢، عندما تولت الجماعة حكم مصر.
وكانت أبرز محطات العلاقات الإيرانية الإخوانية، زيارة نائب وزير المخابرات الإيرانية إلى مصر سرًا، واجتماعه مع كبار أعضاء مكتب الإرشاد، داخل قصر الاتحادية الرئاسى، لعدة ساعات، ناقشوا خلالها التخطيط لإنشاء جهاز مخابرات إخوانى، وقوة حرس ثورى مصرى، ليكون موازيًا لأجهزة مخابرات الدولة، والحرس الجمهورى، ونواة لجيش إخوانى مواز للجيش المصرى على النحو القائم في الحرس الثورى الإيرانى،الذي يتفوق في قدراته وتسليحه ونفوذه على الجيش النظامى الإيرانى، على أن يتولى الحرس الثورى الإخوانى حماية نظام الحكم الإخوانى في مصر.
يذكر أن مجدى شلش ،القيادى بجماعة الإخوان، الهارب فى تركيا ،والعضو السابق بما يسمى «اللجنة الإدارية» المسئولة عن إدارة نشاط الإخوان داخل مصر قال أن اللوبى الإيرانى لن يعدم بعض من أسماهم «ضعاف النفوس» داخل التيار الإسلامى التى تشترى بالمال وتوجيهها نحو أهدافه.
ودعا شلش فى مقال نشره مؤخرا على مواقع التواصل الإجتماعى إلى تشكيل لجنة حكماء تضم خالد مشعل رئيس المكتب السياسى السابق لحماس وبعض الشخصيات الأخرى اقترح منهم محمد أبو الحسن ولد الددو ، الداعية الإخوانى الموريتانى وعزام التميمي القيادى بالتنظيم الدولى.
كما اقترح شلش مجموعة من المهام التى يمكن أن تقوم بها اللجنة منها العمل على حماية التيارات الإسلامية من الاختراق، وقال: «هناك أجندة أخرى بدأت تشكل لنفسها أنصارا وسط التنظيمات والجماعات الإسلامية، وهى الأجندة الإيرانية وهذا ملموس وواضح فى الأفق أن المذهب الشيعى بكل إمكاناته يعمل بالليل والنهار على اختراق الجماعات الكبرى وحرق أهدافها الكبرى بأهداف صغرى».
وأضاف: «لن يعدم اللوبى الإيرانى بعض ضعاف النفوس التى تشترى بالمال وتوجيهها نحو أهدافه، أو على الأقل العمل على عدم تحقيق الجماعات الكبرى لأهدافها، وإذا قامت لجنة الحكماء بهذه المهمة من الحفظ والرعاية من الاختراق للجماعات بآليات مناسبة بعد تجميع المعلومات، تكون قد حمت وصانت هذه التنظيمات من الوقوع فريسة تحت أنياب المتربص بها».