إسرائيل تفتعل أزمة جديدة مع مصر بإغلاق السفارة.. تل أبيب تتحجج بالأوضاع الأمنية.. والخارجية: السفراء يمارسون عملهم بمنتهى الحرية

الإثنين، 08 مايو 2017 02:11 م
إسرائيل تفتعل أزمة جديدة مع مصر بإغلاق السفارة.. تل أبيب تتحجج بالأوضاع الأمنية.. والخارجية: السفراء يمارسون عملهم بمنتهى الحرية
سفارة إسرائيل
كتبت - أميرة عبد السلام

في هدوء شديد أغلقت سفارة إسرائيل أبوابها وأنهت كافة تعاقدتها مع العاملين وأبلغت طواقم العمل الدبلوماسية بعدم مغادرة تل أبيب لتسيطر حالة من الترقب الحذر على وزارة الخارجية خاصة بعد إعلان إسرائيل من خلال وسائل الإعلام العبرية عن الاتجاه رسميا لإغلاق السفارة الإسرائيلية في مصر تماما.

مصادر دبلوماسية في إدارة إسرائيل بوزارة الخارجية وصفت الأداء الإسرائيلي في قضية السفارة بأنه مستغرب ليس مفهوما فبعد خاصة أن إسرائيل وضعت عدة شروط من أجل إعادة السفير وطاقم الدبلوماسي، وتم التعامل معها من قبل الجانب المصرى بمنتهى الجدية ووعد بتلبيتها وبالفعل سبق وتقرر إعادة السفير الإسرائيلي وطاقم السفارة إلى القاهرة، بموجب طرق عمل مختلفة، لكن كما قالت المصادر أنه في أعقاب العمليات الإرهابية ضد الكنائس، تراجعت إسرائيل عن القرار وليس لدينا معلومات جديدة حول إعادة الطاقم الإسرائيلي، وفق تصريحات المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية أنه "لا يمكن التعليق على هذا الأمر الآن، لأنه لا توجد معلومات رسمية لدينا بشأنه وسنتواصل مع المسئولين لتوضيح الأمر".

فالخارجية فى مأزق حقيقى كيف ستتعامل مع تلك القضية خاصة وأن تل أبيب تصدر أن الأسباب أمنية فى حين تتملك الخارجية بأن الوضع الأمني للسفراء تحت السيطرة ويتحركون فى القاهرة مع السلك الدبلوماسي المعاون بمنتهى الحرية ويمارسون عملهم بمنتهى الحرية دون أزمات أمنية.

 

السفارة الإسرائيلية والعلاقات السياسية

هل تعكر أزمة السفارة الإسرائيلية صفو العلاقات المصرية والتى وفق المراقبين للمشهد السياسي حاليا تسير بشكل جيد، فمنذ تولى الرئيس السيسي الحكم لم تحدث أزمات كبرى بل تم دفع عجلات أزمة السلام فى الشرق الأوسط والتي كانت متوقفة منذ سنوات كما تم إعادة فتح سفارة تل أبيب بالقاهرة بعد نقلها من الجيزة إلى المعادى، وفى نفس الوقت تم إعادة إرسال سفير مصر إلى إسرائيل بعد سحبه في عام 2012، عقب ثورة 25 من يناير.

هل تؤثر تلك الأزمة الدبلوماسية على العلاقات السياسية بين مصر وإسرائيل خاصة بعد زيارة وزير الخارجية، سامح شكري، القدس الغربية، ملتقياً برئيس الوزراء نتنياهو، في أول زيارة لوزير خارجية مصري من نوعها منذ 9 سنوات، حينما زار أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية الأسبق إسرائيل في عام 2007 خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لمصر...علامات استفهام عديدة تحتاج إلى ردود سياسية وليست دبلوماسية.

 

أسباب إغلاق السفارة

في تقرير مطول لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أشارت إنه فضلا عن غياب السفير الإسرائيلي «دافيد جوفرين»، والدبلوماسيين العاملين في السفارة منذ 5 أشهر، فإن الخارجية الإسرائيلية لم تجدد عقود عمل 30 موظفا محليا يحملون الجنسية المصرية ويعملون في سكرتارية السفارة بالإضافة إلى سائقين وعمال صيانة نظرا للإغلاق السفارة.

أفراد الطاقم الدبلوماسي الإسرائيلي المعيّنين في القاهرة تلقوا بلاغا رسميا من الدائرة المالية في وزارة الخارجية الإسرائيلية بشأن إلغاء كافة المدفوعات في رواتبهم بسبب العمل خارج البلاد، وذلك بأثر رجعي طوال مدة عملهم من إسرائيل أي قرابة الخمسة أشهر الماضية.

وشددت وزارة المالية الإسرائيلية في بلاغها على أن السفارة الإسرائيلية في القاهرة خضعت "لإجلاء من دولة الخدمة".

هذا فيما يخص المواظفين والدبلوماسيين أما عقد إيجار المبنى الذي تتواجد فيه السفارة الإسرائيلية في حي المعادي وهو ذاته مقر سكن السفير، فلم يتم تجديده منذ أربعة شهور كذلك ألغت السفارة حفل استقبال بمناسبة «يوم استقلال (إسرائيل) وهو الاحتفال السنوي الذي تقيمه السفارة والذي كان من المقرر تنظيمه نهاية شهر مايو قبل أيام من الاحتفالات الكبرى التى تجهز لها تل أبيب فى الذكرى الخمسين لنكسة يونيو 1967.

وفق كل هذه المقدمات أكد الدبلوماسيين المراقبين للمشهد فيما يخص العلاقات المصرية الإسرائيلية الى اتجاه الخارجية الإسرائيلية لإغلاق تام للسفارة بالقاهرة، أو على الأقل عدم وجود رؤية لعودة قريبة أو محتملة للسفارة أو حتى السفير والذي لم يمارس مهام عمله سوى أيام معدودة منذ تسلمه خطاب اعتماده لوزارة الخارجية فى أغسطس من العام الماضي.

 

أزمة السفير والأسباب الأمنية

فالسفير الإسرائيلي في القاهرة السيد «دافيد جوفرين»، وطاقم السفارة كاملا خارج مصر منذ نوفمبر 2016 وفق ما أعلنته الخارجية المصرية دون إبداء أسباب تلك الأسباب التى أكد الجانب الإسرائيلي أنها أسباب أمنية لا سياسية.

"القيود والأسباب الأمنية" المتعلقة بالسفارة الإسرائيلية ليست الأولى في سجل السفارة فقد طالب السفير الأسبق إعفاءه من منصبه بسبب ما وصفه بالقيود الأمنية الشديدة هذا فى الوقت الذى يمارس فيه السفراء الأجانب عملهم بشكل طبيعى فى القاهرة ويتحركون بمنتهى الأريحية والحرية وبحراسات مشددة نسبيا لا تعيق عملهم الدبلوماسى والمتابع للمشهد يرى فى السفير البريطانى بالقاهرة جون كاسن دليلا قاطعا على ذلك فقد نقل على السوشيال ميديا أكثر من مرة تحركاته بمنتهى السهولة فى القاهرة.

 

السفارة الإسرائيلية وحي المعادي

السفارة الإسرائيلية مرت برحلة نقل من مكانها التاريخى على نيل الجيزة إلى حي المعادى الهادي بعد أزمة تسلقها الشهيرة فى أعقاب ثورة يناير 2011 وبعد أربعة أعوام كاملة من الإغلاق وبعد تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم تم افتتاح السفارة بمقرها الجديد محل إقامة السفير فى حى المعادى تحديدا فى سبتمبر 2015 بعد أربعة أعوام كاملة من إغلاقها.

وكان حفل الافتتاح كبير ونقلته معظم وسائل الإعلام العالمية ووقتها احتفى «أوفير جندلمان» المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلية و«بنيامين نتنياهو» بنبأ افتتاح المقر على صفحته الرسمية في موقع «فيسبوك»، وقال «للأسف لم أستطع المشاركة في هذه المراسم المثيرة للعواطف، ولكن يسرني أن أنتهز هذه الفرصة الطيبة لأهنئ سعادة السفير (حاييم) كورين وطاقم السفارة».

وحضر حفل الافتتاح عن الجانب الإسرائيلي المدير العام لوزارة الخارجية «دوري جولد» والسفير الإسرائيلي حاييم) كورين والسلك الدبلوماسي العامل معه بالكامل سواء فى القاهرة أو فى تل أبيب، وعن الجانب المصري نائب رئيس المراسم، بالإضافة للسفير الأمريكي في القاهرة وقتها.

 

الأزمة في السفارة أم السفير

الدكتور أحمد فؤاد أنور أستاذ العبري الحديث والفكر الصهيوني بجامعة الإسكندرية أكد أنه بهذا الإعلان الذي جاء من الإعلام العبري تبددت أحلام السفير الإسرائيلي الجديد في شهر عسل بينه وبين المسئولين في الخارجية المصرية وبالطبع في قدرته على التأثير على الرأي العام المصري، فبعد افتتاح لمقر "سري" للسفارة في سبتمبر 2015 استمر العمل القنصلي متمثلا في إصدار التاشيرات متوقفا مقتصرا على تأشيرات عبر الانترنت أو التعامل من خلال العاصمة الأردنية عمان ومرجع ذلك في تقديري زيارة السفير للإسكندرية من جانب وسياسات نتنياهو الخرقاء من جانب آخر.

تلك الزيارة إلى الإسكندرية والتي جاءت فى مقدمة نشاطاته كما يقول "أنور" تحدث السفير بعدها مع المسئولين عن الطائفة اليهودية في مصر كأنهم رعايا لإسرائيل، وتعامل مع ممتلكات الجالية وكأنها تابعة للسفارة مباشرة!! كما تحدث عن المسيحيين في الإسكندرية وكأنهم طائفة وفي هذا نعرة طائفية وقاموس مصطلحات غريب على مصر يذكرنا بالأوضاع في العراق أو سورية كما يذكرنا بالطبع بنهج داعش.

جهود نتنياهو لقتل مبادرة السلام الفرنسية وإفساد المردود الطيب للتصريحات الإيجابية للرئيس السيسي بشأن وجود فرصة حقيقية للتوصل لسلام بين إسرائيل والفلسطينيين كان لها تأثيرها السلبي كذلك كما يقول المحلل السياسي أحمد أنور مشيرا إلى انه في جميع الأحوال نرى أن إغلاق السفارة تحصيل حاصل بعد غياب السفير والإعلان عن عدم عودته منذ 5 شهور.

موضوعات متعلقة

إسرائيل تربك زيارة ترامب الأولى إلى الشرق الأوسط

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق