ننشر نص كلمة رئيس جامعة القاهرة خلال إعلانه عدم ترشحه لفترة جديدة
الإثنين، 08 مايو 2017 05:53 ص
نشر رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار، نص كلمته التي أعلن فيها عدم ترشحه لرئاسة جامعة القاهرة، وذلك عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي" فيسبوك."
وقال نصار:"استخرت الله عز وجل وقررت وبناء على أسباب شخصية وعائلية أن اكتفي بالمدة الأولى التي ترأست فيها جامعة القاهرة وكلي ثقة أن هذه الجامعة ولادة وأن بها من الخبرات التي يمكن أن تديرها وتضيف للمنظومة أولا، نحن نترك موقعنا في جامعة القاهرة ونقدم نموذجا ناجحا وفي أوج تألقه في كافة الجوانب؛ التعليمية والمالية.
وتابع نصار قائلاً:" ولعلكم تذكرون أنني كنت قد أعلنت منذ مدة طويلة أنني سوف اكتفي بمدة واحدة في جامعة القاهرة يوم أن تكالبت علي سهام النقد وأنني اشتهي السلطة، بالعكس نحن نقول أننا نقدم نموذج ونترك فيه السلطة في جامعة القاهرة بإرادتنا، ونحن نترك جامعة ناجحة بكل المقاييس، قدمت نموذجا للإصلاح المالي ونموذجا في الإصلاح الإداري ونموذجا في التعامل مع الطلبة ونموذجا في اصلاح العملية التعليمية.
وأضاف: "نحن ندرك أننا لكي نصل إلى الكمال لابد من جهود مضاعفة ولكن قد يكون هناك من هو أكثر قدرة منا على إدارة ملفات هذه الجامعة وأكثر شبابا يستطيع أن يضخ دماء جديدة في هذه الجامعة، على المستوى الشخصي أنا راض كل الرضا عن هذه الفترة التي أنعم الله علي بها وأشكر كل من ساندني ووقف معي وأشكر كل من قومني حين رأى أنني كنت مخطئا أو غير مصيب، وأقول للجميع إن كلماتكم كنت استقبلها بصدر رحب ولذلك اترك موقعي في جامعة القاهرة لأعود أستاذا بكلية الحقوق ومواطنا مصريا إلى جانب كل المصريين الذين يقفون بجوار بلدهم ودولتهم في هذا الوقت الصعب الذي يجب أن تتضافر فيه الجهود لكي يعود لمصر رونقها وتخرج من أزماتها. ليس مهما أن تكون أين ولكن المهم ماذا تفعل لوطنك وبلدك.
وأردف: "انني في قمة الرضا والسعادة وأنا اترك موقعي في جامعة القاهرة الذي ينتهي في 31 يوليو 2017 وببزوغ الأول من أغسطس 2017 سأكون راضيا بأنني رئيس سابق لجامعة القاهرة، هذا قراري وأرجو أن تتقبلوه كما هو؛ فلازال الوقت طويلا. أمامنا 87 يوما اعتقد أننا سنفعل الكثير في هذا الوقت لجامعة القاهرة بمعاونتكم، تلك الجامعة التي قدر الله لها أن تكون عنوانا للحداثة وعنوانا للتقدم وعنوانا للتنوير وعنوانا لوجه مصر."
واستكمل نصار قائلاً:" ومازلت أذكر بكل تقدير واحترام حينما كان يلومني الجميع في بداية فترة رئاستي للجامعة، وعندما زار السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي جامعة القاهرة في عيد العلم سألني حين كنت أجلس مع دولة رئيس الوزراء قبل أن يدخل الاحتفال "اخبار جامعة القاهرة إيه؟" فقلت له: الحمد لله؛ الأمور أحسن، فقال لي كلمة دعمت الثقة في نفسي كثيرا، قال: إن نجاحك الحقيقي ألا يلقى على جامعة القاهرة قنبلة غاز أبدا، كان ذلك في سبتمبر 2015 ومن يومها لم يلقى على جامعة القاهرة قنبلة غاز.
وأكد نصار، أن الرئيس داعما لي في كل وقت وكانت رسائله بالدعم لي لم تنقطع واشكر كل الذية ساعدوني ووقفوا بجانبي و اؤكد للجميع أنني اتفقت واختلفت مع الكثيرين وكان مرد هذا الخلاف والإختلاف مصلحة الجامعة ومصلحة الوطن.
وقال نصار: "أشهد الله عزوجل أنني ماقدمت مصلحتي الشخصية في يوم من الأيام على مصلحة جامعة القاهرة بل عملت بكل جد واجتهاد على حساب صحتي وأسرتي ومهنتي التي أحببتها وهي المحاماة؛ وقدمت كل ذلك راضيا، ويبقى أن اختم هذه الكلمة؛ لقد عاهدت الكثيرين أن لا اتقاضى من جامعة القاهرة غير مرتبي وقد حدث. ولقد كان هذا الراتب وما يلحق به يذهب إلى طلاب جامعة القاهرة وأقول هذا الأمر لآخر مرة لأنني في موقعي يجوز لي أن اتحدث بذلك كرجل عادي وعندما ضغط علي الكثيرون وقالوا تترك جامعة القاهرة ورئيسها لا يتقاضى مكافآت، فكيف يكون حال الرئيس القادم".
وتابع:" في أول عامين ونصف من فترة رئاستي للجامعة لم يتقاضى نوابي أي مكافأة اشرافية فجلسنا وقررنت في مجلس الجامعة لكل مسؤول من قيادات الجامعة مكافأة يجب ألا تزيد عن اجمالي راتبه الشهري في أي حال من الأحوال. وقد تم صرف مكافأة لي حتى مارس 2017 واتيت بالأمين العام للجامعة وسألته كم شهر صرفت لي مكافأة فقال: عشرة شهور فكتبت شيكا ب 176 ألف جنيه ورددتها إلى جامعة القاهرة لكي أبر بما قسمته على نفسي. لقد كان يراه الكثيرون ظلما ولكني كنت أراه مدخلا للإصلاح وتدرجا، ورحمة الله على والدي الذي كان دائما يقول لي: "الفلوس مش بكترتها الفلوس ببركتها."