شهادات جيران شهيد الإرهاب بالعريش «نبيل فوزي».. كان رافضا ترك العريش.. الإرهابيون استهدفوه بـ4 رصاصات اخترقت رأسه وبطنه.. الأنبا قزمان: أرواح شهدائنا قرابين لحب الله والوطن
الأحد، 07 مايو 2017 06:00 م
خلال الحوادث الإرهابية التي أودت بحياة 7 من المواطنين المسيحيين في مدينة العريش الفترة الماضية، ظل المواطن نبيل صابر فوزي، 40 عاما، متشبثا بالبقاء في موطنه بمدينة العريش، رافضا مغادرة بيته الذي يرتبط به ارتباطا وثيقا.
عاد «نبيل» يوم الأربعاء الماضي من بورسعيد إلى منزله بحي عاطف السادات بالعريش، وفتح محله «سوبر ماركت»، ومساء أمس السبت وفي تمام الساعة السابعة مساء، دخل عليه مسلحين وأطلقوا عليه النار ولفظ أنفاسه الأخيرة على الفور متأثرا بإصابته بطلقتين برأسه وطلقتين بمنطقة البطن، وتم نقل جثمانه لمستشفى العريش العام، وظهر اليوم نقل جثمانه لمقر رأسه بمدينة المنصورة.
«كان ما بيحبش يسافر ويسيب العريش ولا يوم واحد، دايما بيقول نروح فين، اللي هيموت هنا هيموت هناك ، خلينا نموت في مكان بيجبنا وبنحبه»، كانت هذه شهادة المواطن فيصل أبو هائم الجار والصديق الأقرب للمواطن نبيل صابر الذي استشهد مساء أمس السبت، على أيدي عناصر إرهابية من تنظيم داعش الإرهابي خلال تواجده بمحله بمنطقة عاطف السادات بالعريش.
«نبيل كان حبيب الكل، ما قدرش يسيبنا ورجع تاني من بورسعيد لأنه ما يقدرش يستغنى عن الحي وناسه وجيرانه»، هكذا يقول المواطن سمير عبد الله أحد سكان حي عاطف السادات ومن زبائنه وجيرانه، مضيفا: أول ما جه فرحنا رحنا سلمنا عليه وقلنا له ارجع يا نبيل تاني لعيالك في بورسعيد ، لكنه رفض وقال «مش قادر أعيش بعيد عن العريش أهلي وأصحابي وبيتي ومحلي وروحي هنا في العريش، ورفض العودة حتى لقي قدره».
مشاعر الحزن تغلب على سكان منطقة حي عاطف السادات، بعد استشهاد نبيل صابر الذي كان صاحبا للصغير والكبير ويستقبل في محله الصغير والكبير والغني والفقير، ويعيش وسط جيرانه المسلمين في هدوء وسلام يتبادلون الزيارات والتهاني في كافة المناسبات المسيحية والإسلامية على السواء.
أحمد حسن سالم من الأصدقاء المقربين للشهيد نبيل صابر يقول: «نبيل راجل جدع جدا وكان بيشاركنا في أفراحنا وأحزاننا ويوم العيد كان أول واحد بيدخل بيتي وهو معاه الحلويات لأولادي، عمره ما عمل مشكلة ولا زعل أي حد، الله يرحمه قبل ما يسافر قالي أنا مش عايز امشي عايز أموت هنا وسافر ورجع وتحققت أمنيته ومات هنا في البلد اللي بيحبها وبين الناس اللي بتحبه».
المواطن نبيل صابر فوزي، من أبناء محافظة الدقهلية جاء إلى العريش مع اثنين مع أشقاءه منذ نحو 20 عاما ،عمل حلاقا مع اثنين من أخواله بمدينة العريش لعدة سنوات ثم تزوج وأنجب طفلين الأكبر اسمه بيشوي، 10 سنوات ، وبولا ، 7 سنوات، ويقيم بمنزل مكون من 3 طوابق بحي عاطف السادات ، وأسفل المنزل 3 محلات، وفتح إحداها سوبر ماركت بعد أن رفض فتح محل حلاقه حتى لا ينافس خاله الذي فتح المحل المجاور له للحلاقة.
مع توالي الحوادث الإرهابية التي أودت بحياة 7 مواطنين مسيحيين، واضطرار الأسر المسيحية لمغادرة مدينة العريش غادر أشقاءه الاثنين العريش إلى محافظة الإسماعيلية، بينما ظل نبيل بمنزله رافضا مغادرته إلى أن ألحت عليه زوجته حرصا على حياة أسرته واضطر إلى الرحيل لمدينة بورسعيد.
من جانبه قال الأنبا قزمان أسقف كنيسة شمال سيناء القبطية: نتألم لفراق نبيل وجميع من استشهدوا على يد الإرهاب الغاشم ونشارك أسرته مشاعر الحزن ونصلى أن يعطيهم الله الاحتمال ونثق في أن الشهداء لهم مكانتهم عند الله.
وأضاف الأنبا قزمان في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة أن عودة الإرهاب لاستهداف مواطن مسيحي بسيط في شمال سيناء، ليس لدية أي خلافات مع أحد ولم يؤذي أي أحد ، هو انتقام ورد على تسديد ضربات شديدة من قوات الجيش والشرطة للتنظيمات الإرهابية الجبانة.
وأكد الأنبا قزمان أنه توجد عدة أسر مسيحية تعيش بمدينة العريش وهي بخير، وحتى رغم الحادث الإرهابي الذي استشهد خلال ابننا نبيل صابر، ما زالت هذه الأسر ترفض مغادرة العريش، وقوات الأمن توفر لهم أجواء الحماية اللازمة والكافية.
وقال قزمان: أرواح شهدائنا هي قرابين حب لله والوطن الذي نعيش به ونحبه ونقدم أرواحنا وأرواح أبنائنا من أجله، وكلنا ثقة في قيادتنا الرئيس عبد الفتاح السيسي والسلطات المختصة القادرة على تأمين البلاد ومقاومة الإرهاب الجبان.
وختم الأنبا قزمان حديثه بالتأكيد على أن الإرهاب إلى زوال من جذوره وثقتنا كبيرة بقواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية.