شوقي عن خطته المستقبلية .. مطالبين بألا يركز التعليم على اكتساب المعارف.. التخلص من الثانوية وابتكار وسيلة تشبه التقدير العام المعمول به بالجامعات.. ويؤكد :«أنا مش وزير خيالي» (صور)

السبت، 06 مايو 2017 02:20 م
شوقي عن خطته المستقبلية ..  مطالبين بألا يركز التعليم على اكتساب المعارف.. التخلص من الثانوية وابتكار وسيلة تشبه التقدير العام المعمول به بالجامعات.. ويؤكد :«أنا مش وزير خيالي» (صور)
وزيرا التعليم والبحث العلمى والتخطيط
ريم محمود ومحمد المسلمي

شارك الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، في افتتاح  فعاليات المؤتمر الدولي لمعهد التخطيط القومي«نحو تعليم داعم للتنمية المستدامة في مصر»، والذي ينظمه معهد التخطيط القومي بحضور الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط و المتابعة والإصلاح الإداري، والدكتور خالد عبد الغفار،، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور عبد الحميد القصاص، رئيس  معهد التخطيط القومي ورئيس المؤتمر، والدكتورة زينات طبالة مقرر المؤتمر.

أكد شوقي، خلال كلمته على التزام مصر بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والتي تتمثل في تعزيز الإنتاج والاستهلاك الواعي، ودعم الصناعة والابتكار والبنية التحتية، ودعم إنشاء المدن والمجتمعات المستدامة، وتحقيق مستوًى لائق من النمو الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، إلى جانب حماية الحياة على الأرض وتحت الماء، واتخاذ إجراءات نحو التغير المناخي.

DSC_0049 (1)

وأشار شوقي، إلى أن تحقيق الأهداف السابقة للتنمية المستديمة لن يتأتى إلا من خلال توجيه الاهتمام والعناية الكافية للتعليم؛ من أجل تحقيق التنشئة السليمة للإنسان، باعتباره المسئول الأول عن الحفاظ على كافة مكونات الحياة من حوله، واستغلالها الاستغلال الأمثل، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى تحسين الظروف الحياتية له، وتوفير الاستدامة لأية جهود تبذلها المجتمعات، لذلك فقد نص الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة على: «ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل، وتعزيز فرص التعليم مدى الحياة للجميع»، والذي يعد أهم أهداف التنمية المستدامة السبعة عشرة.

وأضاف شوقي: إلى أن الإحصائيات الأخيرة المتاحة حول التعليم لعام 2013  أشارت إلى أنَّ هناك (59) تسعة وخمسين مليون طفل - على مستوى العالم - في سن التعليم الابتدائي خارج المدرسة، وأن واحدًا من بين كل خمسة أطفال ضمن هذا العدد قد تسرب من التعليم، كما تشير أيضًا إلى أن اثنين من بين كل خمسة أطفال لن يذهبوا إلى المدرسة طوال حياتهم، كما تشير كذلك إلى تدني مستويات القراءة والكتابة، ومهارات الحساب لدى الأطفال في المرحلة الابتدائية، وتدني مستويات المعارف والمهارات المرتبطة بالمواد الدراسية، وعدم تحلي الأطفال بالمهارات الشخصية والاجتماعية التي تتناسب مع أعمارهم بنهاية مرحلة التعليم الأساسي «نقلًا عن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2016».

وقال شوقي: إن تلك الإحصائيات، تنطبق في بعضها على واقع التعليم في مصر، وتضعنا أمام تحدٍ كبير؛ حيث أصبحنا مطالبين بألا يركز التعليم على اكتساب المعارف فحسب، ولكن يجب أن ينصب على كيفية توظيف هذه المعارف؛ بشكل أمثل فى استغلال كافة الموارد المتاحة؛ من أجل تحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستديمة تنعكس على كل فئات المجتمع، مع الحفاظ على البيئات، والثروات الطبيعية، وتنميتها.

DSC_0027

وأوضح شوقي: أننا نركز حاليًا على بناء نظام تعليمي جديد يعتمد على زيادة الاستثمار في مجال التعليم، ويهدف إلى تزويد أبنائنا الطلاب بالمعارف المطلوبة، وتنمية قدراتهم التنافسية، مع توفير بيئة مدرسية آمنة، ومجتمع متماسك؛ تحقيقًا لمبدأ "مجتمع التعلم" وصولًا إلى تخريج متعلــم ومتــدرب قــادر علــى التفكيــر، يتمتع بالشــخصية المتكاملــة، ومؤهل فنيًّا وتقنيًّا وتكنولوجيًّا، فضلًا عن كونه مواطنًا معتــزًّا بذاتــه، ومســتنيرًا، ومبــدعًا، ومســئولًا، وقابــلًا للتعدديــة، يحتــرم الاختــلاف، ويقبل الآخر، ويستطيع أن ينافس مــع الكيانــات الإقليميــة والعالميــة، وذلك في ضوء رؤية مصر 2030.

وأضاف شوقي: أن تحقيق هذه الرؤية يتطلب تبني أساليب جديدة في التدريس والتقويم، تغير النظرة إلى التعليم قبل الجامعي من مجرد وسيلة للالتحاق بكليات القمة إلى رحلة تعليمية ممتعة بعيدة عن ضغوط الامتحانات، والتنافسية على المجموع، بحيث يتمكن الطالب فيها من بناء مهاراته وقدراته على البحث والتحليل، والتفكير الناقد، وصقل شخصيته، وتحقيق استقلاليته الفكرية، وتشكيل وعيه القومي، بما يمكنه من أداء دوره في تنمية اقتصاد مصر، واستدامة نتائج هذه التنمية.

وتابع شوقي: إن الوزارة تعطى الأولوية لإطلاق الطاقات الإبداعية لأبنائنا الطلاب من خلال دمج التكنولوجيا في عمليتي التعليم والتعلم، وتنفيذ ممارسات تعليمية مبتكرة ومخططة بعناية، إلى جانب تطويرِ مهاراتِ المعلمينَ فى طرائق التدريس؛ وتمكينهم من مواكبةِ التطورِ العالميِّ، وتحسينِ مخرجاتِ العمليةِ التعليميةِ، والاستثمارِ الأمثلِ لهَا في التنميةِ البشريةِ، وفتحِ القنواتِ الاتصال بينَهم وبينَ مُتغيراتِ ومستجداتِ أنظمةِ التعليمِ فِي العالمِ؛ بحيثُ تكــونُ أساسًا لتنميةٍ مهنيةٍ مستديمةٍ لهم،إلى جانب استخدام استراتيجيات تدريس قائمة على التعلم النشط؛ بهدف إكساب أبنائنا الطلاب مهارات القرن الحادى والعشرين.

وذكر شوقي، أنه يتم حاليًا دراسة تطبيق استراتيجيات تعتمد على الطالب في التعليم الذى هو محور العملية التعليمية، مثل: استراتيجية الفصل المقلوب، والتي من شأنها أن تعلم الطالب كيفية البحث عن معلومات تخص موضوعات الدروس، قبل أن يناقشها المعلم داخل الفصل، وفي هذه الحالة سيتحول دور المعلم إلى الميسر والمناقش والمرشد بدلًا من الملقن والشارح، وسيتعلم الطالب مبادئ التعلم الذاتي والاعتماد على النفس، مؤكدا أن هذه الفكرة حقيقة ولم تكن خيال كما يعتقد البعض قائلاً:«انا مش وزير خيالي».

كما يتم دراسة البدائل التي تمكننا من إلغاء نظام امتحانات الثانوية العامة، وإلغاء نظام التنسيق الذي من شأنه أن يحول تركيز الأسرة من المنافسة؛ للحصول على أعلى مجموع إلى المنافسة؛ للحصول على أفضل تجربة تعليمية حقيقية لأبنائهم، على أن يتم ابتكار وسيلة تشبه التقدير العام المعمول به بالجامعات، والقياس عليه؛ للقبول بكليات ومعاهد التعليم العالي.

 كما أعرب شوقي، عن خالص تمنياته للمؤتمر بالتوفيق والنجاح في عقد حلقات نقاشية ثرية وناجحة حول محاوره، من أجل تحقيق الأهداف المرجوة، والخروج بتوصيات للمتابعة على الصعيدين الوطنى والإقليمي.

جدير بالذكر أن هذا المؤتمر يهدف إلى طرح حلول لمشكلة التعليم المصري في ضوء الخبرات الناجحة محليًا وإقليميًا ودوليًا، مع التركيز على نظام تعليمي ذي جودة عالية تتوافر فيه مقومات التنافسية والعدالة والقيم الإيجابية واكتساب القدرة على التعليم المستمر، وبناء الشخصية المتكاملة.

.ومن أهم المحاور التي ناقشها  المؤتمر: تعليم المستقبل واقتصاد الإبداع واﻻبتكار«مناهج،  أنشطة، أساليب، إعداد القيادات»، والتعليم والتنمية وسوق العمل «التعليم، التعلم ، التدريب، التأهيل اﻹنتاجية»، والتعليم والعدالة والقيم، باﻹضافة إلى سياسات تمويل التعليم وسلم اﻷولويات«حلول مبتكرة للتمويل واﻹنفاق»، وحكومة التعليم والإدارة الرشيدة «الهيئة القومية لضمان جودة التعليم واﻻعتماد، معالجة الخلل في منظومة التعليم ومكافحة الفساد، مؤشرات قومية متوافقة مع المؤشرات العالمية»، وكذا آليات وأشكال جديدة لتقديم عملية التعليم والتعلم في منظومة شاملة مترابطة«تعليم عن بعد، ثانوية عامة مناهج، أساليب تدريس- أساليب تقويم».

 

موضوعات متعلقة ..

 

 
 

 

تعليقات (1)
أصلاح الأرض قبل زراعة الاستراتيجيات
بواسطة: محمد عمران
بتاريخ: السبت، 06 مايو 2017 04:12 م

كم أنا سعيد بهذا الفكر والرغبة بالتغير لاصلاح التعليم فهو القاطرة التي تجر المجتمع للأمام، ولكني كوني لدي من الخبرات الكثير نظرا لعملي بجهات كثيرة مختصة بالتعليم وأيضا من الكوادر التعليمية المهتمة بتطوير التعليم ألفت نظر القائمين على التغير بالوزارة بشيئين مهمين جدا أولا: أهمية حرث الأرض قبل وضع البذور وتجهيز الموارد البشرية والمادية (مثل التغلب على مشكلة الكثافة العالية و نقص أعداد المعلمين في بعض التخصصات وكذا رواتبهم و........) ثانيا : ضرورة مشاركة المعلمين عن طريق مسابقة لاختيار الأفضل ليكونوا مشاركين في التغير

اضف تعليق