هل تغير هيكل داعش داخل مصر؟.. قراءة في خطابات أمير التنظيم
السبت، 06 مايو 2017 12:31 م
في حديث هو الأول من نوعه، لأمير ما يسمى «تنظيم داعش – مصر» تناولته مجلة النبأ الأسبوعية للتنظيم الإرهابي، تحدث عن العلاقة مع تنظيم «تنظيم أنصار بيت المقدس - ولاية سيناء»، والذي أعلن ولاءه لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في 2014.
أمير التنظيم الذي لم تذكر المجلة اسمه، قال إن العلاقة بين الفرع المصري للتنظيم و«ولاية سيناء» هي علاقة «أخوة ومحبة وولاء، نحن جميعًا جنود الدولة على أرض سيناء ومصر، ولنا من مصر طريق إلى بيت المقدس، مرورًا بسيناء».
الحوار الذي تم نشره على صفحة كاملة بالمجلة الداعشية، كشف عن عدة دلالات هامة حول شكل التنظيم الإرهابي في مصر، أهمها أن الحديث عن نقض فرع التنظيم في سيناء لبيعته وأن هناك خلافات مع القيادة في العراق وسوريا، غير صحيح.
حوار أمير داعش في مصر
تطور وليس انشقاق
فعلى مدار الأشهر الماضية، قالت العديد من المراكز البحثية، إن الأوضاع في سيناء تسير نحو حدوث انشقاق كبير في صفوف داعش، وأكد ذلك زعيم فرع التنظيم المُكنى أبو هاجر الهاشمي، في أول حواراته مع النبأ فور توليه بعد مقتل أبو دعاء الأنصاري - في 7 أغسطس من العام الماضي، في ضربة ناجحة لقوات «حق الشهيد»-، قال إن هناك انشقاقات في التنظيم يتم التعامل معها بالحجة والبيان، باتت ترجح انفصال الفرع عن الأم.
ودعمت تلك الفرضية، الفيديو الذي تبني فيه التنظيم هجوم «البطرسية»، والذي لم يتضمن أي ذكر لـ«ولاية سيناء» ولا أي من المسميات التي يطلقها التنظيم على نفسه، بل لأول مرة خرج الفيديو باسم تنظيم ما يسمى «الدولة الإسلامية في مصر».
طبقًا لمنهجية التنظيم وفكره والتي تعتمد على مفهوم «الحاكمية والخلافة» فإن هناك «داعش» واحدة وبقية التنظيمات فروع لها، وبالتالي فإن إطلاق اسم «الدولة الإسلامية مصر» بات أكثر شمولًا من «ولاية سيناء».
وينص مفهوم «الحاكمية» والذي نظّر له سيد قطب مرشد الإخوان على «نزع السلطان الذي يزاوله الكهان ومشيخة القبائل والأمراء والحكام، ورده إلى الله، السلطان على الضمائر، والسلطان على العشائر، والسلطان على واقعيات الحياة، والسلطان في المال، والسلطان في القضاء، والسلطان في الأرواح والأبدان»، والخلافة: «الولاء لحاكم واحد»، وبالتالي فإن ولاية سيناء طالما بايعت فإنها لم تنفصل حتى الآن.
داعش
تغيير هيكلة التنظيم في مصر
حديث ما يسمى أمير «داعش مصر» عن أن العلاقة مع ولاية سيناء هي علاقة «ولاء وأخوة» هو دليل على أن التنظيم يعيش حالة تطور هيكلي داخل مصر، وأنه يمني نفسه لوجود فرع كبير له بمسميات الدول كـ«العراق وسوريا» وليبيا سابقًا، وأن ولاية سيناء هي إحدى ولاياته داخل مصر.
وسبق للتنظيم الحديث عن نيته في إنشاء ولايات داخل مصر في أبريل 2015، وهو ما جاء على لسان شخص يدعى «أبو سفيان المصري» أحد أعضاء التنظيم في سيناء، وقال في منشورات رصدتها مواقع إخبارية: «قريبًا الإعلان عن ولاية الصعيد».
وأكد ذلك أحد المواقع التابعة للتنظيمات الإرهابية «المنبر الإعلامي الجهادي»، على سعيه لإعادة ولاية داعش في الصعيد، مستغلًا الظهير الصحراوي، إضافة إلى وجود قواعد تاريخية للجماعة الإسلامية ترجع إلى تسعينات القرن الماضي.
التنظيم الإرهابي حاول إعلان ذلك على فترات متفاوتة غير أن الضربات الاستباقية لقوات الأمن حالت دون ذلك، حيث كان يهدف من تلك المنطقة إلى تشتيت جهود قوات الجيش والشرطة، ونقل الصراع إلى مناطق أخرى.
على مدار الشهور الماضية اعتمد داعش عن استراتيجية تنص على الانسحاب التكتيكي من أماكن معينة لصالح التمدد في أماكن أخرى، ينتشر في ساحات لن تكون مجرد خلايا نائمة، بل ستكون عناصر مقاتلة تفتح جبهات قتال جديدة، مثل العناصر التي تم تهجيرها إلى ليبيا في السنوات الأخيرة.
أنصار بيت المقدس
التدرج الهيكلي
في حوار أبو هاجر الهاشمي الذي حملته مجلة النبأ الداعشية في ديسمبر الماضي، أسمته «حوار مع والي سيناء» أما عن الحوار الأخير الذي كشف علاقة داعش مصر وولاية سيناء فأسمته «حوار مع أمير الدولة مصر».
وبعرف الجماعات الإرهابية فإن تلك المسميات لها تدرج مختلف فالأمير أعلى درجة من الوالي ويتبع الأخير لقيادته.
اقرأ أيضًا:
بعد استهدافه.. لماذا كمين «النقب» الحدودي؟ (تقرير)
بعد خسارته «الطبقة» السورية.. داعش يغير استراتيجيات التحرك لاستمرار تواجده
سيناريوهات داعش للتفكير في عواصم جديدة بعد نجاحات الجيش العراقي