«أحمد» اعتاد سرقة جدته وخنقها عندما كشفته
الجمعة، 05 مايو 2017 09:19 ص
عمى الطمع والجشع عينيه حتى تاه فى صحراء الحرام دون قطرة ماء واحدة بعدما تجنبه الجميع، وأبتعدوا عنه لأنانيته، فـ"أحمد" يرى فى نفسه محور الكون، ويعتقد أنه وحده من يستحق العون والشفقة؛ لما يمر به من ظروف إقتصادية صعبة يعجز أمامها عن شراء المخدرات، مؤنسه الوحيد فى مشوار حياته المظلم، فلا أحد يرضى إعارته بعض النقود بعدما مد يديه فى جيوب جميع أصحابه وأقاربه، وسلبهم آخر جنيهاتهم؛ لشراء جرعته اليومية من السموم.
أوهم الشيطان "أحمد" أن له حق مكتسب فى أموال أقاربه، ولذلك وجب أخذه منهم حتى وإن إضطر للسرقة، فكان يتسلل إلى شقق أعمامه أثناء غيابهم للعمل بحثًا عن ثمن المخدرات المنسى بين طيات الملابس أو فى الدولاب، وعندما لا يجد ما يكفيه، يتحول إلى كل ما خف وزنه وزاد ثمنه، فيعبئ حقيبته بأى شىء قابل للبيع، حتى أفتضح أمره فى إحدى المرات، وأقسموا جميعًا على إبلاغ الشرطة إن كرر فعلته، فلم يجد بدًا من كف أزاه عنهم، خوفًا من السجن، وتوجه إلى شقة جدته.
وجد "أحمد" فى جدته كنز أطلانتس المفقود، فالعجوز قليلة الحركة كثيرة المال ثقيلة السمع، لا تشعر بيديه الخبيرتين تفتشا دولاب ملابسها، وتتحسس مجوهراتها قبل أن تستل قطعة صغيرة غالية، لا تشعر العجوز بفقدانها وفى ذات الوقت توفر له جرعات المخدر المحببة لقلبه، وعندما تكررت زياراته الليلية، شعرت الجدة بإختلال صندوق مصوغاتها، وهددته أمام الجميع بسجنه إن عاود الكرة، فدب الخوف قلبه، وخشى أن تصدق قولها، وتبلغ عنه، فأقسم لها بالعدول عن تصرفاته المشينة.
ضعفت الجدة أمام خوف نجل أبنتها، واستشعرت الصدق فى كلامه، ومر غضبها اللحظى مرور الكرام، لتمضى أيام معدودات، ويعلم "أحمد" برغبة العجوز فى أداء فريضة الحج، وحفظها مبلغ كبير من المال فى شقتها، فوسوس له الشيطان بزيارتها، ولكن هذه المرة وضع خطة محكمة تُبعد عنه الشبهات، فأدعى صلاح أحواله، وظهر عليه الإهتمام بصحته وبعمله الجديد، وتوجه لزيارة جدته صباحًا، والإطمئنان على صحتها إعمالاً بوصل الرحم.
أمضى "أحمد" نهاره برفقة العجوز، يشكرها على تغير حاله إلى الأحسن بفضلها، ويحدثها عن العمل، والمشاريع المستقبلية، والأحلام الطموحة، وغيرها من الكلمات التى أسعدت الجدة، وأنستها أفعال حفيدها السابقة، ودعته للمبيت معها، فوافق على الفور، وانتظر استغراقها فى النوم وشرع فى تنفيذ خطته النهائية، حيث تسلل إلى غرفتها الصغيرة، وأخذ يعبث بمحتويات الغرفة بحثًا عن الأموال المخبأة عندما شعرت به العجوز.
توتر "أحمد"، وخاف ضياع مستقبله بتعرضه للسجن، فهرع إلى سريرها وكتم أنفاسها لإسكاتها، ومنعها من مناداة الجيران وعندما أحس إصرارها على فضح أمره، مد إليه إيشارب، ولفه حول عنقها حتى فارقت الحياة قبل أن يستولى على مشغولات ذهبية عبارة عن سلسلة ودلاية، وكارت فيزا خاص بصرف معاش كرامة" التابع لوزارة التضامن الإجتماعى، يفر هاربًا عائدًا إلى منزل عائلته، متظاهرًا وكأن شيئًا لم يحدث.