سكك حديد مصر .. ما بين زيادة إيرادات الشركة التابعة وخسائر الهيئة

ما بين شركة تابعة تحقق إيرادات سنوية، وهيئة قومية مالكة للشركة تحقق خسائر سنوية تتعدى الإيرادات بتسعة أمثال على الأقل، يتضح كم الخلل في إدارة مرفق سكك حديد مصر، وهو ما يتطلب تدخل سريع وحاسم ، لتجنيب المرفق مصير الانهيار.

 

في الوقت الذي استطاع فيه اللواء رفعت حتاتة رئيس شركة السكك الحديدية للخدمات المتكاملة زيادة أعداد العمالة داخل محطات السكك الحديدية والعمل من خلال 3 ورديات، لنظافة القطارات المكيفة والمميزة والمطورة والمختلطة ، أصدر تعليمات إدارية ، بناء على توجيهات وزير النقل د. هشام عرفات ، وفي مقدمتها أن يعين على جميع القطارات المميزة والمطورة أفراد كافية من العاملين بالمحطات مصاحبين للقطارات المميزة والمطورة والمختلطة لنظافة القطارات أثناء المسير ودورات المياه وكراسي وزجاج القطار على أن يكون القطار نظيف من محطة القيام ، ويتم التتميم على القطارات من محطة القاهرة من رئيس الشركة وقياداتها ، وإذا وجدت ملاحظات تتم مجازاة مدير الموقع ومشرف النظافة بالقطار.

 

ويقوم مدير الموقع بمجازاة العامل المقصر أثناء المسير، مع التنبيه على العمال وأفراد الأمن الإداري بعدم  ترك القطار فى محطة الوصول والعودة به مرة أخرى لمحطة القيام، وفي حالة وجود مفقودات بالقطار يتم خصمها على أفراد الأمن الإداري لأنها تعتبر عهده شخصية له أثناء العمل .

 

الشركة بها 9000 عامل، وتم توفير 5000 فرصة عمل خلال عام 2016، وحققت الشركة زيادة في الإيرادات خلال 2016 قدرها 100 مليون جنيه عن العام السابق.

 

كما قامت الشركة برفع التراكمات الموجودة خلف الأسوار داخل حرم السكك الحديدية بالعديد من المحطات، والتي تراكمت بالمناطق السكنية التي تمر بها خطوط الهيئة، وذلك على مدى عشرات السنين.

 

البداية كانت محافظة البحيرة، حيث رفعت الشركة تراكمات ، وتم طلاء أسوار المحطات، وهو ما حدث لمحطات دمنهور ، إيتاي البارود ، كفر الدوار ومحطة (أبو حمص) .

 

التنسيق مع محافظة الإسكندرية وكلية الفنون الجميلة للاستعانة بالطلاب والطالبات لعمل لوحات فنية بالألوان الزيتية على الأسوار، وذلك لعدد 16 محطة سكك حديدية من (أبو قير) إلى سيدى جابر، تتخللها سبعة أسواق شعبية، كانت تلقى المخلفات والتراكمات خلف أسوار الهيئة، بمعدل 80 طنًّا على امتداد هذا الخط ،  تم طلاء الأسوار وإزالة كل العبارات المسيئة.

 

وتم تخصيص قطار مميز به عمال للنظافة، للحفاظ على نظافة القطار ودورات المياه أثناء المسير ، وبه أفراد أمن إداري .

 

من جانب آخر، لم يستطع اللواء مدحت شوشة رئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، سد ثغرات نزيف الخسائر الذي تحققه الهيئة .

 

فلا يخفى على أحد تراكم الديون على الهيئة لصالح بنك الاستثمار القومي بقيمة 20 مليار جنيه ، في حين لا يتعدى دخل الهيئة سوى 2.2 مليار جنيه سنويا ، ولا تغطي الإيرادات السنوية سوى 50% من مجموع مصروفات التشغيل المباشرة التي تصل في السنة 4.4 مليار جنيه في التشغيل فقط، قبل أن تتم إضافة مصروفات إهلاكات أي من أصول السكك الحديدية إليها .

 

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد انتقد طريقة إدارة مرفق السكك الحديدية خلال السنوات الماضية ، لافتا إلى أنها وصلت به إلى المستوى الذي نعاني منه ، مما اضطر الدولة للبحث عن موارد لمبالغ ضخمة ليستعيد المرفق كفاءته ، حتى قال الرئيس موجها للحكومة أنه لو لم يكن لديها تصور لكيفية تسديد القروض التي تحصل عليها لتلك المرافق من إيرادات المرافق ذاتها ، فلن تكون هناك فائدة أو منفعة .

 

وخلال جولة له بمحطة سيدي جابر بالأسكندرية ، وجه د. هشام عرفات وزير النقل الحالي ، مسؤولي الهيئة بضرورة انتظام جدول التشغيل من حيث قيام ووصول القطارات في مواعيدها المحددة .

 

وما لا يمكن تبريره، كأحد بديهيات الإدارة والتسويق، غياب التواصل بين الهيئة وعملائها، من الركاب والمستخدمين، حتى أن خطوط الاستعلامات التليفونية تكاد لا تعمل في غالبية الأحيان ، وشبه منعدمة في الخطوط الفرعية وخطوط الضواحي .

 

هذا، ومع إلغاء عدد من خطوط قطارات الضواحي ، إلا أن الخطوط العاملة ، ومع تكرار تأخر قطاراتها بالشكل الذي بات يشكل عادة ، كثيرا ما تقوم الهيئة بدمج ميعادين على نفس الخط في قطار واحد برحلة واحدة، نظرا لتأخر قيام أو وصول قطار الموعد السابق في المحافظة على زمن الإقلاع والتقاطر .

 

موضوعات متعلقة