الرئيس البريء والسنوات العجاف.. مبارك من «أفندم أنا موجود إلى اتركوني للتاريخ»
الخميس، 04 مايو 2017 01:24 م
«من القفص للفيلا».. هكذا يمكن أن نلخص 7 سنوات قضاها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بعد ثورة يناير 2011، هكذا يمكن أن نرصد احتفالات أنصاره، بأعياد ميلاده خلال هذه الفترة، فكان الرابع من مايو من كل عام محط أنظار الجميع، محبي الرجل ومعارضيه، هي المناسبة التي تعود فيها أفعال الرجل إلى النور، تختلف الآراء وردود الأفعال حوله، لكن قصة نزول آخر رئيس مصري من على كرسي الحكم واستقراره في سرير المحاكمة ومنه إلى منزله من جديد، هي القصة الأبرز في مصر خلال السنوات الأخيرة.
2011
لم تكن ثورة يناير 2011 تخطت شهرها الرابع بعد، ولم يكن تسجيله الأول بعد التنحي – من شرم الشيخ - قد تخطى الشهر، حين نالت السخرية من الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي هزمته. فمع الأسبوع الأول من شهر مايو 2011 بدأ الجميع يتحدث عن عيد ميلاد «المخلوع»، الذي أكد عبر تسجيله الأول، في العاشر من إبريل من نفس العام، انزعاجه من المتطاولين على تاريخه العسكري ونزاهته المالية، واستعداده للتعاون مع النائب العام المصري بشأن التحقيقات حول ثروته وممتلكاته.
كان من الطبيعي ألا يستطع أنصار مبارك الاحتفال بعيد ميلاده في السنة الأولى من الثورة مثلما فعلوا بعد ذلك، فالثورة لم تكن قد هدأت بعد، إذ استولى معارضوه على «التورتة» التي أحضرها المؤيدون للاحتفال بميلاده، وشهد هذا اليوم اشتباكات بين الجانبين، لفظ «الفلول» كان حاضرًا بقوة وقتها.
2012
في العام التالي احتفل أنصار مبارك بعيد ميلاده، بينما هو يرقد في مستشفى المركز الطبي العالمي، في انتظار الحكم عليه في «محاكمة القرن»، مواجهًا تهم قتل المتظاهرين، لقب جديد حصل عليه مبارك في هذا العام أول رئيس مصر وعربي يحاكم أمام محكمة مدنية.
لم تكن سنة مبارك «حلوة» وقتها، ففي الشهر التالي لعيد ميلاده أصدر القاضي أحمد رفعت الحكم على مبارك والعادلي بالسجن المؤبد في قضية قتل المتظاهرين، وهو نفس الشهر الذي شهدت فيه مصر أول انتخابات رئاسية تعددية بعد الثورة، القصر الرئاسي ينتظر رئيسًا جديدًا بينما القديم يجلس مريضًا في محبسه.
2013
مبارك مازال في محبسه، كلما خرج من قضية واجه أخرى، الآن يرقد الرجل مواجهًا اتهامات حصوله على هدايا المؤسسات الصحفية في الفترة بين 1984 و2005، فيما بدأ أنصاره في التعبير عن أنفسهم للجميع بميدان مصطفى محمود، إذ أحضروا «تورتة» طبع عليها صورته وقاموا بالغناء والرقص على أغاني «الدي جي».
لم يكتف أنصار مبارك بهذا بل قدمت صفحة «أنا آسف يا ريس» أول كتاب إلكتروني موثق صادر عن وزارة الإعلام، الهيئة العامة للاستعلامات، عن إنجازات مبارك في 25 عامًا في جميع المجالات.
2014
30 يونيو تقترب، احتجاجات تجتاح البلاد ضد النظام الحاكم، وتصاعُد سريع للغضب الشعبي ضد جماعة الإخوان المسلمين وممثلهم في القصر الرئاسي، الجميع يولي أنظاره صوب اليوم الموعود، واستمارت «تمرد» تنتقل من يدِ لأخرى بسرعة البرق، والرئيس السابق يستعد ليتحول إلى رئيسٍ أسبق.
وفي عيد ميلاده ظهرت سوزان مبارك لأول مرة بصحبته في شرفة مستشفى المعادى العسكري، محيين أنصار الرئيس الأسبق الذين تجمعوا أمام المستشفى لتحيته والاحتفال بعيد ميلاده الـ86.
2015
كان عامًا متقلبًا على مبارك، فبعد إسقاط الاتهامات عنه في نوفمبر 2014 وبراءته عادت النيابة لتقدم طعنا أمام محكمة النقض، فتقبل المحكمة هذا الطعن ملغية الحكم الصادر في نوفمبر، وفي 4 يونيو 2015 رفضت محكمة النقض أعلى المحاكم المصرية الحكم وقبلت الطعن المقدم من المدعين بالحق المدني لتبدأ هي في نظر القضية بنفسها وتسدل عليها الستار نهائيا وقضت بحكمها بالبراءة.
وخلال هذا احتفل مبارك بعيد ميلاده الـ87، أول عيد ميلاد له بعد إسقاط الاتهامات عنه، في مستشفى المعادى العسكري، بحضور أفراد أسرته، ونظم عدد من أنصاره احتفالية أمام المستشفى بـ«تورتة» عليها صورته، التي أصبحت تميمة احتفالاتهم بأعياد ميلاده.
2016
هذا العام لم يختلف كثيرًا عن سابق، الأقاويل توقفت عن وضع مبارك الصحي، الاتهامات تسقط عنه واحدة تلو الأخرى، تتسرب أخبار هنا وهناك عن إقامة الرجل في مستشفى المعادى العسكري، ويشعر الكثيرون باقتراب خروجه.
يظهر مبارك مرة أخرى من نافذة غرفته بالمستشفى ليحيي أنصاره، مشهد مُكرر كان ليلفت الأنظار في الأيام الأولى لثورة يناير، لكنه يتحول إلى مشهد عادي الآن.
2017
لأول مرة بعد الثورة، مبارك يحتفل بعيد ميلاده الـ89 في فيلته بمصر الجديدة، صفحة «أنا أسف يا ريس» تحتفل به على طريقته الخاصة، تدوينات وتهنئات للرئيس البريء، الرجل الذي يستطيع الآن أن يحتفل بعيد ميلاده بعيدًا عن الحبس الاحتياطي، وسرير مستشفى المعادي العسكري والمركز الطبي العالمي، تنتشر صورة من داخل فيلته لأحد أنصاره ينحني أمامه ليُسلِّم عليه، وعلاء مبارك، الذي بدأ في الظهور كثيرًا في الفترة الأخيرة، يقف في الخلفية، لتكون أولى صور الرئيس الأسبق خارج السجن.
موضوعات متعلقة
«أنا آسف ياريس» تطفئ شمعة «مبارك» الـ 89 على طريقتها الخاصة