«يخفن ألا يقمن حدود الله».. نساء في أروقة المحاكم
الخميس، 04 مايو 2017 09:00 ص إسلام ناجي
تعُج محاكم الأسرة بطلبات خلع تقدمت بها زوجات عجزن عن احتمال الحياة مع أزواجهن، واخترن طريق الانفصال بحثًا عن الراحة والسلام النفسي، بعدما فشلن فى إيجادهما مع شركاء حياتهن لأسباب متعددة ومتنوعة، منها التافه الذي لا يرقى فى نظر القاضى لإنهاء الزواج وتشريد الأطفال، ومنها المنطقى كالعجز الجنسي الذي يصيب بعض الرجال بعد سنوات من الزواج، فترفض الزوجة تقبله والتعايش معه، وأحيانًا قد يحدث قبل تأسيس عش الزوجية، فتشعر العروس بالغش والخداع، وترفض استمرار حياتها مع عاجز!
- رندا وهاني
في آواخر العام المنصرم، تعرفت الحسناء «رندا» على «هاني» بأحد المطاعم الشهيرة، فتبادلا نظرات الإعجاب، وأرقام الهواتف المحمولة، لتمر أيام معدود وتنشأ بينهما قصة حب كبيرة، أرادوا توثيقها بالزواج، فتقدم الشاب إلى والد محبوبته، وتم الزفاف سريعًا، ليتحطم حبهما على أعتاب غرفة النوم أمام تعرق «هاني» وارتجافه الشديد، ورفضه الاقتراب من زوجته الحبيبة، فعذرته المسكينة فى ليليتهما الأولى بسبب إرهاقه فى تجهيزات الفرح.
تكرر الأمر كل ليلة، ارتجاف وتعرق وحجج واهية، حتى عجزت الزوجة الشابة على إحتمال الصمت، وباحت لوالدتها بكل شئ، فلم تجد منها إلا حجج ومبررات لا تثمن ولا تغنى من جوع، ليبقى الوضع على ما هو عليه ليالٍ أخرى قبل أن تتشجع الأم وتتحدث إلى والدة «هاني»، وتصارحها بمعاناة نجلتها، لتفاجئ بالرد الصادم.. الزوج يعانى من عجز جنسي، وتلقى العلاج سنوات طويلة حتى ظن أنه شفي تمامًا من مرضه، ولذلك تزوج «رندا»!
أحست الأم بالشفقة على عروستها، فأخبرتها بما سمعته من والدة زوجها، وطالبتها بالتروى ومساعدة «هاني» في محنته، والوقوف إلى جانبه لكنها رفضت، وأصرت على الطلاق، وعندما قُبل طلبها بالرفض من الجميع، وأولهم الزوج العاجز، قررت الوقوف أمام محكمة الأسرة، وبث معاناتها إلى القاضى بحثًا عن الخلع خوفًا على نفسها من الفتنة.
- عزة ومحمد
«نحن محرومات جنسيا».. صرخت «عزة» بهذه الكلمات أمام محكمة الأسرة، معبرة عن معاناتها مع زوجها «محمد»، الذي أثرت عليه الهموم والمشاكل وتزايد الأعباء المالية حتى أصبح عاجزًا عن أداء واجباته في فراش الزوجية، فتحولت الحياة بينهما إلى جحيم لا يطاق، يلقي كل منهما اللوم على الآخر فيما آلت إليه الأمور حتى ضاع حب سنوات المراهقة العميق، وسط المشاحنات اليومية، والاتهامات الجارحة، والنظرات العاتبة.
لم تستطع «عزة» تمالك دموعها وهي تشرح مأساتها أمام الأعين المتربصة بها في قاعة المحكمة، فـ «محمد» زهد ممارسة الحب معها منذ سنوات عدة، وإن اجتمع بها مرة كل شهر لمجاملتها، تكون علاقة جامدة خالية من المشاعر وغير مرضية لكلا الطرفين، وعندما عرضت عليه زيارة طبيب متخصص بأمراض الذكورة لمساعدتهما، أعتبر رجائها طعنة في كرامته، ورفض الأخذ برأيها واستشارت أحد، وعاقبها بهجرها في الفراش.
لم تتحمل «عزة» نيران الشوق والحرمان، وحاولت التحدث معه مرات عديدة لكنه أتهمها بالشره الجنسي، لتدرك وقتها أن استحالة الحياة مع «محمد»، وقررت التخلي عن زواجهما حتى لا تقع في الحرام، وتنجر وراء وساوس الشيطان المستمرة، ولجأت للمحكمة للبت في أمرها، وإنهاء معاناتها غير محتملة، وتطليقها من رجل لا يؤدي واجباته المفروضة عليه نحوها.
- مريم وكريم
عاشت «مريم» على حلم الارتباط بابن خالتها، والزواج به، منذ نعومة أظافرها، فلم تعلم أن حلمها الجميل سيصبح أسوأ كوابيسها، عندما لم يجد «كريم» عمل فى مصر، واضطر السفر إلى الكويت عقب عقد قرانهما بأيام قليلة، لتقضى 5 سنوات فى منزل والدها، بعيدة عن زوجها الحبيب، وفارس أحلامها، لا تجمع بينهما إلا مكالمات هاتفية محدودة وبعض الحوالات البنكية لشراء الأثاث المنزلي والأجهزة الكهربائية وتجهيز عش الزوجية.
مرت السنوات ثقيلة على «مريم»، حتى عاد ابن الخالة المغترب إلى حضن الوطن مرة أخرى فى يناير الماضى، وزُفت العروس الجميلة إلى حبيب عمرها بحضور الأهل والأقارب والأصدقاء، لكن فرحتها لم تكتمل، فـ «كريم» كان دائم الشرود في الفرح، وعلى الرغم من أن منزلهما الصغير جمعهما بعد طول انتظار إلا أنه لم يكن معها إلا بجسده، فقلبه وعقله بعيدين كل البُعد عنها، حتى أنه قضى ليلته الأولى مع حبيبته يشاهد برامج التليفزيون ويتصفح مواقع الإنترنت بملل.
لم تتوقع «مريم» أن تمر ليلتها على هذا الشكل، لكنها آثرت الصمت، وانتظرت لترى ماذا سيفعل «كريم» في الليالي التالية ولا جديد، حتى تشجعت العروس، وطلبت حقها الشرعي لتصدم من هول المفاجئة، فزوجها أجرى عملية جراحية بجهازه التناسلي تمنعه من القيام بواجباته الشرعية، حتى لا تتعرض حياته للخطر، طالبًا منها مساندته فى محنته لأنه لا يستطيع العيش بدونها، فلم تتمالك «مريم» نفسها، وأنهارت فى البكاء، تتهمه بالغش والخداع وتطلب منه الطلاق، وعندما رفض وأهلهما، توجهت إلى المحكمة.