«فردة حذاء» تفضح «إسلام» قاتل صديقه

جمعتهما الصداقة طوال 15 عامًا، نشأ فيها كلا من «إسلام» و«هاني» معًا في حارة واحدة، فتوطدت علاقتهما، وتشاركا كل شئ، الأسرار والحكايات والأموال والرحلات وحتى الملابس، وأصبحا أكثر من أخوة، يواجهان العالم معًا، ويسند كل منهما الآخر، حتى كبلت الديون أحدهما، ووسوس له الشيطان بالسرقة والقتل، للخروج من مأزقه.

 

سهر «إسلام» ليالٍ يخطط لجريمته، ويرسم الإحتمالات، ويخمن العائد، حتى اكتملت الصورة نصب عينيه، وقرر التنفيذ، فبعد عودة هاني من العمل في تمام العاشرة والنصف مساءًا، وأثناء تناوله الغذاء برفقة زوجته، فوجئ بإرتفاع صوت هاتفه، وما إن تناوله بيديه الملوثة بالطعام، وجد اسم صديق عمره على الشاشة، فرد سريعًا، قبل أن يقول «عنيا حاضر.. مسافة السكة وهبقى عندك».

 

لم تستطع الزوجة إخفاء معالم الحيرة على وجهها، فمن غير المعتاد أن يتلقى زوجها مكالمات في الثانية عشر بعد منتصف الليل، وقبل أن تسأله عن سر الإتصال المتأخر، وجدته يجيبها قائلاً «ده إسلام عايزنى أعدى عليه أوصله.. مش هتأخر إن شاء الله»، وطلب منها تجهيز ملابس نظيفة له حتى لا يتأخر على صاحبه، وبالفعل استقل «التوك توك»، وتوجه إلى مكان صديقه.

 

قابل «هاني» صديق عمره بحضن طويل، وبعض كلمات الترحيب التي لم تؤثر على خطة «إسلام» الشيطانية، وأخرج من بين طيات ملابسه سكين، ليودعه رقبة صديقه المسكين من الخلف، فيسقط الأخير غارقًا في دمائه، وعلى وجهه نظرة إندهاش وأسى لم يستطع «إسلام» تجاهلها، ووقف لدقائق معدودات يتأمل جرح «هاني»، وكأنه متفاجئ بما أصابه، حتى تنبه إلى صوت أقدام غريبة تقترب منه.

 

خشي «إسلام» انكشاف أمره، فوضع جثة صاحبه داخل «التوك توك»، محاولا الهرب به من أعين المارة، والمتربصين، فما لبث أن رفع جثمان صديقه من الأرض، حتى فوجئ بثلاثة أشخاص يستقلون دراجة بخارية، ويقتربون منه، فأعتقد أنهم افتضحوا أمره، فألقى بصديقه «هاني» في المنطقة الزراعية، وترك «التوك توك»، وركض مسرعًا مبتعدًا عن المكان، فعلق حذائه بالطين، ليكون سبب كشف هويته.