مرض التوحد.. وحش يهدد أصحاب الأظافر الناعمة
الأربعاء، 03 مايو 2017 06:16 مكتبت- ريهام عاطف
«تأخر في الكلام.. دوران حول النفس.. خلق عالم خاص به».. جميعها تعد مؤشرا خطيرا على إصابة الطفل بالتوحد والأخطر في هذا المرض أنه يظهر قبل عمر 3 سنوات، وحال عدم اكتشافه مبكرا خلال تلك الفترة، يؤدى إلى تدهور حالة الطفل وعدم قدرته على التعايش مع الآخرين.
هذه الأسباب جعلت المركز القومي للبحوث يطلق مؤخرا خطة لإجراء مسح قومي لأكثر من 40 ألف طفل للكشف عن معدل انتشار اضطرابات التوحد وتحديد نمطه الوبائي وعوامل الخطورة بهدف الوصول إلى توثيق إحصائي لمعدلات انتشار التوحد.
مشروع قومي
خطورة مرض التوحد هو ما دفع المركز القومي للبحوث لإطلاق ذلك المشروع القومي هو ما أكدته الدكتورة أمال مختار، أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي ورئيس قسم بحوث طب المجتمع بالمركز القومي للبحوث، مشيرة إلى أن وجود توثيق إحصائي وأعداد محددة يجعل من السهل التعامل مع معدلات انتشار التوحد ووضع الخطط والأبحاث العلمية لمواجهة هذا المرض الذي تم الكشف عنه مؤخرا، فلا بد من التعرف على كيفية التعامل الوقائي لمواجهة عناصر الخطورة والتدخل المبكر في المرض.
وأضافت أن التوحد عبارة عن خلل واضطراب في النمو العصبي للطفل ويظهر عادة لدى الطفل قبل بلوغ عمر الثلاث سنوات، حيث تختلف تلك الأعراض مِن طفل إلى آخر كما يكثر في الأطفال الذكور 5 أضعاف عنه في الإناث.
وأشارت إلى ضرورة التعرف على أعراض التوحد مبكرا حتى يمكن تحجيمها ويستطيع خلالها الطفل التعايش مع الآخرين بشكل جيد ولكن إهمال الأهل لها أو عدم إدراكهم أن أبنائهم يعانون ذلك المرض لصغر سنة هو ما يساعد على تدهور الحالة.
أعراض التوحد
وقال الدكتور أسامة عزمي، رئيس الشعبة الطبية بالمركز القومي للبحوث، إن للتوحد العديد من الأعراض سواء على المستوى الاجتماعي أو المهارى والسلوكي، منها ملاحظة أحد الوالدين عدم استجابة الطفل الصغير أو الرضيع لندائهم، أو تشتته أثناء الحديث معه وعدم الانتباه سواء بالنظر أو السمع، مع عدم الوعي بمشاعر الآخرين أو التفاعل معهم، كما أنه في السن المتقدم كثيرا ما يفضل اللعب بمفرده بعيدا عن أقرانه في نفس السن ليكون له عالمة الخاص، كما نلاحظ أيضا أن الطفل المصاب بالتوحد يبدأ الكلام بعد عمر السنتين، كما تظهر لديه مشكلات في التطور اللغوي فتجده يتكلم بلهجة غريبة كالإنسان الآلى مع إعادة الكلمات وتبديله فلا يفهم أحد حديثة كما أنه لا يستطيع إدارة حوار مع أحد وإنهائه.
وأضاف أن سلوك الطفل المصاب بالتوحد يتميز بالاضطراب فنجده يقوم بحركات اهتزازية متكررة والدوران حول النفس ومرجحة اليدين والقدمين بشكل مستمر كما أنه دائم الحركة داخل عالمه الذي يزعجه جدا اقتحام أحد لذلك العالم، فكل هذه التصرفات يمكن أن يتم اكتشافها فى البداية منذ الشهور الأولى ولكن لا يعنى وجودها منفردة إصابة الطفل بالتوحد فقد يكون حدث عارض.
وأكد «عزمي»، أن التوحد كمرض عقلي لا يمكن الشفاء منه، ولكن يمكن تطوير مهارات الطفل المصاب به، من خلال سرعة اكتشاف المرض الذي يحتاج إلى جهد ومتابعة من الأسرة والطبيب المعالج والمدرسة وأخصائي التخاطب.