«صوت الأمة» تكشف أسرار مافيا التنقيب عن الآثار بالأقصر.. الاستعانة بالمشعوذين.. ومكاتب لتثمين القطع الأثرية بإيطاليا.. وتقسيم الغنيمة على ثلاثة

الأربعاء، 03 مايو 2017 02:49 م
«صوت الأمة» تكشف أسرار مافيا التنقيب عن الآثار بالأقصر.. الاستعانة بالمشعوذين.. ومكاتب لتثمين القطع الأثرية بإيطاليا.. وتقسيم الغنيمة على ثلاثة
الاقصر
شيماء حمدى

الثراء السريع جعلهم يتنازلون عن قيمة آثارهم وتاريخهم.. الطمع جعلهم يجازفون ويخاطرون بحياتهم وممتلكاتهم للتنقيب بطريقة غير شرعية عن الآثار، تجدهم في أي مكان تفوح منه رائحة الحضارة المصرية القديمة سواء بالدلتا أو الصعيد.
 
سر التنقيب عن الآثار 
«صوت الأمة» قابلت خلال جولتها بالأقصر، أحد المنقبين عن الآثار بطريقة غير شرعية، رافضا الإفصاح عن اسمه، لكنه كشف عن خبايا هذه التجارة، وأنها مافيا دولية تشارك فيها عصابات من مختلف دول العالم بعضها عربية وأخرى أجنبية.
 
وأكد أن البر الغربي بالأقصر هو مفتاح السر في تنقيب الأهالي عن الآثار، لأنه يحتوي على مقابر  الفراعنة ومدافنهم وبالتالي تحتوي على التماثيل، وما دفن معهم من توابيت وذهب وغيرها من ممتلكاتهم، كما أن أرمنت والقرنة تعد من أهم المناطق التي يكثر بها التنقيب.
 
وأوضح أن البحث والتنقيب لا يتم بشكل عشوائي، بل وفق عدد من الأدلة معروفة بالشواهد، بعضها يخضع للعلم والأخر للخزعبلات، ويتم تفسير الشواهد، فإذا ظهر لأهل المنزل والمقيمين به عبدا أسودا فهذا يدل على وجود مقبرة ومومياء بمحتوياتها، أما إذا ظهر ديك حي بالمنزل أو بالمنطقة فهو مؤشر لوجود الذهب.

النصابين والدجالين
ويأتي دور «المشعوذ» أو الدجال والمعروف بـ«الشيخ» لكي يؤكد أو ينفي وجود أثر أو مقبرة بالمكان أو المنزل، ويبدأ دوره بإحضار بعض المواد ويذكر بعض الجمل غير المفهومة ويردد طلاسم، وبعض هؤلاء الدجالين يأتون من المغرب أو اليمن أو السودان.
 
«طول ما الطماع موجود فالنصاب بخير».. بعض الدجالين يستغلون حاجة وشغف بعض الأهالي ويقومون بطلب أموال نظير شراء مواد معينة لخدمة التنقيب والبحث عن الآثار، وبعدها لا تجد هؤلاء المشعوذين، «وكأنهم فص ملح وداب»، فالشيخ الذي يطلب أموال يعد نصابا وسوف يهرب بعد الحصول على أكبر قدر من أموال أصحاب البيت المراد التنقيب فيه عن الآثار، لدرجة أن بعض السيدات لشغفها لكي تجد ذهب وحلى، تقدم للدجال ذهبها مقابل التنقيب والوصول لذهب الفراعنة، وهو الأغلى والأثمن قيمة والأكثر جمالا.

الرغبة في الثراء السريع
وأضاف المنقب عن الآثار، أنه أحيانا تقود الصدفة إلى التنقيب على الأثر، مثل حفر البيارات للصرف الصحي بالمنازل، فيجد أهل البيت ما يشير لوجود آثار مدفونة، إلا أنه ليس كل من يجد بالصدفة دليلا لوجود آثر يحفر مكانها، فبعض الأهالي يخشون من أن تصادر الحكومة بيتهم أو أرضهم لو علمت بوجود الآثار فيها، لذلك يخفون الأمر ويردمون على الأدلة والشواهد.
 
وأكد أنه تتزايد محاولات التنقيب مع ثراء البعض ورغبة الآخرين في أن يصبحوا مثلهم، ليصبح دافع التنقيب غير الشرعي أساسي لديهم.
 
وعن الأدوات التى يتم استخدامها للتنقيب، قال، إنها تعتمد على أدوات بسيطة وصغيرة الحجم حتى لا تلفت النظر، وهى الفأس، وما يعرف بالحجارى، والمقاطيف التى يتم فيها تحويل الردم، وآلة لرفع التراب الناتج عن الحفر.
 
وحول العدد المطلوب لإنجاز مهمة التنقيب غير الشرعي، فقال، إن أربعة أفراد تكفي فضلا عن الشيخ، هو عدد ما يحتاجه الحفر للتنقيب، اثنين منهم يكونا بالأسفل، واثنين بالخارج في الأعلى.

صعوبات التنقيب عن الآثار
وأضاف، أن هناك عدد من «المهالك» تمثل عقبة أمام الوصول للمقبرة أو الأثر، وهي عقبات وضعها الفراعنة لحماية مقابرهم آلاف السنين من محاولة اختراقها، والبعض يعتقد فيها مثل السلم القلاب، وهو الذى ينقلب فيقع الشخص في بئر، ومن هذه المهالك أيضا أن الفراعنة كانوا يفرغون الغرف من  الأكسجين، وأنه بمجرد فتحها يدخل الهواء فتنشط أنواع من البكتيريا السامة تتسبب فى القتل الفوري لمن دخلها وحاول المرور إليها، وأيضا هناك خزانات المياه التى تقوم بإغراق الطريق المؤدى للمقبرة، فالطريق ليس سهل.
 
وأوضح، أنه تختلف المقبرة وأهميتها حسب صاحبها، فهناك مقبرة الملك ومقبرة الكاهن ومقبرة الطبيب، ومقبرة التاجر وغيرها من المقابر، ويتم تثمين القطعة الأثرية وفقا لعدد من الضوابط مثل  الأسرة التى ترجع لها ومدى تقدم هذه الأسرة صناعيا وزراعيا، ويزيد ثمن الأثر إذا كان نادرا ولا يوجد منه إلا قطعة واحدة،كما يمثل نوع الحجر أيضا عاملا هاما لتثمينه.

تقسيم قيمة الآثار
أكد المنقب عن الآثار، أن القسمة على ٣، هي نتاج بيع القطعة الأثرية، حيث يتم تقسيم السعر على ٣ أشخاص بالتساوي، وهم صاحب الأرض يأخذ الثلث، والسمسار أو الوسطاء الثلث، والشيخ الثلث.
 
كما أوضح، أن الوصول إلى أي قطعة أثرية ليس بالأمر السهل، كما أن تصريفها وبيعها أيضا أمرأ صعبا، موضحا أن هناك مكاتب متخصصة لتثمين القطعة الأثرية، ولها فروع رئيسية فى بعض الدول العربية مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، وأخرى بعدد من الدول الأوروبية ومنها إيطاليا.

الآثار المدفونة ميراث الأجداد
ومن جانب أخر، أكد أحد المواطنين القاطنين بالقرنة «لصوت الأمة »، أن بعض الأهالي من الذين ينقبون عن الآثار مقتنعين أن الآثار الموجودة بأرضهم والمدفونة أسفل بيوتهم، هي ملكا لهم، تركها أجدادهم لهم منذ آلاف السنين لتصل إليهم فى الوقت المحدد، كما أنهم يرون أن هذه الآثار رزق من الله لهم لتحسين ظروفهم وأحوالهم المعيشية الصعبة.

مطالبات بتقنين الأوضاع
اقترح المصدر، تقنين الوضع، مشيرا إلى أنه يجب أن يتم تعويض أهالي المنزل والأرض، بمبلغ مالي جيد ومجزي في حال وجود آثار بأرضه ومنزله، قائلا:«اللى بيلاقي شنطة فلوس بياخد مكافأة ١٠% فما بالنا بآثار مصر».

جهود الداخلية لإيقاف التنقيب
وعلى الرغم من محاولات التنقيب غير الشرعي، إلا أن شرطة السياحة والآثار بالأقصر تقف فى وجه هذه المحاولات الخارجة عن القانون، فتتحرك لضبط هؤلاء العابثين بتاريخ وحضارة مصر، حيث يتم إجراء التحريات اللازمة في حال وصول معلومات للإدارة بأن بعض المخربين يبحثون عن الآثار، ويتم ضبطهم بعد الحصول على إذن من النيابة، ومصادرة ما معهم من أثار إذا تمكنوا من استخراج بعضها، كما تقوم شرطة السياحة والآثار بتأمين أماكن التنقيب الشرعى،التى تتم وفق وزارة الآثار.
 
61b275c7-3aba-4970-ba23-3c0958286cce (1).
 
61b275c7-3aba-4970-ba23-3c0958286cce.
 
90731f05-cd17-475d-b516-8c9a95e1c547.
 
c8f1bebc-9775-44e5-b01d-d86d2b79b6d3.
 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق