«غلابة معرض ديارنا».. أو كيف تكسب ثمن تذكرة العودة

يلملمون أمتعتهم ويهندمون بضاعتهم التي لم يبيعوا منها إلا القليل للعودة مرة أخرى إلى محافظاتهم، يفكرون في الطريق الصعب، يسألون ماذا الذي يمكن أن نشتريه لمن ينتظروننا من هدايا فالكل يعلم أننا نسوق بضاعتنا بمعرض  ديارنا» للأسر المنتجة في قاهرة المعز، حيث الرزق الوفير والمال الكثير، لكن لم يخطر ببال أحد أن ما ربحناه سنشتري به تذكرة قطار العودة، وينطبق على أغلبنا مقولة «رجع إيد ورا وإيد قدام».

 

 

عشرات الجمعيات والأسر أتت من كل صوب وحدب وشاركت بمنتجاتها لـ17 يوما في معرض الأسر المنتجة الذي انطلق في مدينة نصر، يوم الأربعاء 17 إبريل الماضي، حيث «علية القوم» كما يقولون، حالمة أن تحقق أرباحا في ظل ركود شديد تشهده السوق المصرية، بسبب ارتفاع الأسعار ولجوء المصريين لشراء المنتج الصيني لانخفاض سعره.

 

«صوت الأمة» التقت عددا من الذين شاركوا بالمعرض خلال استعدادهم للرحيل وروى كل منهم المتاعب التي واجهها قبل وخلال المشاركة في المعرض، وكانت الشكوى الأكبر في سوء التنظيم وتوقيت المعرض خسروا بذلك مبالغ كبيرة.

مؤمن كامل محمد شاب بإحدي الجمعيات التي شاركت بالمعرض من محافظة المنوفية قال إنه تولي بيع منتجات الجمعية من السجاد اليدوي ، موضحا أن السجادة اليدوية يتم تصنيعها خلال فترة تترواح بين 9 و 10 شهور .

 

 

إبن العشرين أضاف «مبعتش بشلن ولم أبيع سجادة واحدة خلال المعرض لإنه مبقاش فيه خير ومفيش تسويق  لينا زي زمان».

 

إلتقط أطراف الحديث محمد فوزي شاب يعمل بنفس الجمعية حيث قال ، إن المبيعات ضعيفة للغاية لكننا حاولنا إستغلال المعرض في تسويق منتجاتنا بعض الشئ  ، مضيفا « مكنش فيه بيع والزبون كان يفاصل ومش بيشتري علي الرغم من أننا كنا نبيع المنتجات بسعر أقل من السوق »

 

بصوت ضعيف يدل علي قلة الحيلة ، روت شيماء عبده النجار إبنه محافظة سوهاج ، ، المعاناة التي واجهتها عند مشاركتها في المعرض لدرجة أنها لم تحقق أي أرباح فيه ، حيث قالت أم اليتامي ، إنها تقوم بتصنيع مشغولات يدوية بإستخدام خيوط من الفضة وتبيعها باسعار مخفضة تكسب منها ما تنفق به علي أولادها اليتامي ، مضيفة  أن تنظيم المعرض كان سيئا للغاية نظرا لأن وزارة التضامن الاجتماعي لم تختار الوقت المناسب لتنظيمه بسبب تزامنه مع أعياد الربيع وإمتحانات نهاية العام الدراسي .

وأضافت « شيماء» ، «ديكور المعرض لم يكن جيدا ولم يعلن عنه بالشكل الكافي » ،متابعة : سمعت إحدي الزبائن بتقول ده مخيم لاجئين ولا إيه بسبب سوء التنظيم .

 

 

وأشارت الي أن مبيعاتها كانت ضعيفة للغاية قائلة  « مبيعاتي لم تتعدي الـ 10ألاف جنيه ولو خصمنا تكلفة الصنع والخامات والتنقلات وإيجار المسكن ومكان المعرض لأان المتر مستأجر بـ250 جنيه بالإضافة الي المأكل والمشرب لمدة 16 يوم هنا فأنا خسرت ودفعت من جيبي » ، موضحة أن مبيعاتها تخطت الـ 40 ألف جنيه خلال المعرض الماضي .

 

وتابعت « شيماء » ، أنا خسرانة ومكنش فيه تعاقدات خالص ، موضحة أنهم أتوا الي القاهرة يوم الأحد 14 إبريل ولم يتم إفتتاح المعرض سوي يوم الأربعاء 17 إبريل .

وحول قيامها بالشكوي لوزارة التضامن من سوء التنظيم قالت  « شيماء » ،  « اشتكي زي ما نت عايز ولا حد هيسمعلك وقبل ما أنزل المعرض اشتكيت للوزيرة ومحدش استجاب »

وناشدت شيماء المسئولين بالإهتمام بمثل هذه المعارض من حيث إختيار الوقت المناسب لتنظيمها والإعلان عنها قبلها بوقت كافي وفتح أسواق أمام الأسر المنتجة لأن تلك المنتجات البسيطة تنفق علي مئات الأسر وتشكل دخلا أساسيا لهم .

 

أما حنان شعبان من محافظة الإسكندرية فقالت أنها حققت مبيعات بحوالي 15 ألف جنيه وأرباحها لا تذكر مشيرة الي أن زوجها تشاجر معها بسب طول فترة المشاركة  في المعرض وقال لها « كل ده سيبانا هنا وسايبة ولادك » .

 

وأكدت « حنان » ، أن معرض ديارنا لم الإعلان والدعاية له بالشكل المناسب، موضحة أن أكثر من 75 أسرة تعمل معها في تصنيع المشغولات اليدوية التي تبيعها بالمعرض وتقوم بتدريبهم قبل بدء العمل.

 

 

ذوي الإعاقة حالهم كان أفضل قليلا من غيرهم بالمعرض، حيث قالت فاطمة وارث تعمل لدي مؤسسة الحسن لمستخدمي الكراسي المتحركة ، « المبيعات كانت معقولة نسبيا لكن إرتفاع الأسعار أثر بالطبع وتوقيت المعرض نزامن مع إمتحانات  وأجازات وكان من المفترض أن ينظم قبل عيد الأم وخاصة أنها أفضل فترة من العام تشتري فيها الهدايا».

وأضافت ابنه الـ 39 عاما أن نجلتها رافقتها خلال هذا المعرض ، حيث تقوم بصناعة اكسسوار منزلي داخل المؤسسة ، مشيرة الي أن هذا مشروعها الخاص داخل المؤسسة ويعمل معها في بعض الأحيان ذوي إعاقة.

 

وتابعت، « الحاجة اللي سعرها معقول هيا اللي مشيت  لكن اللي سعرها عالي زبونها كان قليل لأنها بتحتاج شخص يكون فاهم طبيعة شغلنا » .

 

أما كاملة محمد إسماعيل سيدة بدوية من جمعية الأسر المنتجة بالعريش بمحافظة شمال سيناء ، أكدت أيضا أن موعد المعرض لم يكن مناسبا ، موضحة أن الجمعية تقوم بتدريب وتشغيل فتيات العريش بالجمعية ن حيث تقوم بتدريب 10 بنات كل 6 أشهر للعمل في مجال المنتج اليدوي .

 

 

الأم المكافحة  تمنت دعم وزارة التضامن لها ولمثيلاتها من الأمهات قائلة « أتمني أن تتدخل الوزارة لتثبيتنا احنا بنطحن في بعضنا ومرتبي 500 جنيه في الشهر » ، مضيفة «  بعد ما أرجع من مشاركة في معرض لمدة 17 يوم هاخد مكافئة 500 جنيه يعملوا إيه » .

 

وتابعت « كاملة » ، « ولادي مش عايزني أجي بس انا عايزة أجي أغير عن نفسي وأغير جو » ، مضيفة « تنقصنا أشياء كثيرة في العريش وياريت الدولة تبصلنا ويارب ينصلح حالنا .

 

 

أهل جنوب سيناء كانوا حاضرون بالمعرض أيضا ، وإشتكوا من سوء التنظيم حيث قالت يسرية عبدالرحمن محروس 50 سنة صاحبة مركز إحياء التراث بمحافظة جنوب سيناء  ، « كثير من المصريين لا يعوفون عن المعرض أو موعده ولما كنت بخرج من المعرض وبسأل الناس عن المعرض يقولولي منعرفش » .

وأضافت ، « لو السياحة مش نايمة كنت سوقت منتجاتي في شرم لكن بنلجأ للمصريين دلوقتي ومش كل واحد يقدر يشتري المنتج اللي أنا بعمله لانه كله صناعة يدوية » ، متمنية أن يتم وقف الاستيراد من الصين .

 

وتابعت ، « اخوتي شركاء معي في نفس المشروع وأكثر من 40 فرد يعملون معنا في تصنيع المنتجات وأزمة السياحة أثرت علينا بشكل كبير وقبلها كان يعمل معانا  العامل كل يوم لكن الان  كل عامل يعمل 15 يوم فقط في الشهر لإننا مش بنبيع » .

 

 

وناشدت الجهات المسئولة بالإهتمام باصحاب المشروعات السياحية الصغيرة قائلة : في مجال السياحة الدولة اهتمت باصحاب الفنادق ولم تهتم باصحاب المشاريع الصغيرة علي الرغم من أنهم يخدمون الفنادق ونتمني أن تهتم الدولة بنا مثل الفنادق ، لأن الدولة من الممكن أن تعود لقوتها علي الصناعات الصغيرة  .

جدير بالذكر أن معرض ديارنا للأسر المنتجة ، أقيم بمبنى الصندوق الاجتماعي في أرض المعارض بمدينة نصر وإفتتحه وزيرة التضامن وعدد من نواب البرلمان ، يوم الإربعاء 17 إبريل الماضي واغلق أبوابه أمام المواطنين أمس الأحد

 

 وقدم المعرض  900 صنف من خلال  شباب الاسر المنتجة على مستوى محافظات  الجمهورية ، حيث أن المعروضات المقدمة تتميز بالطابع المصري وخاماتها المحلية والتنوع بما يلبى احتياجات مختلف فئات المجتمع بأسعار متميزة .

موضوعات متعلقة