الأنبا عمانوئيل رئيس اللجنة المنظمة لزيارة فرانسيس: «بابا السلام» أراد تصحيح صورة الدين الإسلامي برسالة قوية من قلب العالم العربي.. البابا تواضروس يستحق كل الاحترام لمساندته الدولة المصرية

الثلاثاء، 02 مايو 2017 06:58 ص
الأنبا عمانوئيل رئيس اللجنة المنظمة لزيارة فرانسيس: «بابا السلام» أراد تصحيح صورة الدين الإسلامي برسالة قوية من قلب العالم العربي.. البابا تواضروس يستحق كل الاحترام لمساندته الدولة المصرية
الأنبا عمانوئيل مطران الأقباط الكاثوليك بالأقصر
حوار ـ إيمان حنا

 
زيارة تاريخية أفرحت قلوب المصريين شهد لها جميع دول العالم بأطيافه المتعددة لمصر ورغم قصر مدتها إلا أنها حققت نجاحا منقطع النظير.. هكذا بدأ الأنبا عمانوئيل، مطران الأقباط الكاثوليك بالأقصر، الذى خدم بالفاتيكان 13 عاما، ورئيس اللجنة المنظمة لزيارة بابا الفاتيكان لمصر، عضو لجنة الحوار بين الأديان، حديثه لـ«صوت الأمة»، مؤكدا أن البابا عبر عن سعادته الغامرة وفرحته بحفاوة استقبال المصريين له حكومة وشعبا، ولقاءاته مع الرئيس السيسى وشيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب والبابا تواضروس الثانى، وذلك خلال لقاء البطاركة والمطارنة والذى عقده قداسة البابا عقب القداس الإلهى السبت الماضى.
 
وكشف نيافة المطران عمانوئيل، أنه جاري الإعداد لكتاب يوثّق تلك الزيارة للبابا فرانسيس، وسيصدر قريبا، ومن المقرر أن يحمل عنوانه نفس شعار الزيارة "بابا السلام فى مصر السلام"، وعن أهداف الزيارة أكد الأنبا عمانوئيل أن من أهم الأسباب التى  جاء من أجلها قداسة البابا الدفاع عن الدين الإسلامى وتبرأته مما ينسب له من تهم الإرهاب، مؤكدا انزعاج قداسته من إلصاق مثل تلك التهم بالأديان السماوية.. كما أوضح لنا كيف تم التخطيط لتلك الزيارة ولماذا اختار أبريل تحديدا، ومستقبل العلاقات بين الفاتيكان والأزهر من جهة وبين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية من جهة أخرى وكشف عن جوانب شخصية فى حياة قداسة البابا فرنسيس.. وأوضح لنا أيضا أهم ملامح قانون الأحوال الشخصية المرتقب صدوره قريبا.. وإلى نص الحوار:


بداية حدثنا عن حياة قداستك وكيف تم اختيارك لرئاسة لجنة تنظيم زيارة بابا الفاتيكان؟
درست الفلسفة واللاهوت بالكلية الإكليركية ثم سافرت منحة فى إيطاليا وتخصصت فى اللاهوت الأدبى وعندما عدت خدمت فى سوهاج ودرست فى الكلية الإكليركية القانون الكنسى، وبعد ذلك طلبت للخدمة بالفاتيكان فى مجمع الكنائس الشرقية المختص بمنطقة الشرق الأوسط الشرق الأقصى الهند وأوربا الشرقية وأثيوبيا وإرتيريا وكنت الوحيد الناطق بالعربية بهذا المجمع، وفى أبريل الماضى تم اختيارى كمطران للأقباط الكاثوليك لإيبراشية الأقصر التى تشمل 4 محافظات الأقصر والبحر الأحمر وأسوان وقنا، وتم اختيارى وتكليفى بهذه الخدمة من قبل الكنيسة الكاثوليكية المحلية.
 
 
 متى بدأ البابا فرنسيس التفكير فى زيارة مصر؟
تعود الإرهاصات الأولى لهذه الزيارة لعام 2013 حينما ذهب غبطة البطريرك إبراهيم إسحق بطريرك الكاثوليك فى مصر لتهنئة البابا فرنسيس بتنصيبه وتم توجيه الدعوة له لزيارة مصر ومباركة أبناء الكنيسة الكاثوليكية، وعبر عن أمنية جموع المصريين فى زيارته لهم، تلتها دعوة البابا تواضروس الثانى ثم توالت الدعوات من الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارته للفاتيكان فى 2014 والشيخ أحمد الطيب فى 2015 وقبلها البابا فرنسيس بترحاب كبير، وفى فبراير الماضى خلال لقاء بابا الفاتيكان مع مطارنة وقساوسة الكنسية القبطية الكاثوليكية وجهنا له الدعوة مرة أخرى وأكد قداسة البابا انه ينتوى زيارة مصر فى وقت قريب جدا، وقال لنا "أنا منتظر أزور مصر" وأكد أنه لابد من بدء اتخاذ الترتيبات لهذه الزيارة، وفى مارس أرسل مسئولو الفاتيكان رسالة رسمية للكنيسة الكاثوليكية فى مصر أن البابا يريد زيارة مصر فى اقرب وقت وكانت هناك مواعيد مختلفة مقترحة للزيارة، ولكن بعد أبريل ستكون شهور الصيف الحارة وقد يعيق ذلك حضور الشعب القداس فى الاستاد لذلك راعينا أن يكون الموعد فى أجواء مناسبة.
 
 
ما الأسباب التى عجلت بالزيارة؟
البابا أراد زيارة عاجلة لمصر لعدة أسباب منها رغبته واشتياقه الشخصى لزيارة مصر، كما وجد أن هناك البعض يحاول التلاعب و استغلال الأديان لخلق الصراعات بين المصريين، و تزايد الأعمال الإرهابية التى تتم باسم الدين، وتريد تشويه صورة الدين الإسلامى، والبابا لا يريد أن تشوه صورة الإسلام بل على الجميع احترام الأديان،  لأن من يشوه صورة الدين يشوه صورة الخالق نفسه، فأراد توجيه رسالة قوية من قلب العالم العربى ومن الأزهر الشريف خاصة، فمصر لها أهمية تاريخية وجغرافية ودينية، مفادها أنه "لا يوجد دين إرهابى"، وقضية الإرهاب وما يحدث فى العالم العربى بشكل عام سواء مصر أو ليبيا أو سوريا يجرح قلب قداسة البابا.
 
 
وما الأبعاد الأخرى لزيارة قداسته؟
إن الزيارة لها العديد من الأبعاد فى مقدمتها توطيد العلاقات مع القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى سبق أن التقى البابا عام 2014، وأيضا لها هدف رعوى لتفقد رعية الكنيسة الكاثوليكية وتشجيع جهود مؤسساتها لخدمة مجتمعهم، بالإضافة لتنمية الحوار مع العالم الإسلامى بشكل عام، والأزهر بشكل خاص، والحوار المسكونى والعلاقات مع الكنيسة الأرثوذكسية التى تربطها علاقات قوية بالكنيسة الكاثوليكية، بالإضافة إلى أن هذا العام هو العام السبعين على العلاقات بين مصر والفاتيكان.
 
 
ما أهم الموضوعات التى تم مناقشتها فى اللقاء الخاص بين بابا الفاتيكان والبابا تواضروس؟
اللقاء كان مغلقا ولكن أعتقد أن الموضوعات التى نوقشت مسيرة اكتمال الوحدة بين الكنائس وتقديرهما لمصر ودورها والقيادة السياسية متمثلة فى شخص الرئيس السيسى من أجل التعايش السلمى المشترك ومواجهة الإرهاب، وأهمية مصر فهى تربط ثلاث قارات إلى جانب قوة تواجدها بقلب العالم العربى والإسلامى.
             
 
حدثنا عن تفاصيل الاتفاقية التى تم توقيعها أثناء لقاء زيارة البابا فرانسيس والبابا تواضروس؟
 أولا هى وثيقة مشتركة للكنيستين كتأريخ للزيارة الثانية لرأس الكنيسة الكاثوليكية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية و ليس اتفاقية بها أية إضافات على الصعيد الإيمانى وهذا البيان تضمن عرضًا لعلاقة الكنيستين بشقيها التاريخى عبر القرون منذ الانشقاق الذى حدث فى الماضى، والشق الحاضر الذي بدأه المتنيح قداسة البابا شنودة بزيارته التاريخية للفاتيكان عام 1973والتي نتج عنها تشكيل اللجنة المشتركة للحوار اللاهوتي والمستمر عملها حتى الآن،  ذلك الحوار الذي فتح الطريق أمام حوار أوسع بين الكنيسة الكاثوليكية وكل أسر الكنائس الأرثوذكسية الشرقية.
 
كما أكد البيان أن طريق السعي ما زال طويلًا وهناك عزم على الاستمرار للعمل على تحقيق الوحدة و شدَّد البيان على أن ما يجمعنا هو أعظم كثيرًا مما يفرقنا ودعا إلى تعميق جذورنا المشتركة، و التمسك بالسعي الجاد في طريق الوحدة المؤسسة على الكتاب المقدس وفى حالة انضمام طرف لكنيسة أخرى لا يعاد سر المعمودية حديثا وهو بذلك يعد الشعب والكنيسة أن يكون هناك اعتراف متبادل بين الكنيستين.
 
 
البابا كان حريص على زيارة البطرسية؟
بالتأكيد تكريما لهم حيث وضع الزهور عندما دخل الكنيسة، وأيضا لأن الشهداء بركة للكنيسة ودمهم غذاء للكنيسة وقد تألم البابا فرنسيس كثيرا عندما علم خبر التفجير بكنيستى طنطا والاسكندرية وظهر على وجهه حزن شديد أثناء كلمته بساحة القديس بطرس فى أحد الشعانين. 
 
 
رفض البابا أن يستقل سيارة مصفحة ..هل هذا تقليد متبع فى كل زياراته؟
نعم البابا لم يستقل حتى الآن سيارة مصفحة وهو له رؤية فى ذلك فهو لا يخاف الموت إطلاقا كما يرى أن الجميع إخوة له ولا يريد أن يمنعه شئ عن الشعب، وأيضا ركوب السيارة الجولف وسط أبناء الشعب تقليد متبع فى زياراته لأنه يريد أن يحيي ويبارك رعيته التى جاء من أجل تفقدهم.
 
 
لماذا يرتدى البابا فرنسيس الزى الأبيض ؟
لكل طائفة الزى الذى يعبر عنها وعن ثقافتها فمثلا اللون الأبيض رمز الشفافية والطهارة كما أنه لون الحمام الذى يرمز للسلام أيضا.
 
 
ما النتائج المتوقعة لهذه الزيارة على صعيد العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية والأزهر وأيضا على صعيد العلاقة بين الكنيستين؟
الزيارة ناجحة وتخطت كل التوقعات بفضل تضافر جهود الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية واللجنة المنظمة والدولة والجيش ووجوده خلق جو من الفرحة والبهجة ومصر عاشت فى عيد وهو ما أكدته الدولة فى بيانها، وهى زيارة ستدعم بالتأكيد مسيرة الحوار على الصعيدين فكما قلت من أهم أهداف البابا أنه جاء دفاعا عن الإسلام وصورته والرسالة وصلت للجميع.
 
وجارى الآن إعداد كتاب عن الزيارة بكل تفاصيلها والكلمات التى قالها والزيارات التى قام بها والصور التى التقطت وسيصدر قريبا عن الكنيسة الكاثوليكية بمصر وتوثيق   لما تناولته وسائل الإعلام عن هذه الزيارة، ومن المقترح أن يحمل نفس شعار الزيارة "بابا السلام فى مصر السلام".
 
 
هل عبر البابا لكم عن مشاعره عقب انتهاء الزيارة؟
قد التقينا معه عقب القداس الإلهى السبت وذلك خلال اجتماع عقده مع مجلس البطاركة والأساقفة الذى يرأسه البابا فرنسيس بمقر سفارة الفاتيكان، و هو مقر إقامته، وعبر لنا عن فرحته باستقبال المصريين وترحيبهم به وباللقاءات التى تمت مع الرئيس السيسى وشيخ الأزهر والبابا تواضروس،  وأكد حميمية ودفء مشاعر هذا الشعب، وحثنا أن نولى أهمية خاصة للفئات المهمشة والفقراء وذوى الاحتياجات الخاصة والمحتاجين لرعاية وأصنا بخدمتهم .
 
 
هل تلقيت ردودو أفعال من خارج مصر على هذه الزيارة؟
جميع المتشكيين فى أن مصر آمنة رأوا بأعينهم أنها تعيش فى أمان وقد عبر لى بعض الأصدقاء الأجانب عن فرحتهم وانبهارهم بالزيارة وحفاوة الاستقبال والتأمين الذى أحاط بالبابا فى كل مكان و رأوا أن مصر أمان وتعيش تعايشا سلميا وكل ما يقال عنها ليس له أساس صحيح. 
 
 
ما الاختلاف بين زيارة البابا يوحنا بولس الثانى وزيارة البابا فرنسيس؟
الظروف المحيطة بالزياراتين مختلفة تماما فالبابا يوحنا بولس الثانى زار مصر فى 2000 بمناسبة الاحتفال بمرورو 2000 عام على ميلاد المسيح وكان لديه رغبة أن يزور الاماكن التى زارتها العائلة المقدسة وسارت بها والبابا فرنسيس جاء فى ظروف صعبة تمر بها المنطقة وقصد توجيه رسائل للعالم من خلال هذه الزيارة.
 
 
 نود إلقاء الضوء على الجانب الشخصى فى حياة البابا؟
البابا فرنسيس يعيش حياة غاية فى البساطة لا يسكن القصر الرسولى ولا يدخله إلا من اجل اللقاءات والاجتماعات أم إقامته ففى منزل ضيافة "سانتا مارتا" للآباء الكاردلة الأغراب وهو يعيش فى حجرة بسيطة ظل مقيما بها منذ فترة اختياره للمنصب، ورفض بعد ذلك الانتقال منها وهو بذلك يقتاد بحياة السيد المسيح، كما أن القديس فرنسيس ترك القصور والجاه وعاش حياة بسيطة قريبة من الفقراء، وبالنسبة لطعامه بسيط أيضا وليس له مأدبة خاصة به بل يجلس وسط نزلاء المنزل ويرفض أن يحمل له أحد حقيبته، وسيارته المخصصة له لم يستخدمها حتى الآن وفضل استخدام سيارة  فيات وهى أبسط أنواع السيارات هناك،  وعن هواياته هو يهوى كرة القدم وكان يهوى مشاهدة المباريات. 
 
 
حدثنا بشئ من التفصيل عن العلاقات الكاثوليكية الأرثوذكسية؟
الحوار بين الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية عمره 44 سنة و مستمر منذ 1973 منذ لقاء البابا شنودة الثالث مع البابا بولس الثانى بالفاتيكان، وتم تكوين لجنتين لاهوتيتين للعمل على تقريب وجهات النظر وتوضيح أى نقاط اختلاف بين الكنيستين، فالعلاقات بين الكنيستين حميمية والفوارق بينهما مجرد فوارق شكلية فقط و نصوص الكتاب المقدس متفق عليها والسبعة أسرار المقدسة وشفاعة القديسين، والسبب وراء الخلاف الذى حدث قديما فى مجمع خلقدونية هو أن الكنيسة الكاثوليكية تؤمن أن المسيح له طبيعتين أما الكنيسة الأرثوذكسية استخدمت لفظ مشيئتين وهذا اللبس لفظى ليس إيمانى لأنهم كانوا يتحدثون لغة ليست لغتهم وهى اللغة اليونانية.
 
والبابا تواضروس محبوب وله شعبية كبيرة داخل الكنيسة الكاثوليكية ويستحق كل الاحترام لمساندته الدولة المصرية فى مسيرتها كما أن له مكانة خاصة لدى البابا فرنسيس ويكن له تقديرا كبيرا وأثناء لقائهما فى 2013 تعاهدا أن يصليا من أجل بعضهما البعض، هناك سمات مشتركة بين البابوين فرنسيس وتواضروس الثانى أهمها المحبة للجميع والرغبة الحقيقية فى الحوار المشترك والعمل معا وتعضيدها فى الأفراح والأحزان، وأن تكون هناك خطوات جريئة للعمل من أجل إكمال وحدة الكنيسة، وهذا ما يسر الله. 
 
 
كانت هناك دعوات لتوحيد موعد الاحتفال بعيد القيامة ..ما الذى تم فى هذا الصدد؟
وقد أبدى قداسة البابا تواضروس رغبة قوية للاحتفال فى موعد موحد بعيد القيامة وموقف الكنيسة الكاثوليكية  حسمت موقفها وهو ثابت منذ 1963 بأن ليس لديها أى مانع إذا اتفقت جميع الكنائس على موعد محدد لعيد القيامة لكن الأمر يحتاج وقتا للاتفاق مع بقية الطوائف وإعداد الشعب لذلك والقساوسة والإكيلروس لأنهم اعتادوا مواعيد معينة للاحتفال  
 
 
ما رؤية البابا فرنسيس لأسباب الإرهاب الحقيقية وجذوره؟
هو يرى أن الإرهاب ليس سببه الدين وعبارته الشهيرة " لا يوجد دين إرهابى" توضح ذلك،  بل إن هناك جهات ودول تمول الإرهاب مستغلين نقاط الضعف فى المجتمع العربى والمصرى لتفتيت الشعوب، فمصر طبيعة شعبها متدين،  بالإضافة لعدم المعرفة بصحيح الدين وبالآخر، وأيضا هذه الجهات تستغل الظروف الاقتصادية للشباب لإغرائهم.
 
 
ما رأيك فى الدعوات التى أطلقها بضرورة تصحيح مناهج الأزهر كأحد الأسباب التى تهيئ العقول للفكر المتطرف الإرهابى؟
لا يصح الربط بأى شكل بين الأزهر والإرهب فإذا أردنا الحديث عن الإرهاب واسبابه لابد أن ننحى الأزهر جانبا، فالأزهر قام بدور كبير ومشرف فى تنقيح ومراجعة المناهج الدراسية به، وهو أكد عليه الأزهر حتى لا تكون هناك جوانب بها لبس فى الفهم ويواصل العمل لتوصيل صحيح الإسلام، وهو ما تم مناقشته فى لقاء لجنة حوار الأديان.
 
 
ماذا عن دور الخطاب الدينى؟
الخطاب الدينى له دور هام فى توضيح وتوصيل صحيح الدين للناس سواء داخل أماكن العبادة أو وسائل الإعلام وأماكن العمل والمدارس والجامعات فليس مجرد الوعظ بالمساجد، ولا نستطيع أن ننكر أن هناك خطاب غير معتدل يصدر عن البعض و السيسى لم يترك مناسبة دون الإشارة لأهمية تجديد الخطاب الدينى، ولا نستطيع أن ننسب كل ذلك للأزهر فقد تكون هناك توجيهات من المؤسسة الدينية ولكن دون جدوى أو استجابة، فالمشكلة الحقيقية التفسير الخاطئ لبعض نصوص الدين من قبل بعض الوعاظ غير المؤهلين لإلقاء الخطابات الدينية، ولابد أن تكون هناك متابعة وإشراف أكبر ومكاشفة لهؤلاء الوعاظ لتحديد من هو كفء ومؤهل لهذا الموقع الخطير والحساس.
 
 
ما مهام لجنة الحوار بين الفاتيكان والأزهر؟
لجنة الحوار بين الأزهر والفاتيكان تضم ممثلين ومتخصصين فى الموضوعات التى تطرح بكل لقاء، وقد عقدت ثلاثة لقاءات رسمية منذ عودة العلاقات مع الأزهر، وهذه اللجنة تم إنشاؤها فى التسعينيات، وتعقد اجتماعها رسميا مرتين كل عام، إحداهما بروما والأخرى بالأزهر الشريف، لرصد المشكلات التى يعانى منها المجتمع وكيفية مواجهتها ومناقشة القضايا المختلفة من وجهة النظر المسيحية والإسلامية، بهدف تطوير الخطاب الدينى وكيفية مواجهة الأفكار الدخيلة على مجتمعنا وتطوير وتنمية كل الجوانب المشتركة بيننا فالذى يجمعنا أكثر مما يفرقنا.
 
 
ما أهم القضايا المهيمنة حاليا على أجندة لجنة الحوار بين الأزهر والفاتيكان؟
يأتى الإرهاب وكيفية مواجهته على رأس أولويات أجندة مناقشات هذه اللجنة وهناك أمرين رئيسيين حاليا أولا توجد رغبة حقيقية مشتركة من الطرفين فى مواصلة الحوار العميق بين الأزهر والفاتيكان والشق الثانى كيفية نقل الحوار بين القياديين الديننيين للقاعدة العامة للشعب وذلك من خلال عدة وسائل مثل الإعلام ومناهج التعليم، بالإضافة إلى كيفية مواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة وتجديد الخطاب الدينى، والتوعية لإيقاظ الضمير الإنسانى.
  
 
ما موقف الكنيسة الكاثوليكية من زواج المثليين؟
 ترفضه لأنه يخالف الطبيعة التى خلقنا الله عليها.
 
 
ما الجديد فى مشروع قانون الأحوال الشخصية؟ 
القانون سيحل الكثير من الإشكاليات ويحد من استخدام تغيير الملة كسبب للطلاق وكل كنيسة تسعى الآن لإنهاء الفصل الخاص بها ليصدر قريبا ، ولا تغيير فى تعاليم الكنيسة وفلا يوجد طلاق بالكنيسة الكاثوليكية وهذا لن يتغير فنحن لدينا أسباب تؤدى للبطلان أهمها سن الزواج وهذه مذكورة فى القانون الجديد وأيضا القبول والرضا شرط أساسى لإتمام الزيجة.
 
 
وماذا عن الزنا والشذوذ أليست أسباب للطلاق ؟
فى حالة الشذوذ يحدث بطلان للزواج أما الزنا يعطى حق هجر الزيجة. 
 
الانبا عمانوئيل
الانبا عمانوئيل

المطران عمانوئيل يتحدث لصوت الأمة
المطران عمانوئيل يتحدث لصوت الأمة

المطران عمانوئيل
المطران عمانوئيل
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق