في حزب الوفد.. "مين اللي قاعد على الايميل"

لم يكن المستشار بهاء أبو شقة، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الوفد، الضحية الأولى لأعضاء المكتب الإعلامي للحزب، الذين يرسلون بيانات للصحفيين المسئولين عن تغطية أخبار الحزب عبر البريد الالكتروني الرسمي للحزب، دون الرجوع للمسئولين عن الحزب ولا قياداته، ولا حساب ما أثر تلك الأخبار على أعضاء الحزب، الأمر الذي طرح عدة استفهامات خلال الساعات الماضية، حول الأطراف التي تلعب بمجريات الأمور داخل حزب الوفد، وحقيقة الجبهات المتصارعة داخله، ومن منهم مسيطر على المكتب الإعلامي، أو كما ذكر عدد من المحررين المستائين من تكرار تلك الواقعة " مين اللي قاعد على الايميل " .

رئيس الحزب أول الضحايا

كان أول ضحايا العابثين بالبريد الالكتروني الرسمي لحزب الوفد، الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، والذي خرجت عبر الخطأ المتعمد وقتها، تصريحات تسيء لعدد من أعضاء الهيئة العليا للحزب، ليسارع رئيس الحزب، والمسئول عن مكتبه الإعلامي وقتها معتز صلاح الدين لينفي تلك الأخبار، ويؤكد أن الرسالة الصادرة عبر البريد الالكتروني، غير صحيحة، وأصدرها أحد أعضاء المكتب دون الرجوع إليه، وسيتخذ معه كافة الاجرائات القانونية.

نيران صديقة

معتز صلاح الدين، الذي سارع لنفي واقعة إساءة البدوي لأعضاء الهيئة العليا عبر رسالة خاطئة، استخدم نفس البريد الالكتروني، في صراعه مع السيد البدوي بعدما فشل في الحصول على مستحقاته المالية من قناة الحياة، المملوكة لرئيس حزب الوفد وقتها، فأرسل بياناً صحفياً من البريد الالكتروني للحزب، يستنكر فيه عدم حصوله على مستحقات مالية متأخرة من قناة الحياة نظير عمله بالقناة، التي يملكها رئيس حزب الوفد، الأمر الذي تسبب في إقالته من قناة الحياة، ومن رئاسة المكتب الإعلامي للوفد والسيد البدوي .

المكتب الإعلامي VS   الجريدة

ولأن السيطرة مفقودة على المكتب الإعلامي لحزب الوفد، قام المكتب في واقعة فريدة من نوعها في  يونيو 2015 بتكذيب ما نشرته جريدة الوفد في عددها الصادر، اليوم الخميس، على لسان المستشار القانوني علاء خليل المحامي بالنقض، والذي نفى فيه عدم صحة ما نشره أحد المواقع الالكترونية، فيما يتعلق بصدور حكم قضائي ضد الدكتور السيد البدوي رئيس الحزب .

وأصدر المكتب الإعلامي، بيانا رسميا وقتها نشرته العديد من المواقع الإلكترونية، بما فيهم بوابة "الوفد"، كذب فيه ما نشرته جريدة الحزب الورقية، وأكد خلاله على وجود دعوى قضائية مقامة ضد رئيس الحزب، وتم نظرها أمام محكمة جنح مستأنف أكتوبر أول، وصدر حكم ضده .

"أبو شقة" يلحق بـ"البدوي"

ولأنهم رفاق درب، كان لابد أن يلحق المستشار بهاء أبو شقة، بصديقه السيد البدوي، في قائمة ضحايا المكتب الإعلامي، فصدر صباح اليوم بياناً من البريد الالكتروني الرسمي، أعل فيه انعقاد الهيئة العليا لحزب الوفد في اجتماع مغلق عصر اليوم لمناقشة طلب مقدم من عدد من أعضائها،  طلبوا فيه فصل المستشار بهاء أبو شقة من منصبه كرئيس للهيئة البرلمانية للحزب بسبب ما وصف في الطلب المقدم بكونه قام بعدة أمور كارثية.

وزعم أن  الطلب المقدم إلى رئيس الحزب حمل توقيع 35 من أعضاء الهيئة العليا أي ما يزيد عن نصف عدد أعضائها، مدعياً انهم أوضحوا خلاله أن رئيس الهيئة البرلمانية للحزب المستشار بهاء أبو شقة اتخذ قرارات برلمانية تحت قبة مجلس النواب باسم الحزب دون الرجوع للحزب أو حتى للهيئة البرلمانية ذاتها.

وأضاف أن الطلب المقدم ذكر قيام «أبو شقة» بتكرار التصريحات الإعلامية برفضه قيام أيا من أعضاء الهيئة البرلمانية لحزب الوفد بأي عمل برلماني دون مناقشته من قبل الهيئة البرلمانية إلا أنه لا يناقش الهيئة البرلمانية حتى في مشروعات القوانين التي يتقدم بها ولا يعرضها على أيا من هيئات الحزب. 

ونفى كلاً من بهاء أبو شقة، وحزب الوفد على لسان متحدثه الرسمي، محمد فؤاد، ما جاء بذلك البيان، وأشار " أبو شقة " إلى أنه سيقاضي الذين قاموا بتلك الفعلة، وسيغرمهم 50 مليون جنيه. 

اللي يخاف من الشربة ينفخ في الزبادي

عدد من نواب الحزب، عندما تيقنوا من فقدان السيطرة على المكتب الإعلامي للحزب، وبريده الرسمي، آثروا أن يفصلوا أخبارهم ومكتبهم الإعلامي عن مكتب الحزب، وكان على رأس هؤلاء الدكتور محمد فؤاد المتحدث باسم الحزب، والذي آثر أن ترسل أخباره عن  طريق مكتب للعلاقات العامة والتسويق الإعلامي، خاص به، حتى لايقع فريسة لتلك الألاعيب الصبيانية.

طرد المكتب الإعلامي

علمت " صوت الأمة " من مصادر وفدية مطلعة أن رئيس الحزب، أصدر تعليماته بطرد أعضاء المكتب الإعلامي، المسئولين عن تلك الكارثة، التي تقصد تشويه صورة الحزب أمام الرأي العام، واستبدالهم بأعضاء جدد، يختارهم الدكتور محمد فؤاد، المتحدث باسم الحزب.

اقرأ أيضاً 

بهاء أبو شقة ردًا على «الوفد»: سأغرمهم 50 مليون جنيه

اجتماع طارئ لفصل «أبو شقة» من رئاسة برلمانية الوفد