رؤساء المدن العمرانية الجديدة كلمة السر الحقيقية للتنمية

الإثنين، 01 مايو 2017 02:25 م
رؤساء المدن العمرانية الجديدة كلمة السر الحقيقية للتنمية
مدينة طيبة
كتبت- منال العيسوى

مدينتي العاشر من رمضان و6 أكتوبر، من أضخم واكبر المدن العمرانية الجديدة، وملامح اختيار رؤساء لهم تعكس مدى اهتمام الدولة بالقادة الحقيقين الذين يحملون راية التنمية، وجزء أصيل من ملامح الاختيار قدرة رئيس المدينة على القيادة وسرعة القرار الصائب.

ففى مدينة العاشر من رمضان، تم اختيار المهندس عادل النجار ليتولى رئاستها منذ عامين، وجاء بخلفيته فى مدينة دمياط الجديدة وبنى سويف، ورغم كبر حجم مدينة العاشر من رمضان والتفاصيل المتشابكة فيها وسيطرة أباطرة الأراضي على كثير منها، واستشراء الفساد الإداري في بعض القطاعات فيها.

أستطاع "النجار" في فترة وجيزة الضرب بيد من حديد على الفساد والمفسدين ولم يهب سطوة المال وأصحابه واتخذ قرارات حاسمة أعادت كثير من حقوق الدولة وخاصة الأراضي المعتدى عليها من قبل بعض واضعي اليد واسترداد أراضي كانت "مسقعة" .

بالتوازى مع الحملات المتكررة لاستعادة أراضى الدولة بحيز مدينة العاشر من رمضان، تم تكثيف حملات رفع الإشغالات من داخل وخارج المدينة وتنفيذ أكبر خطة لتنمية الخدمات بداخل المدينة ورفع كفاءة المجاورات السكنية والطرق المؤدية إليها.

المهندس عادل النجار من ورؤساء المدن، الذي يعرف كافة القوانين واللوائح التى تحكم العمل داخل هيئة المجتمعات العمرانية ويفهم كيفية التواصل والقرارات المنوط به اتخاذها فى ظل فهم ووعى لها وثغراتها، وهو ما انعكس على كثير من مناحي القرارات المتعلقة بتنمية مدينة العاشر من رمضان، فتألقت مدينة العاشر وحدثت بها طفرة لاحظها الجميع .

حصل النجار على المركز الأول بين رؤساء المدن نهاية عام 2015 وكرم بوسام التميز، وبداية 2017 تم ترقيته بإضافة صفة وكيل وزارة للمجهود المبذول فى كافة القطاعات وعلى رأسها الانتهاء من تنفيذ محطة مياه العاشر بكفاءة وتخطيط ونزاهة فى وقت قياسي، وهى من اكبر محطات المياه التى تخدم 5 مدن غيرها.

النجار رغم ابتسامته التي لا تفارق وجهه، تراه دائما حاسم فى مفرداته وسريع الرد حين تعرض عليه مشكله، ولا يهاب من يظنون أنفسهم أصحاب قرارات فى مدينة العاشر يتخذ القرار الصحيح ويتخذ خطواته فى تنفيذه مهما كانت العواقب، ولديه من القدرة على الابتكار فى الحل لدرايته الكاملة بلائحة هيئة المجتمعات العمرانية.

أما مدينة أكتوبر، فكان حظها تولى المهندس عصام بدوى لها فى ذات التوقيت الذي تولى فيه النجار العاشر، فبدوى تولى أكتوبر تاركا موقعه فى جهاز مدينة العاشر من رمضان للنجار، بعد أن تفاقمت فيها سطوة الكبار على كافة مميزات المدينة، وبات مواطن العاشر يتخبط فى احتياجاته وبقت كل الملفات معلقة لا يصدر بشأنها قرار، أطلق عليه البعض وقتها انه من أصحاب الأيدي المرتعشة، ورغم خلقه الرفيع ورقى أدائه الإنساني فى المناسبات الاجتماعية مع رموز العاشر، إلا أنه لم يصدر يوما قرارا يعيد الحق لأصحابه .

انتقل بدوى إلى مدينة أكتوبر ليتولى رئاسة جهاز مدينتها، وهى مملكة موازية يحكمها أباطرة أكثر شراسة من أباطرة العاشر، ومساحتها مترامية الإطراف وثغراتها أوقعت بدوى فى شرك اتخاذ القرارات العائمة، وباتت خدمات اكتوبر فى شتى المدينة توشك على التحول لعشوائيات، حيث تراكمت القمامة فى بعض أطراف المدينة، وأصبحت المناطق الصناعية نموذج للفوضى.

فى مدينة أكتوبر، سُبة مساكن الأولى بالرعاية تطارد عصام بدوى بعد أن تحولت مساحات كبيرة منها إلى وكر لكافة أنواع الخارجين على القانون وباتت كافة الممارسات المشينة سمة رئيسية يدفع ثمنها بعض قاطني أكتوبر القريبين من منطقة الأولى بالرعاية، ليعتدى البلطجية فيها على أراضى الدولة ويخالفون شروط البناء بالمجتمعات العمرانية الجديدة، وسيطرة البلطجة على المنطقة.

تدنى الخدمات بمدينة أكتوبر، وعدم ظهور أي طفرات فيها بعد تولى بدوى ترك بصماته فى كافة المساحات الخضراء التي تحولت لشبح اسود يطارد أعين زائري المدينة.

بدوى عرف بنزاهة اليد وسمو أخلاقه، لكن ربما سيطرت حالة من الإحباط عليه وخاصة بعد ترقيه زملاء له لموقع نائب رئيس الهيئة، والأخر بموقع مميز بالعاصمة الإدارية الجديدة، وربما لاقتراب سن خروجه على المعاش أصابه بحاله من الهدوء وعدم الصخب فى الحياة وقراراته داخل جهاز المدينة.

 
عادل النجار
 

عصاد بدوي
 
موضوعات متعلقة
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق