رحلة العائلة المقدسة
السبت، 29 أبريل 2017 02:52 م
لا يضاهي زيارة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، إلى مصر كل الأموال التي تنفقها هيئة تنشيط السياحة للترويج لزيارة مصر، فزيارة البابا فرنسيس إلى مصر ضربت عددًا من العصافير بحجر واحد، فأكدت أن مصر بلد الأمن والأمان، وعززت الحوار بين الأديان وقربت بين الطائفة الأرثوذكسية، والكاثوليكية، فضلًا عن تأييد عالمي لمصر في محاربة الإرهاب، كما أن زيارة البابا فرنسيس جاءت في توقيت قياسي لتضميد جراح الأقباط في مصر بعد تفجيرات كنيستي طنطا والإسكندرية.
ورغم تحذير بابا الفاتيكان من زيارته إلى مصر بحجة وجود أعمال إرهابية وتفجير كنائس في مصر، إلا أن البابا أصر على الزيارة، بل ألقى كلمة قبل موعد الزيارة أكد فيها دعمه للدولة المصرية، وأصر فور وصولة إلى مصر بأن يستقل سيارة غير مدرعة للتأكيد أنه أمن، والأكثر من هذا أن يترأس أكبر قداس تشهده البلاد في مكان مفتوح، باستاد الدفاع الجوي، وسط حضور نحو 25 ألف مشارك. وكأن القداس مبارة كرة قدم، ليؤكد أن مصر واحة الأمن والسلام،
البابا فرنسيس الذي يتميز بالدهاء الكبير في اختياره يوم 10 مايو لزيارة مصر لإحياء زيارة البابا شنودة إلى الفاتيكان في عام 1973، وتم توقيع مذكرة تقارب بين الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية.
ورغم أهميه هذه الزيارة لبابا الفاتيكان إلى مصر والتي من شأنها تعيد حركة السياحة في زمن قياسي، خاصة أن عدد المسيحيين الكاثوليك على مستوى العالم يبلغ عددهم مليار و200 مليون نسمة منتشرين في أمريكا اللاتينية وأوربا، وقد شاهدو بشغف زيارة بابا الفاتيكان إلى مصر، ورغم هذا الحدث الضخم إلا أن وزارة السياحة لم تكن على مستوى الحدث، فرغم أن الوزير يحيى راشد وضع إحياء مسار العائلة المقدسة فور تولية مسؤولية الوزارة، ووضع ست محاور سينجزها في ستة أشهر كان من بينها إحياء مثار العائلة المقدسة، إلا أن المحاور الست اختفت في ظروف غامضة، وتاه معها مسار العائلة المقدسة، والذي كان انسب توقيت لإحياء هذا المحور هو زيارة بابا الفاتيكان إلى مصر، خاصة أن كل مسيحي العالم شغوفين بزيارة بابا الفاتيكان الناجحة إلى مصر، فلم تستثمر وزارة السياحة في الترويج لزيارة البابا التي كانت معلومة منذ عام تقريبا بعد دعوة شيخ الأزهر للبابا فرنسيس في مايو 2016 لزيارة مصر وحضور مؤتمر الأديان بالأزهر. وأكد البابا فرنسيس أنه سيأتي إلى مصر لحضور هذا المؤتمر.
كما أن المذهب الكاثوليكي ينتشر في أمريكا اللاتينية حيث يوجد 300 مليون كاثوليكي في البرازيل والأرجنتين والمكسيك وشيلي شغوفين بزيارة البابا فرنسيس إلى مصر، فلم نجد وزارة السياحة تروج لهذه الزيارة في هذة الدول لاستغلال هذة الزيارة وفتح أسواق جديدة إلى مصر، خاصة أن بابا فرنسيس من الأرجنتين، وكل مواطني أمريكا اللاتينية متحفزين لزيارة مصر، لأن البابا فرنسيس هو أول بابا للفاتيكان من خارج أوربا منذ عام 791 لذا فأن مواطني أمريكا اللاتينية شغوفين بزيارة الدول التي يزورها البابا فرنسيس.
فزيارة البابا فرنسيس انطلاقة حقيقة لعودة السياحة بعد أن شاهد العالم أكبر قداس على مستوى العالم يقام في مكان مفتوح يتابعه العالم ويتصدر النشرات الإخبارية في كبرى القنوات الإخبارية العالمية فعلى وزارة السياحة أن تصحو من غفلتها وتضع خطط لإستثمار هذا الحدث الفريد.