صباح الخير يا سينا
الجمعة، 28 أبريل 2017 09:31 م
مين اللي قال كنتي بعيدة عني انتي اللي ساكنة في سواد النني.. من أحلى أغاني النصر التي ارتبطت عندي بيوم عيد تحرير سيناء، لكن وأنا استمع إليها هذا العام سألت نفسي كم منا ارتبط بهذه البقعة الغالية من أرض الوطن، التي ارتفع عليها علم مصرعام 1982 بعد صراع طويل خاضته الدولة المصرية مع العدو الإسرائيلي نجحت في نهايته عسكريا ودبلوماسيا في استعادة كل شبر فيها.
وإلى هنا انتهى دور الدولة واكتفت بوجودها الشرفي فبدلا من أن تكلل تضحيات أبنائها بالتنمية وإعادة الأعمار أشاحت عنها وحولتها من بؤرة الاهتمام قبل 82 إلى رف المهملات فكانت الغائب الحاضر.. الغائب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا طوال العام الحاضرة إعلاميا ورسميا يومي 25 أبريل و6 أكتوبرفقط، باعتبارهما مناسبتان قوميتان وإجازة رسمية بالدولة فتم تغيبها عن عمد عن الوعي الإدراكي في وجدان المصريين لتتوراى داخل ذاكرة النسيان خاصة بين جيل الشباب.
وليس ذلك فحسب بل تم شيطنتها من البعض بتخوين مواطنيها ونزع رداء الولاء والانتماء عنهم ما خلق حالة من القهر والظلم والمرارة خاصة بين الأجيال السيناوية التي لم تعاصر حرب أكتوبر وشئيا فشئ أصبحت سيناء ملاذًا آمنا وبيئة حاضنة للجماعات المسلحة والعناصرالإرهابية فكان الحصاد المر بعد 35 عاما.
وسواء ضل البعض من أبناء سيناء الطريق إلى حضن الوطن أم نحن من فقدنا البوصلة إليها؛ فالخسارة فادحة ما زالنا ندفع ثمنها من الدماء الزكية لأبناء الجيش والشرطة ومن استنزاف لمواردنا.. في هذا اليوم من كل عام تطلق التصريحات الإعلامية عن الخطط المستقبلية لتنمية سيناء والتي لايتجاوز نطاقها وسائل الإعلام ولا أجد مردودا لها على أرض الواقع السيناوي.
لماذا لا نبدأ من هذاالعام بالخدمات الأسياسية والبنى التحتية وإرسال علماء الأزهر لنشر مفاهيم الدين الوسطي لتسير جبنا إلى جنب مع الحرب الأمنية التي تخوضها الدولة على أرضها.
سيناء الحبيبة في يوم التحرير والعودة.. سنظل أوفياء لبطولات وتضحيات الجنود المجهولين من أبناؤك وسيخلد التاريخ أسماء المجاهدين موسى مطير.. متعب هجرس.. سليمان سليم.. جديع عيد.. صباح الويمي.. عيد أبوجرير.. الحاجة فهيمة.. سالم الهرش، وغيرهم كثيرين بحروف من نور في أنصع صفحاته بجانب شهداء مصر الأبرارمن رجال الجيش والشرطة وستظل كلمات اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية للرئيس الراحل االسادات عالقة في ذاكرة المصريين، حينما قال له لم تكن لدينا أقمار صناعية ولكن كان لدينا العيون الثاقبة والصادقة من أبناء سيناء؛ فجعلوا المواقع الإسرائيلية كتابا مفتوحا أمام القوات المسلحة، ولولا أبناء سيناء ما كانت حرب أكتوبر.. التحية لأبناء سيناء كلمة السر لأي نصر على أرضها الطاهرة والمجد للشهداء والعزة والكرامة لك يا وطني.