مصر والفاتيكان .. 70 عاماً من الدعوة للسلام
الجمعة، 28 أبريل 2017 02:59 م
تعد زيارة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان لمصر اليوم، واحدة من الزيارات التي تعمق العلاقات الدبلوماسية، بين دولتي مصر، والفاتيكان، والتي تعود إلى أكثر من 70 عاماً من العلاقات الدبلوماسية .
يتفق الدولتان، منذ بدء التعاون الدبلوماسي بينهما في 23 مايو 1947، على عدد من القضايا الدولية، والتي يأتي على رأسها عملية السلام في الشرق الأوسط، والتوصل إلى حل نهائي بشأن وضعية القدس، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وتعضيد الحوار بين الأديان (الإسلام – المسيحية)، والحفاظ على الترابط الأسري، وتحريم الإجهاض والمحافظة على البيئة، ومكافحة الإرهاب.
يوجد تنسيق ديني قائم بين الدولتين من خلال اللجنة المشتركة للحوار بين الأزهر الشريف والمجلس البابوي للحوار بين الأديان، والتي تم التوقيع على إنشائها في 28 مايو 1998 بالفاتيكان، وفي أبريل 2010 عقدت لجنة الحوار أعمالها بمشيخة الأزهر الشريف، برئاسة كل من فضيلة الدكتور محمد عبد العزيز واصل، وكيل الأزهر ورئيس لجنة الحوار، ونيافة الكاردينال جان لوي توران، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، وتناول المشاركون هذا العام تنامي ظاهرة العنف الديني، وكيفية مكافحتها.
كان البابا الراحل "يوحنا بولس" الثاني، أول الباباوت الفاتيكان، الذي يزورون مصر، حيث قدم إلى مصر في 24 فبراير عام 2000، ولقيت الزيارة قدراً كبير من الترحيب والتقدير العميق من مختلف أوساط المجتمع المصري، والتقى خلالها البابا الراحل بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وتبادل الجانبان وجهات نظر بشأن مسيرة السلام في الشرق الأوسط ومستقبلها، فضلا عن ملف العلاقات الثنائية بين مصر والفاتيكان، كما تضمنت زيارة البابا الراحل لقاءين مهمين مع كل من فضيلة الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر، وقداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ليؤكد البابا بذلك على أهمية الحوار بين مختلف الأديان من جهة، وأهمية التواصل مع الطوائف المسيحية من جهة أخرى .
وكان الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك ذهب للفاتيكان يوم 13 مارس 2006، والتقى البابا بنيدكت السادس عشر، وتطرقت المحادثات الثنائية إلى العلاقات الطيبة التي تجمع مصر والفاتيكان، واستعرضت مستقبل السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، وتم تبادل وجهات النظر حول تطورات الأوضاع فى العراق وإيران.
وحرصاً من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على التأكيد على أهمية تبادل الحوار بين الأديان، زار في 2014 المقر البابوي بالفاتيكان، كأول رئيس مصري يزور المقر البابوي بالفاتيكان منذ 8 سنوات، واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، تلبية للدعوة الموجهة إليه من قداسة البابا، وأكد الجانبان خلال اللقاء استئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان عن طريق إعادة تفعيل لجنة الحوار المشترك مع الأزهر الشريف للبناء على القواسم المشتركة التي تنطلق منها الديانتان الإسلامية والمسيحية والتي يمكن البناء عليها لتعزيز التعايش المشترك بين الشعوب وتدعيم جهودهما فى مواجهة الأفكار المتطرفة.
وفى يوليو 2016 قام وفد كنسي من الفاتيكان ضم كلا من الأب أنزو فورتنانتو والأب ماورو جامبيتى، من كاتدرائية القديس فرنسيس البابوية فى مدينة آسيزي، بزيارة مصر، والتقى به حلمى النمنم، وزير الثقافة. وبحث الجانبان التعاون بين وزارة الثقافة المصرية والكاتدرائية في عمل مبادرة دولية لتحاور الأديان والتبادل الثقافي وإقامة مؤتمر دولى عام 2019 عن "حوار الثقافات" يتم الإعداد له وتنظيمه من الآن.
وفى مايو 2016 قام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، بزيارة للفاتيكان، واستقبله البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، وبحث الجانبان جهود نشر السلام والتعايش المشترك في زيارة هى الأولى من نوعها في تاريخ المؤسستين الدينيتين، كما ناقشا تنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والفاتيكان من أجل نشر ثقافة الحوار والتعايش بين الشعوب والمجتمعات.