لماذا يصمت المجتمع الدولي على جرائم دعم بريطانيا للإرهاب في مصر؟
الثلاثاء، 25 أبريل 2017 04:46 م
تدخلت الدول الأجنبية في المشهد السياسي بالوطن العربي لتحقيق مطامعها، بدعم الجماعات الإرهابية لتخريب اقتصاد هذه الدول، ومن قبيل دعم بريطانيا للإرهاب فى مصر، هى الفضيحة التى فجرها مندوب روسيا لدى مجلس الأمن، فلاديمير سافرونكوف، الذى اتهم الحكومة البريطانية بإيواء ودعم المليشيات والجماعات الإرهابية التي نفذت هجوما ضد الكنائس بمصر فى أحد الشعانين «السعف»، في إشارة إلى التفجيرات التي ضربت كنيستي طنطا والإسكندرية قبل أيام، وبالتالي فإن هذه المواقف تثير التساؤل حول ما إذا كان المجتمع الدولي ومجلس الأمن سيفتحان هذا الملف فعليًا، وسيعلن صراحة عن الدول الداعمة للإرهاب والجماعات الإرهابية أم يظل صامتًا إزاء ما ترتكبه هذه الدول من جرائم؟
من جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، لـ«صوت الأمة»، إن الاتهام الموجه من رئيس الوفد الروسي صريح، ومن هنا يبدأ الخيط المباشر، لاتهام بريطانيا بدعم الإرهاب، لأن «سافرونكوف» ليس مجرد دبلوماسي، ولا يمكن اعتبار كلامه عبثًا، وفي إطار ذلك يمكن للحكومات التوجه إلى روسيا لطلب وثيقة تدين اتهام بريطانيا، ويتم اتخاذ إجراء رسمي وتقديم بلاغ، كما أنه يدين صمت بريطانيا للرد على هذه الاتهامات، لعدم اتخاذ أي إجراء ضدهم.
كان «سافرونكوف» هاجم موقف بريطانيا وفرنسا، تجاه الأزمة السورية، قائلا: هناك أطراف تعمل على عرقلة المفاوضات السورية وتتدخل فى عمل مجموعات المعارضة.
وأكد أن بريطانيا وحلفاءها يهتمون بدعم الإرهابيين، موضحًا أن بريطانيا تهتم بتغيير النظام في سوريا أكثر من مواقف غالبية أعضاء الأمم المتحدة.
وكانت بريطانيا علقت الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ، بعد أن أسقط تنظيم داعش طائرة ركاب روسية في عام 2015، وقال سامح شكري، وزير الخارجية، وقتها، إن استمرار تعليق بريطانيا للرحلات الجوية إلى شرم الشيخ، التي كانت ذات يوم مقصدا مهما للسياح البريطانيين غير مبرر.
وقالت وزارة الخارجية في بيان لها: «استمرار توقف الطيران البريطاني عن المقاصد السياحية المصرية رغم ما تم إحرازه من تقدم نوعي في تأمين المطارات يعد أمرا غير مفهوم أو مبرر»، فضلا عن ذلك، أعدت الحكومة البريطانية تقريرًا حول نشاطات جماعة الإخوان، ونشرت فيه أنه لا ينبغي تصنيف الجماعة منظمة إرهابية، ولا ينبغي حظرها، ولكنه اعتبر أن عضوية الحركة أو الارتباط بها يجب أن يعد مؤشرا لتطرف محتمل.
وأكد ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، أنه لن يتم حظر جماعة الإخوان، ولكن أنشطتها ستكون محل رقابة في الداخل والخارج، وهي التصريحات التي شكك في انحيازها للجماعة في بريطانيا.
وكان العديد من المراقبين اتهموا حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان، وسيد قطب، أنهم عميلين للماسونية العالمية، تمت زراعتهما في مصر لتحقيق أهدافها في تخريب الإسلام من داخله بضرب أهله بعضهم ببعض، فقد كان الاثنان أيضا بالتوازي عميلين لأجهزة مخابرات دول أجنبية عملت في مصر وتعمل لتحقيق الأهداف السياسية والاستراتيجية لهذه الدول، وأبرز هذه الأهداف إسقاط الدولة المصرية في الداخل.
كشف المؤرخ البريطاني، جورج كيرك، في كتابه «موجز تاريخ الشرق»، كانت الشائعة الكبرى التي أطلقها الإخوان في أنحاء مصر عن إشهار هتلر إسلامه، وأنه تسمى بـ«الحاج هتلر» وهذه الأكذوبة إنما تعكس نموذجا للمدى الذي يمكن أن تصل إليه عملية تسييس الدين، وطلاء المواقف السياسية المناهضة لمصالح الوطن بطلاء ديني زائف، حتى تكتسي الخيانة ببريق ديني.