محمود طالب الهندسة قرر تغيير حياة المشردين بعد سنوات من النوم فى الشوارع

هم أكثر الناس شعورا ببرد الشتاء وحرقة شمس الصيف ، هذا هو حال أناس وجدوا أنفسهم فى الشارع دون مأوى لظروف لا يعرفونها، مشهد قد تعتبره مألوف، لكن محمود درج طالب كلية الهندسة لم يرى فى هذا المشهد شئ اعتيادى، بل حاول كسر القاعدة ومساعدة أحد المشردين، حينما رأى جسد ملقى تحت أحد الكبارى ليحاول مساعدته وتنظيف ملابسه، لكنه لم يحمل إمكانيات تحميه من النوم فى الشارع ليختبر الرجل مرارة البرد مرة أخرى.

 

 

لم يكن هذا الرجل هو الحالة الوحيدة الذى حاول محمود مساعدتها فهناك كثيرون قدم لهم يد العون رغم ضعف الإمكانيات، لتتبلور فكرة إيجاد دار للمشردين تحمى هؤلاء الأفراد الذين يختبرون قسوة الشارع والنوم فى الخلاء على مدار أيام بل سنوات، يتجمدون فى ليالى الشتاء القارص، وينصهروا مع حرارة الصيف.

 

يقول محمود درج رئيس دار بسمة للإيواء، بمحافظة  الشرقية  بدأت الفكرة  العام الماضي ، حينما رأيت رجل مسن فى الشارع وحاولت مساعدته وتنظيفه، ووضعت صورته على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، ليتعرف عليه أحد من أهله واستطعنا أن نساعده في العودة لحضن العائلة مرة أخرى، ورغم أن الفكرة بدأت بأطفال الشوارع لكننا لم نحمل إمكانيات لمساعدتهم، فهم بحاجة إلى تأهيل نفسى وتعريفهم بدورهم الذى لا يجب أن يتلخص فى التسول، وبعد ذلك وجدت متعة فى مساعدة هؤلاء الأفراد، ومعها بدأت فى نشر الفكرة بين أصدقائى".

 

 

وتابع محمود " واجهت كل الصعوبات وأخذت قرار ببناء دار لإيواء المشردين، وبدأت فى الطريق القانونى من خلال وزارة التضامن الاجتماعى إلى أن أصبحت "دار بسمة للإيواء" حقيقة يتواجد فيها 60 حالة ما بين كبار فى السن ومراهقين، و40 آخرون استطعنا أن نردهم لأهلهم ، بالإضافة إلى 300 متطوع".

 

 

كثيرا ما يجد محمود وفريق الدار صعوبات فى التعامل مع المشردين فهم يعانون من أمراض نفسية، إلا أن الفريق يأخذ من الكلام اللين والإقناع  سلاح يسيطر به على عقولهم حتى يصلوا إلى الدار ومنها إلى الفريق المعالج الذى يقدم لهم الرعاية الصحية والنفسية.

 

 

وعن تمويل المؤسسة قال محمود " أن الفكرة كلها قائمة على التطوع والتبرعات وذلك من خلال الجروب الخاص بنا على الفيسبوك، ودعم الأهل والأصدقاء، كما أننا نعتمد على السوشيال ميديا كوسيلة للتعرف على حالات جديدة من خلال المتابعين للصفحة وأيضا نشر صور المشردين ربما يتعرف عليهم أهلهم".

 

 

يحلم محمود وفريق الدار أن ينتهى مشهد المشردين من محافظات مصر، وينعم كل فرد بحياة آدمية.