صحف سعودية عن زيارة «السيسي»: «لا غنى لنا عن مصر ولا لمصر غنى عنا»
الأحد، 23 أبريل 2017 12:14 م
يزور الرئيس عبد الفتاح السيسي، المملكة العربية السعودية، في زيارة رسمية، اليوم الأحد، تستغرق يومًا واحدًا بناء على دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين، في إطار حرص الجانبين على استمرار التنسيق المشترك، بما يساهم في تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين في مختلف المجالات، والتباحث بشأن سبل التعامل مع التحديات التى تواجه الأمة العربية.
ويعقد الرئيس، خلال زيارته قمة مصرية سعودية، تتناول سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين البلدين، والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب الذي بات يمثل تهديدًا لأمن واستقرار الأمة العربية بل والمجتمع الدولي بأكمله.
ولاقت زيارة الرئيس، ترحيبًا كبيرًا من الصحف السعودية، مؤكدة أن الزيارة تؤكد على عمق الشراكة والصلة بين البلدين.
وذكرت صحفية عكاظ السعودية، في تقرير لها اليوم الأحد، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى السعودية، ترد بقوة على شائعات المغرضين الذين فشلوا في تعكير صفو هذه الشراكة القوية التي تربط القيادتين والشعبين السعودي والمصري، التي جسدتها على الدوام المقولة الشهيرة لمؤسس المملكة الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله عندما قال: «لا غنى لنا عن مصر ولا لمصر غنى عنا»، وحرصت القيادتان بالبلدين على تمتينها في جميع جوانبها.
وتابعت الصحيفة، أن زيارة الرئيس السيسي للرياض، لها بُعد إستراتيجي خاص، ستختلف عن زياراته السابقة، باعتبار أن هذه الزيارة تدشين لشراكة وتحالف إستراتيجي بين البلدين طويل المدى، في ظل الظروف الخطيرة التي تمر بها الأمة العربية، والتي تتطلب تنسيقًا«سعوديًا – مصريًا» عالي المستوى، فضلًا عن أن الزيارة تأتي ردًا عمليًا ومباشرًا على المغرضين الذين فشلوا فشلًا ذريعًا في تعكير هذه العلاقات الضاربة في الجذور بفضل حنكة وحكمة القيادتين السعودية والمصرية.
وأوضحت الصحيفة، أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، سيعقد جلسة مباحثات مستفيضة مع الرئيس السيسي، تتركز في تعزيز الشراكة بين البلدين في جميع الميادين السياسية، والاقتصادية، والاستثمارية، والتجارية، وتفعيل الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها خلال زيارة الملك سلمان، إلى مصر العام الماضي، وسيعقد الوزراء المرافقون للرئيس السيسي، سلسلة من الاجتماعات مع نظرائهم السعوديين.
وقالت: «إن الملك سلمان بن عبدالعزيز سيقيم حفلة تكريمية للرئيس السيسي والوفد المرافق له»، من جهتها، أوضحت مصادر دبلوماسية مصرية لـ«عكاظ» أن ملف الأزمة السورية سيكون حاضرًا وبقوة على طاولة البحث بين القيادتين السعودية والمصرية، مشيرًا إلى أن الجانب المصري سيشرح بالتفصيل موقف القاهرة حيال هذه الأزمة، والتي يتمحور حلها حول ضرورة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ومبادئ جنيف.
وأشارت المصادر للصحيفة السعودية، إلى أن الرئيس السيسي، سيجدد موقف بلاده حيال دعم جهود التحالف العربي في اليمن، وضرورة حل الأزمة اليمنية وفق المرجعيات التي اعتمدتها الأمم المتحدة ودعم الشرعية اليمنية، إضافة إلى تعزيز الجهود السعودية المصرية لمكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، ومنع التدخلات الإيرانية في الشؤون الخليجية والعربية، فضلًا عن القضايا ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تعتبر جوهر الصراع العربي - الإسرائيلي، ودعم جهود السلطة الفلسطينية لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وضرورة تطبيق قرارات الشرعية الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
من جانبها أكدت صحيفة الحياة السعودية، أن الزيارة تفضي إلى المزيد من الاهتمام بتوسيع آلية التشاور السياسي بين البلدين وتفعيلها، سواء في مواجهة الملفات الساخنة في المنطقة، أو في العلاقات الثنائية، وعدم السماح لأي خلاف بتعكير الأجواء.
وأشارت المصادر، إلى أن اجتماعًا للتشاور بين وزيري خارجية البلدين كان مقررًا الأسبوع الماضي وأرجئ لانشغال القاهرة بتداعيات تفجير الكنيستين في طنطا والإسكندرية، كما لم يتمكن الوزيران من تحديد موعد سريع بسبب ارتباط وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بزيارة موسكو، والوزير المصري سامح شكري بزيارة الخرطوم التي كانت تأجلت بدورها ثم أجريت قبل ثلاثة أيام.
وتابعت الصحيفة في تقريرها: تنظر القاهرة باهتمام إلى القمة المصرية- السعودية اليوم، وأشارت مصادر دبلوماسية إلى التفاهم الذي جرى بين الملك سلمان والسيسي على هامش القمة العربية في البحر الميت في مارس الماضي.
وكشفت المصادر، أن لقاء قمة عمان، تجاوز الدعوات إلى اتفاق على تفعيل التشاور السياسي والحرص على التنسيق المشترك في مجمل القضايا، كما بحث في تفعيل الآليات المتعلقة بتعزيز الصداقة على المستوى الثنائي، وإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الاقتصادية بعد الطفرة التي أعقبت زيارة خادم الحرمين الشريفين القاهرة في أبريل من العام الماضي، وتم خلالها التصديق على 17 اتفاقية، دخل كثير منها حيز التنفيذ، إضافة إلى توافق الزعيمين على أهمية تعميق الرؤى المشتركة تجاه قضايا المنطقة.
وأوضحت المصادر، أن هناك بنودًا عدة على جدول أعمال قمة الرياض، على رأسها: العلاقات الثنائية، الأزمة اليمنية، مكافحة الإرهاب، والوضع في سوريا وليبيا، والقضية الفلسطينية.
ونوهت المصادر، بانخراط مصر كعضو أساسي في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، والبحث في تطوير عمل التحالف نحو تحقيق حسم الوضع المتردي في اليمن، وكذلك بحث توسيع حجم المشاركة اللوجستية والسياسية في التحركات الجديدة مع الولايات المتحدة بعد زيارة وزير الدفاع الأمريكي المنطقة.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية المصري السفير سامح شكري، لـ«الشرق الأوسط»، إن زيارة الرئيس للرياض تأتي في إطار تفعيل آلية التشاور والتنسيق من أجل التعامل مع الأوضاع الإقليمية وكذلك دعم العلاقات الثنائية وأبعادها المختلفة.