نكشف مصدر فيديو المجموعة 103.. وخطة داعش لإشعال الفتنة القبلية في سيناء
السبت، 22 أبريل 2017 06:21 م
أوشك تنظيم داعش الإرهابي على السقوط، وإعلان الهزيمة، في جميع المناطق التي وصل إليها نفوذ عناصره، وفي مقدمتها العراق، وسوريا.
ولم يبعد الأمر كثيرا في سيناء التي تخوض فيها القوات المسلحة، حربا ضروسا، ضد العناصر الإرهابية، التي انتمت يوما ما إلى تنظيم بيت المقدس، الذي بايع داعش، وأعلن الانتماء إليه تحت اسم «ولاية سيناء».
وإزاء هذه التطورات، وقرب سقوط التنظيم الإرهابي الأخطر خلال العقدين الماضيين، بدأت قياداته في إلقاء ورقتهم الأخيرة، لعلها تنقذهم من المأزق الذي يعيشونه، بعد الخسائر الفادحة التي أوقعها الجيش المصري، في صفوفهم، وهي إثارة الفتنة القبلية بين العائلات السيناوية، وهو ما ظهر جليا، بعد الكشف عن فضيحة الفيديو المفبرك، الذي تظهر فيه عناصر ترتدي أزياء تشبه رجال القوات المسلحة، وهم يركتبون عددا من الجرائم تجاه المدنيين.
وكشفت مصادر قبلية في سيناء، لـ«صوت الأمة»، عن مصدر هذا الفيديو المفبرك، الذي تم نشره، ونسبته إلى القوات المسلحة، كاشفة عن أن عناصر تنظيم داعش، هي التي تولت توصيله لفضائيات الإخوان، من أجل إعداده للنشر، بالوسائل التكنولوجية الحديثة، تزييفه، بما يسيء للقوات المصرية.
وأوضحت المصادر، أن هذا الفيديو كان مسجلا على هاتف أحد شباب القبائل، خلال فترة اشتعال المواجهات المسلحة، بين الإرهابيين، وعدد من القبائل في مقدمتها قبيلة الترابين، عقب عمليات خطف متبادلة بينهم، مضيفة: أصل الفيديو يعود إلى عملية نفذها شباب القبائل، لإعدام عدد من عناصر التنظيم الإرهابي، المتورطين في الهجوم على هذه القبائل، وخطف، وتصفية عدد من رجالها.
وتابع: عناصر داعش وجدوا هذا الفيديو، على هاتف أحد الشباب الذي سقط أيديهم، من بين الذين انضموا للمجموعة 103 عقب تشكيلها، وهي مجموعة من البدو أبناء القبائل يقومون بحماية أنفسهم بأنفسهم، وهم من تواصلوا مع فضائيات الإخوان، وسلموه لهم لتزييفه، ونشره بالشكل الذي يسيء للجيش المصري.
ومن المعروف أن سيناء تضم 15 قبيلة، هي: السواركة، الترابي، البياضية، بلي، الملاعبة، الأخارسة، العقايلة، السماعنة، العيايدة، الدواغرة، الرميلات، الرياشات، المساعيد، العكور، الفواخرية، وتضم جميعها حوالي 300 ألف نسمة، وتمد كل منها نفوذها على مساحة من الأراضي، ويتم تبادل السلطة، والنفوذ على عدد آخر من هذه الأراضي.
ويقول إبراهيم أبوغريب، من أبناء قبيلة الريشات، إن تنظيم داعش الإرهابي، يحاول منذ فترة، فتح باب جديد للصراع بين القبائل في سيناء، عن طريق عدد من عمليات خطف، شيوخ، وأبناء القبائل، وتصفيتهم، بالإضافة إلى الفيديو المفبرك، الذي زعموا أنه لعناصر تابعة للجيش المصري.
وأوضح لـ«صوت الأمة»، أن داعش يهدف إلى فتح جبهة جديدة من الصراع على الأرض، تدخل فيها القبائل طرفا من أجل توسيع رقعة العمليات المسلحة، وبالتالي إطالة أمد الصراع، بما يسمح لهم بالإفلات من الخنق الضيق، الذي باتوا محاصرين داخله.
ولفت «أبوغريب»، إلى أن عمليات الخطف، والتصفية التي تجري حاليا، من قبل التنظيم، التي وصلت إلى خطف، وتصفية ما يقرب من 400 مواطن حتى الآن، بينهم عدد كبير من شيوخ القبائل، يعد محاولة لإثارة الفتنة، ودفع هذه القبائل إلى الاقتتال فيما بينها، بحثا عن أبنائها، وحماية لهيبة شيوخها.
وكانت قبيلة الترابين هي أول من دخل في مواجهات مباشرة مع عناصر داعش في الشيخ زويد، ورفح، بعد أن أقدم التنظيم على خطف، وتصفية 3 من أبنائها.
ودارت بين الجانبين اشتبكات ضارية، بمنطقة العجراء؛ انسحبت على أثرها عناصر التنظيم منهزمة، قبل أن تغتال أحد رموز القبيلة، وهو رجل أعمال يرأس مجلس إدارة شركة "مصر سيناء" للاستثمار.
بدوره يرى الشيخ عبدالحميد سليم، من قبيلة الأخرسة، أن خطط تنظيم داعش لإثارة الفتنة القبلية، سواء بعملياته الهجومية ضد القبائل، أو بفبركة الأخبار، والفيديوهات المزيفة، أمور باتت مكشوفة، ولا تنطلي على أهالي سيناء، التي تضم عقلاء، وحكماء، يمكنهم السيطرة على مثل هذه المواقف الدقيقة.
وأضاف لـ«صوت الأمة» أن الجميع يدركون أن أي صراع مسلح بين القبائل، وعناصر داعش، في سيناء، ستكون مرشحة للاتساع، وقوع فتنة قبيلة، غير مسبوقة، مشددا على أن هذا الاحتمال يلقى يقظة تامة من شيوخ القبائل السيناوية.