مافيا السوق السوداء تداهم موسم القمح وأصحاب حظائر التسمين بالدقهلية
السبت، 22 أبريل 2017 01:11 ص
السوق الموازية «السوداء»، لعبة الفاسدين للعب بالبسطاء ليغتني الفاسد على حساب الفقير الذي يزداد فقرًا بزيادة غني المحتكر، وتتعدد أساليب الممارسات الاحتكارية والفاسدة لدعم السوق السوداء، أبرزها ما يقوم به الموظفون بالدقهلية بما يشبه «المافيا»، حيث يمنعون وصول الدعم إلى مستحقيه في صرف النخالة الخشنة «ردة تسمين الماشية» لأصحاب الحظائر المؤمن عليها، لدى كثير من شكاوى الفلاحين، وتوقف عمل شون جمع القمح من الفلاحين ما يجبر بعض الفلاحين إلى البيع للوسيط.
من جانبهم عبّر عدد من الفلاحين من أصحاب حظائر تسمين الماشية ومزارعي القمح عن استيائهم من توقف مطاحن السادات بالدقهلية عن صرف مخصصاتهم من الردة الخشنة التي يستخدمونها في تسمين الماشية المؤمن عليها والمخصص لها صرف كميات مدعومة بنصف السعر، بثمن 1550 جنيها، بدلا من 3500 جنيه في السوق السوداء.
وقال أحمد صلاح أحمد عثمان، فلاح من مدينة تمي الأمديد بمحافظة الدقهلية، إنه قام بالتأمين على حظيرة مواشي منذ سنوات، وانتظم في صرف مخصصاتها من النخيلة ليتوقف الأمر فجأة منذ شهور.
وأضاف عثمان، لـ«صوت الأمة»، أنه خلال توجهه لمطاحن السادات وتردده عليها منذ سنوات لاحظ وجود شلة من الموظفين يتلاعبون بالفلاحين، وذلك لتحقيق مصالحهم على حساب البسطاء ولدى قيامهم بنفس الأمر قام شخص اسمه الدكتور محمد من أجا بتهديدهم بأنه سوف يتوجه بالشكوى ضدهم فقاموا بصرف حصته، لافتا إلى أن الموظفين هناك لا يقيمون وزنا لأحد سوى العميد باهي، مدير مباحث التموين، حيث يعاملون الناس بشكل جيد ويصرفون المخصصات في وجوده وبعد انصرافه تعود المعاملة السيئة، خاصة أنه يستمع لشكاوى الناس ويساعدهم في حلها.
وأشار عثمان، إلى أن هناك وساطة في الصرف، مع قيام بعض الجمعيات التي شكّلها الأهالي تصرف 600 طن في الشهر، مثل جمعية الأورمان بمركز السنبلاوين لقوتها، بينما لا يستطيع فلاح وحده صرف مخصصاته دون واسطة.
وأوضح عثمان، أنه سوف يطحن القمح الذي ينتظر حصاده قريبا للمواشي؛ لكونه نفس سعر العلف الحيواني المخصص لحظيرته والذي فشل في الحصول عليه مع توقف عمل شونة تمي الأمديد التابع أرضه منذ عامين عن العمل؛ بسبب ترابية تربتها وتعرضه للخسائر في جلب العلف وبيع محصوله للتجار الوسطاء.
وأكد أحمد محمد العيسوي، وشقيقه محمد، وهما شريكان في حظيرة مواشي كبيرة بالدقهلية، المعاناة التي يواجهانها في الحصول على علف المواشي الخشن من المطاحن، بحجة أن الجهة المعنيّة شكّلت لجانا للتأكد من وجود حظائر حقيقية للصرف بشكل واقعي والتي تمر كل يوم أحد على الحظيرة التي تقدم صاحبها بطلب للصرف، حيث ينتظرانها منذ أسابيع ولم تأت.
وأضاف العيسوي، أنهما قاما بالتأمين على الحظيرة منذ 5 سنوات وتوقف الصرف ديسمبر الماضي، لكمية 49 كيلو لكل رأس حيوانية، وتم التأمين عليها بمبلغ 100 جنيه.
فيما قال أحمد محمد متولي شبارة، فلاح من قرية كفر الأمير عبدالله بن سلام، إن شونة توريد الأقماح متوقفة منذ عامين لكون أرضها ترابية، ويتبعها 24 جمعية زراعية حيازة الواحدة منها لا تقل عن 5 آلاف فدان، حيث وعدت الإدارة بتجهيزها قبل الموسم المقبل الذي أصبح على الأبواب، وذلك برصف تربتها للحفاظ على مستوى الأقماح وعدم تلويثها.
وأضاف شبارة، لـ«صوت الأمة»، أن أقرب شونة تبعد 15 كيلو مترا، نضطر إلى الذهاب إليها مرتين إحداهما بالحصول على الأجولة الخيش فارغة للعودة بها معبأة وهو أمر يصعب تحققه، ما يضطر للبيع للوسطاء الذين يتربحون في أيام مالا يتربحه الفلاح طوال العام، ودفع البعض لتقديم القمح للحيوانات لكون ذلك يوفر سعر العلف ويقلل من خسائر زراعة القمح.
من جانبه أكد العميد باهي زقزوق، مدير مباحث تموين الدقهلية، لـ«صوت الأمة»، أن الإدارة تعمل على إنهاء مشكلة صرف مخصصات الردة خلال أيام، حيث يشرف على توزيع الكمية الموجودة على كل المتقدمين للصرف بنسب واحدة حتى لو وصلت إلى 50% من حصتهم ليستفيد الجميع دون تلاشي أحد.
وأضاف مدير مباحث تموين الدقهلية، أنه اضطر إلى تقليص بعض كميات مصانع خاصة وحكومية لحل الأزمة، مؤكدا أنها سوف تُحَل خلال أيام قليلة، مشيرا إلى أنه التقى مجموعة من الفلاحين أمس وساعدهم في صرف مخصصاتهم.
وعن إغلاق شون الأقماح، قال «زقزوق»، إن الوزير يرفض عمل شون أرضها غير ممهدة والشون الترابية للحفاظ على المحصول في الكم والجودة، مضيفا أنه سيتابع الانتهاء من رصف أرض الشون المغلقة حتى تعود إلى العمل لضمان راحة المزارعين، لافتا إلى أنه يمكن لعدد من الفلاحين توريد القمح في شونة أخرى باسم أحدهم في حمولة واحدة توفر تكلفة النقل بعد تجميعها.