هل تقاطع الجاليات المسلمة انتخابات الرئاسة الفرنسية؟
الجمعة، 21 أبريل 2017 10:08 م
تعيش الجاليات المسلمة في فرنسا حالة من الترقب والقلق، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقرر لها الأحد المقبل، تزامنا مع مطالبات عمدة مسجد باريس الكبير، دليل أبو بكر، الجالية المقيمة هناك، بالتصويت في الانتخابات، والمشاركة في الاستحقاق الرئاسي واختيار المرشح الذي يدافع عن مبدأ التآخي بين المواطنين بدلا من الكراهية والفرقة، وذلك وفقا لما جاء في مقال نشرته جريدة «لوموند» الفرنسية.
لافتات تدعو المسلمين في فرنسا إلي مقاطعة الانتخابات الرئاسية، ألصقت إلى جانب المساجد المتواجدة في ضاحيتي العاصمة باريس ليميل بريفان وكريتيل، وذلك قبل يومين من إجرائها، وذلك طبقا لما نقلته وكالة الأنباء «إينا» عن جريدة «لوباريزيان».
مرت على فرنسا عددا من الهجمات الإرهابية، التي استهدفت المنشآت الحيوية والمارة، وأسقطت مزيدا من الضحايا، وكان آخرها واقعة إطلاق نار في الشانزلزيه وأصابت عدد من المواطنين، الحوادث الإرهابية، استثمرها مرشحي اليمين المتطرف الذي ذاع صيتهم ما دفعهم إلى مهاجمة الجاليات المسلمة سواء من أصول عربية أو فرنسية، لكسب تأييد الناخبين بتصعيد ظاهرة الإسلاموفوبيا في هذا التوقيت.
تشير الإحصائيات إلى عزوف الجاليات العربية والمسلمة عن المشاركة في الإدلاء بأصواتهم، أو الانحياز إلى صالح مرشح بعينه، وذلك بسبب عدم توجيه أيا من المرشحين خطابا يتبنى قضاياهم أو همومهم، بجانب صعود نجم مرشحي التيار اليميني المتطرف وتصدره المشهد، وتوعد الجاليات المسلمة التي تعيش هناك.
ماريان لوبان
تاريخ ماريان لوبان، اليمينة المتطرفة، مليء بالعنصرية ضد الجاليات المسلمة في فرنسا، ظهر ذلك جليا في سلسلة من تصريحاتها المعادية للإسلام، وتستعرض «صوت الأمة» بعض منها:
وعدت ماريان لوبان، بتجميد جميع مشاريع بناء المساجد في فرنسا حتى يتم التحقق من مصادر تمويلها، وإصدار قوانين إضافية لمنع ارتداء الزي الديني للرجال والنساء في المدارس ليشمل الأماكن العامة، ومنع الحجاب والنقاب، بحسب ما ذكرته وكالات الأنباء.
وتواجه مرشحة اليمين، قضية في ساحات المحاكم بتهمة «التحريض على الحقد العرقي»، في أكتوبر المقبل، على هامش تصريحها بوصف صلاة المسلمين في الشارع بـ«الاحتلال النازي» لفرنسا، فيما رفضت لوبان الخضوع لأي تحقيق قبل انتهاء الانتخابات الرئاسية، حسبما ذكر موقع «فرانس 24».
وتدعو زعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف في فرنسا إلى منع ذبح الحيوانات وفق الشريعة الإسلامية، وبيع اللحم أو تقديمه في المطاعم على أنه «حلال».
ورغم مواقفها العدائية تجاه المسلمين، إلا أن استطلاعات الرأي أظهرت تقدم «لوبان»، وتصاعد فرص فوزها بالدورة الأولي من الانتخابات الرئاسية علي مرشحيها، وفقا لما ذكرته شبكة «بي بي سي» البريطانية.
فرانسوا فيون
المرشح الفرنسى لتيار اليمين فرنسوا فيون، أحد أبرز المرشحين لخوض الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وكانت له عدد من التصريحات العدائية ضد المسلمين، ويزعم في كتابه أن «الاجتياح الإسلامي الدامي» ينذر بحرب عالمية ثالثة، وفقا لما جاء علي موقع «فرانس 24».
وكانت أحد تصريحاته المثيرة علي هامش هجوم الشانزلزيه، خلال لقاءه مع إذاعة «أر تى ال» الفرنسية حيث قال: «على كل مسلم في البلاد أن يعيش بسلام ويقضى فروضه وطقوسه الدينية كاملة دون أن يحاول فرضها على قواعدنا العلمانية، فنحن في حالة حرب وكل شي متاح لنا».
اقتحام المساجد
تواجه الجاليات المسلمة إجراءات تعسفية في إطار عنصري، تجعلهم يعزفون عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية، حيث اقتحمت عناصر من الشرطة الفرنسية، منتصف شهر مارس الماضي، مسجد «كليشى لاجارين» شمال غرب باريس والاشتباك مع المصلين، وطردهم خارجه، واستندت الشرطة في قرار اقتحامها وإخلاء المكان، لتنفيذ حكم قضائي حصلت عليه بلدية باريس لتحويله إلى مكتبة.