أحمد الطيب: الجماهير تشعر أن هناك حملة ممنهجة ضد الأزهر

الجمعة، 21 أبريل 2017 11:56 ص
أحمد الطيب: الجماهير تشعر أن هناك حملة ممنهجة ضد الأزهر
الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر
منال القاضي

قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن جماهير العامة، فضلًا عن الدارسين والمختصين، أصبحت تشعر بأن هناك حملة ممنهجة من بعض الإعلام على الأزهر الشريف.
 
وأضاف «الطيب»، خلال حديثه الأسبوعي، الذي يذاع اليوم الجمعة، على الفضائية المصرية، أن من يقومون بالحملة على الأزهر طائفتان، الأولى تعلم أن ما يروِّجونه في برامجهم ليس حقيقيا ولا أصل له، وإنما هو فرصة في هذه الظروف لجذب المشاهد ولكثرة الإعلانات.
 
وأشار إلى أن هناك تزييفا للوعي يحدث كل ليلة، لأن المُشاهد حين يسمع دائمًا وفي أكثر من برنامج أن الأزهر مناهجه إرهابية، وأنه هو الذي يخرج الإرهابيين، فهذا الأمر يشد الناس، وربما كان طُعمًا يبتلعه البسطاء ضحايا هذا التزييف، ولكن هكذا صناعة الإعلانات تبحث كلها عن المال، ولو بالمواد والإعلانات التي تضر بتربية بالفرد والمجتمع.
 
ولفت إلى أن ما يحدث الآن من تناول الأزهر يوميًا يهدف إلى جذب المشاهدين وزيادة عددهم وإثراء مجموعة قليلة، تفهم جيدًا أن هذا الكلام ليس حقيقيًّا، لكن هو مصيدة للثراء على حساب المشاهد البسيط الفقير، وهذا إن جاز في الحضارة الغربية التي تحكمها الجوانب المادية البحتة، لا يجوز في الشرق.
 
وأكد إلى أن الحضارة الشرقية يحكمها الخلق والدين، مشيرًا إلى أن المجتمعات من الناحية النفسية السيكولوجية وكأرض وكتاريخ وتراث، لها قيم تحركها وتحكم تصوراتها، وهي تعيش في انسجام تام مع هذه القيم، ولكن ما يحدث الآن هو إبعاد لهذه القيم وإحلال أخرى غريبة باتت هي المحرك لتلك المجتمعات، كقيمة المال وقيمة المصلحة والغرض، وهذا ما أحدث في المجتمع نوعًا من عدم الاستقرار ونوعًا من الانفصام الشخصي، الذي يؤدي بالضرورة إلى فقدان التوازن الذي يؤثر في سلوك الفرد والمجتمع.
 
وتابع الأمام الأكبر: الطائفة الثانية من المهاجمين للأزهر في بعض وسائل الإعلام، ممولة ممنهجة تتصيد وتفتعل الصراعات بين الثوابت الفكرية والعقائدية للمجتمعات مع الحضارة المادية الجديدة؛ لتنفذ مخططات مدروسة لهدم كل ما هو أصيل في هذه الأمة، وفي المقدمة مؤسسة الأزهر الشريف؛ لأن دعاة هذه الفتن يؤمنون بمفاهيم حضارية متسلطة لا تطيق أن يكون بجوارها في العالم حضارة أخرى مختلفة عنها، على الرغم من أن هناك حضارات كانت تتعايش ويستفيد أهلها بعضهم من بعض.
 
وقال الإمام الأكبر، إن ما يحدث الآن من الهجوم المتكرر على الأزهر والكذب عليه هدفه ترسيخ هذا الكذب في عقول الناس ليصدقوهم، ولذلك يجب أن يكون الناس على علم بهذه الخلفيات وهم يرون هذه البرامج التي تفتري على الأزهر الذي هو عامل للاستقرار في هذا المجتمع، بل في كل المجتمعات الإسلامية.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق