3 مليارات جنيه فاتورة شراء الفسيخ والأسماك المملحة في شم النسيم
الأربعاء، 19 أبريل 2017 04:00 ص
دائمًا ما ترتبط المناسبات الاجتماعية عند المصريين بنوع معين من الأكلات التي يحرصون على إعدادها وتناولها بالتزامن مع هذه المناسبات، وتأتي على رأسها الأسماك المملحة التي كانت حاضرة بقوة على مائدة طعام المصريين خلال الأيام الماضية، وعلى الرغم من التحذيرات الطبية التي شددت على عدم تناولها، وحملات المقاطعة التي تم تدشينها على مواقع التواصل الاجتماعي«فيس بوك»، المطالبة بمقاطعة الشراء بهدف إجبار التجار، إلا أن تلك المناشدات تم تجاهلها أمام عشق المصريين بمختلف طبقاتهم لهذه الأكلات التي تعتبر من الطقوس الرئيسية للاحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم.
الدكتور عادل عامر مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية أكد:«أن استهلاك مصر من الأسماك العام الحالي في شم النسيم يبلغ نحو 120 طن ما يعادل3 مليار جنيه، بسبب ارتفاع الأسعار بنحو 50% عن العام الماضي نتيجة اختلاف سعر الدولار عن العام الماضي بسبب تحرير سعر الصرف، خاصة وأن مصر تعد من الدول الأولي في استيراد الأسماك المرتبطة بشم النسيم، لارتباطها بعادات المصرين في تك المناسبة، لأن مصر تستورد هذه الأسماك من هولندا والنرويج، بالإضافة لانتاج المصانع المحلية التي تبلغ نحو 30 مصنعا، مرتبطة بمناسبة شم النسيم بخروج الأسر المصرية للرحلات إلى المحافظات الساحلية أو المراكب النيلية والبواخر السياحية والمتنزهات والحدائق العامة والفنادق في المدن السياحية مع أكل هذه النوعية من الأسماك، الذي يعد أحد الطقوس الاجتماعية التي يحرص المصريون على الاحتفال بها دائما.
وأضاف«عامر» في تصريحات لـ«صوت الأمة»:«أن أسعار الفسيخ ارتفعت هذا العام من 110 جنيهًا للكيلو إلى 160 جنيهًا للكيلو، مقارنة بالعام الماضي التي كانت تتراوح فيها الأسعار بين 65 جنيهًا إلى 100 جنيهًا، وارتفاع أسعار رنجة شمس، التي تعتبر أشهر أنواع الرنجة المباعة في الأسواق المصرية يتراوح سعرها من 70 إلى 80 جنيها للكيلو، وأسعار الملوحة تتراوح أسعارها من 100 إلى 120 جنيهًا للكيلو، كما تتراوح سعر الكيلو الفسيخ البوري الممتاز ما بين 75 و95 جنيهًا، كما سجل كيلو السردين البلدي المملح ما بين 30 و35 جنيه».
وأوضح عامر:«أن التجار يبدؤون في زيادة أسعار الأسماك خلال الأيام التي تسبق شم النسيم نتيجة لارتفاع الطلب على الكميات المعروضة، وهو ما يؤثر في معدلات الإنفاق أن عيد شم النسيم، يأتي مع احتفال المسيحيين بعيد القيامة، وبالطبع يساعد كل ذلك التجار على رفع أسعار البيض والأسماك وبالتالي زيادة معدلات الإنفاق»
وتابع: «أن ارتفاع الدولار أمام الجنيه ونقص المعروض العالمي ونقص واردات مصر من الأسماك المجمدة الطازجة تدفع أسعار الفسيخ والرنجة والأسماك المملحة بأنواعها إلى الارتفاع بنحو 20 إلى 40%، أن الواردات من الأسماك بأنواعها شهدت خفضاً مقداره 64% خلال الربع الأول من السنة مقارنة بالربع الأول من العام الماضي».
ولفت «عامر» إلى أن:«خفضًا كبيرًا حصل في حجم الاستيراد الخارجي خلال الشهور الماضية وذلك بنسبة تجاوزت 80%، إذ لم يتعد حجم الاستيراد من الأسماك خلال مارس الماضي نحو 1000 طن فقط، وفي فبراير نحو ألفي طن،في مقابل متوسط شهري يساوي 15 ألف طن العام الماضي».
وكشف«عامر»: «أن الفترة الماضية شهدت زيادة في استيراد الأسماك المملحة لاستقبال أعياد الربيع التي يزيد فيها حجم الاستهلاك، أن الرنجة تعتبر الأعلى في فاتورة الاستيراد، وأن مصر استوردت العام الماضي بنحو 100 مليون دولار (1.8 مليار جنيه)، أسماك هرنج وماكريل المستخدمة في الفسيخ والرنجة. وهذا العام بلغ معدل الاستيراد 200 مليون دولار، في ظل الارتفاع الكبير للدولار عن مثيلة العام الماضي الذي كان سعر 8.8 جنيًها مصري وهو ما يفسر ارتفاع أسعار الأسماك المملحة الحالي بصورة كبيرة، نظرًا لانخفاض حجم الواردات عن الأعوام السابقة، بجانب تأثير ارتفاع سعر الدولار خاصة على الرنجة التي يتم استيرادها من الدانمارك وهولندا تحديدًا».
وعن ارتباط البيض الملون باحتفالات المصريين بأعياد شم النسيم قال مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية:«كان البيض يرمز لدى المصريين القدامى إلى خلق الحياة، لذا كان يعدّ أكل البيض في الاحتفال بقدوم الربيع من الشعائر المقدسة، وقد كان المصريون ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد ويضعونه في سلال من سعف النخيل يعلقونها في شرفات المنازل أو على أغصان الأشجار لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم»، مضيفًا: «أما عادة تلوين البيض بمختلف الألوان،تقليد متبع في جميع أنحاء العالم، كما يرجع تناول الأسماك المملحة في شمّ النسيم، للفراعنة، الذين كانوا يعتبرونه رمز الخصوبة، وكانوا يدفنون موتاهم مصحوبين بـ«الفسيخ»، اعتقادًا منهم أنهم إذا ما عادوا للحياة فسيجدون ما يأكلونه»
وأضاف «عامر»:«أن السمك المملح أصبح جزأ من الأطعمة التقليدية خلال الاحتفال بشم النسيم لدى الأسرة الفرعونية الخامسة عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل - نهر الحياة - وقد كان للفراعنة عناية بحفظ الأسماك وتجفيفها وتمليحها، كما يشكّل البصل الأخضر جزءًا أساسيًا آخر من مائدة شم النسيم، وقد بدأ استخدامه لدى الأسرة الفرعونية السادسة حسب ما ورد في إحدى أساطير مدينة (منف) القديمة، التي تروي أنّ أحد ملوك الفراعنة كان له طفل وحيد أصيب بمرض غامض، فاستدعى الملك الكاهن الأكبر لمعبد آمون الذي نسب المرض إلى وجود أرواح شريرة تسيطر عليه، أمر الكاهن بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الأمير في فراش نومه عند غروب الشمس».
وتابع: «تأتي نسبة المنفق علي الطعام والشراب في المرتبة الأولي43.6% يليها نسب المنفق على المسكن ومستلزماته17.6% ثم نسبة المنفق علي الانتقالات والاتصالات7% تليها نسبة الإنفاق على الخدمات والرعاية الصحية6.4% ،معدل ارتفاع أسعار الرنجة والفسيخ إلى 25% في ظل عدم وجود رقابة فعالة وكافية من الحكومة، التي اكتفت بدور الشاهد اللي ماشافش حاجة في متابعة ارتفاع أسعار الأسماك والرنجة والفسيخ ،ويمثل الأغنياء بنسبة 65% من إجمالي هذا الإنفاق ويمثل الفقراء وكافة الأطياف الدونية بنسبة 35%»، مؤكدًا: «واستوردت مصر العام المــنصرم بنحو 200 مليون دولار 3.8 مليار جنيه، أسماك هرنج وماكريل المستخدمة في الفسيخ والرنجة لصالح الأغنياء لان الفقراء يأكلون ويستهلكون الأصناف المحلية الأقل سعرا ولا يقدرون على شراء هذه الأصناف المستوردة».
وبحسب مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية، فإن حجم إنفاق المصرين خلال السنوات الماضية كان علي النحو التالي :-
1- العام الماضي كان نحو 4 مليار جنيه
2- 2011 كان حجم استهلاك المصريين من الفسيخ والرنجة بنحو 1 مليار جنيه سنويا.
3- 2012 أن فاتورة الاستيراد ارتفعت قيمتها بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع الأسعار العالمية، وارتفاع سعر الدولار وطبقًا للإحصاءات وصل حجم وارادات الأسماك المملحة لنحو 78.2 طن عام 2010 ثم تراجعت إلى 13 طنا عام 2012 ، وإجمالي الإنفاق يقدر بنحو ملياري جنيه.
4- 2013 أن المصريين ينفقون ما يتراوح بين 2.25 في يوم الاحتفال بشم النسيم
5- 2014 كان حجم الإنفاق 2.75 مليار جنية
6- 2015 كان حجم الإنفاق 3.1 مليار جنية