عمال «قفط».. البطل المجهول في الاكتشافات الآثرية

الثلاثاء، 18 أبريل 2017 07:16 م
عمال «قفط».. البطل المجهول في الاكتشافات الآثرية
عمال قفط
شيماء حمدى

رجال في زي صعيدي يرفعون حضارة مصر المدفونة آلالف السنين، من باطن الأرض لرفعها أمام أنظار العالم، متخصصين في انتشال الأثار، فخبرة كل منهم تتعدى الـ 20 عاما، تجدهم كلمة السر في جميع الاكتشافات الأثرية، والتي كان آخرها اكتشاف مقبرة اليوم الثلاثاء.
 
العمال الصعايدة أيقونة مشهد انتشال الآثار خلال الفترة الأخيرة، رجال أشداء بجلاليب صعيدية، ملامح الشقي ولون الشمس صبغ وجوههم، وتمثال بسماتيك الأول خير مثال.
 
عمال قفط لم يلبسوا خلال عملهم لمقبرة قاضى المدينة، خوذه للأمان ولم يرتدوا افارول او بالطو ابيض للاناقة، طبيعتهم واعتزازهم بنفسهم وعملهم واجتهادهم أهم من المنظرة والشكليات. 
 
يقول أحد العمال القفط  الذى يبلغ من العمر٤٧ عامًا ويعمل باستخراج الاثارمنذ٢٥ عامًا بالتعاون مع البعثات الاثار الرسمية المصرية والاجنبية: «جئنا وعدد من زملائي  لنساعد البعثة المصرية في الاكتشافات الجديدة».
 
 «قفط»، مصطلح يطلق على العاملين باستخراج الاثار بشكل متخصص، ويرجع الاسم الى قرية « قفط» بقنا التي ينتمون اليها، توارثها الاجيال من ابناء المدينة، ان هذه المهنة توارثوها عن أجداده.
 
وحول ما تردد انهم غير متخصصين في العمل  قالوا: «نحن خبرة وأقل واحد فينا خبرته تصل إلى العمل ٢٥عامًا، فضلاً عن اننا نتعلم المهنة في نحو ١٠ سنوات لانها مهنة دقيقة ولابد من التعامل معها بحرص وهى مهنة توراثناها عن اجدادنا».
 
واكد بعض اهالي قفط: «انهم يعتزون بجلبابهم الصعيدى ولن يتخلوا عنه» مؤكدين «منعرفش نلبس غير الجلابية، وهى شرف لنا والعمة التي نضعها على رأسنا كرامة وشرف في اي مكان نعمل  سواء في القاهرة العاصمة أو في اي مكان بمصر سنرتدي الجلباب».
 
واضافوا: «العمة عندنا أهم من الخوذة لانها شرفنا وكرامتنا وخليها على الله»، ،هي جملة قالها أحد العمال بصوت واثق مؤكدًا« إنهم لا يمكنهم التخلي عن زيهم، حتى لو لعامل الامان اثناء عملهم، وانهم يتوكلون على الله في عملهم وأن للملابس المتخصصة لم يعتادوا عليها».
 
وكشف بعضهم: «أن اسماءهم يتم تدوينها في مقدمة كتب الاكتشافات الأثرية، حيث يتم توجيه شكر لهم لمساهمتهم الفعالة في استخراج وانتشال الاثار بطريقة متخصصة وعلمية».
وقال علي السديكي كبير العمال رئيس حفائر عموم منطقة آثار البر الغربي، انه تم  الحفر للوصول للمقبرة بأيدي العمال الصعايدة  وبمساعدة البعثة المصرية.
 
واضاف لسديكي لصوت الامة " العمال ظلوا طوال ٩٠ يوم لرفع الردم والرمل الذى كان يغطى المقبرة. "
 
ومن جانبه قال الدكتور الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، أن عمال قفط كان لهم دورا هاما فى الوصول لباب المقبرة واستخراج اثارها، وانهم مصريين خالصى الحب والانتماء للوطن وامناء على اثار مصر ومتخصصين فى عملهم  .
 
وتجدر الإشارة الى انه سبق لعمال قفط أن استخرجوا تمثال بسماتيك الاول واكتشافات المطرية،من باطن الارض لخارجها، ورفعوا رأس التمثال ورأس مصر ايضا امام العالم، فطلبتهم البعثة الالمانية بالاسم خصيصا للمساهمة فى الحدث،مؤكدين انهم  لم يساهموا بالعمل بل قاموا به قائلين "دى شغلتنا".
 
 
cefd11f2-efe1-4d42-9f56-0d68cd78e607
 

 

d6e632a4-9256-409c-8da6-ce5cbe4131dd

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة