تواضروس.. بابا الوحدة الوطنية

الثلاثاء، 18 أبريل 2017 04:25 م
تواضروس.. بابا الوحدة الوطنية
البابا تواضروس
عنتر عبداللطيف

«مع عيد دخول المسيح أورشليم نودع أحباءنا شهداء كنيسة مارجرجس فى طنطا الذين اختارتهم السماء فى يوم عيد يحملون سعف النخيل مع أغصان الزيتون ليعيدوا فيستقبلهم المسيح بنفسه لأنهم على رجاء القيامة رحلوا.. كانوا صائمين ومستعدين للأسرار المقدسة، وكانوا فى حال الصلاة مسبحين بكل قلوبهم.. فى زمن الآلام اجتازوا الآلام ليفرحوا بالقيامة المجيدة ألم الفراق يعتصرنا، ولكن أحضان المسيح تعزينا.. نتألم لرحيلهم، ولكننا لأننا نحبهم، فإنهم أحياء فى قلوبنا.. يصلون عنا وعن مسكنتنا.
 
تعزيتى القلبية لكل الأسر المتألمة وصلاتى من أجلهم ومن أجل الجرحى والمصابين ولنيافة الأنبا بولا وكل الآباء والشمامسة، والكشافة وكل الشعب فى الإيبارشية المحبة للمسيح».. هكذا تحدث البابا تواضروس بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الوحدة الوطنية عقب الحادث الإرهابى الغاشم الذى استهدف كنيستى مارجرجس بطنطا ومارمرقس بالإسكندرية.
 
البابا تواضروس صاحب المقولة الشهيرة «وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن».. هكذا أعلنها الأنبا تواضروس صريحة مدوية فى وجه كل من حاول خلق فتنة طائفية بين المسلمين والأقباط فى مصر ليستحق بجدارة لقب بابا الوحدة الوطنية وجاءت عبارته الشهيرة فى أول رد فعل له عقب قيام أنصار الجماعة الإرهابية بحرق وهدم ونهب الكنائس على مستوى الجمهورية، إثر فض اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين، قالا نصا: إن وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن، وأن الإنسان أهم من الحيطان. كما سبق للبابا تواضروس أن رفض التدخل الخارجى فى شئون مصر قائلا لا نطلب حماية من أحد مشددا على المودة التى تجمع بين مسلمى مصر وأقباطها، مؤكدًا على رفضه أى تدخل خارجى فى الشأن المصرى، قائلاً : تدخل تحت ذريعة حماية الأقباط، فنحن نرفض أى تدخل ولا نطلب حماية من أحد، نحن نحتمى بالله ثم بإخوتنا المصريين فقط.
 
وعقب تصاعد عمليات الخطف تجاه الأقباط وخاصة بعد ثورة 30 يونيو قال بابا الوحدة الوطنية: إن الدولة والأجهزة الأمنية تقوم بدورها كما لفت إلى الحمل الثقيل الواقع على كاهل الأمن وقال: إن الأمن يبذل جهودًا مخلصة وغياب الأمن للأقباط هو جزء من المشهد العام، معربًا عن توقعه عودة الأمور إلى نصابها الصحيح قريبًا.
 
وعندما تم عزل مرسى قال تواضروس: إن الجيش المصرى والقوات المسلحة هى صمام الأمان لهذا الوطن.. عاشت مصر وليحيا كل المصريين فى محبة وانسجام.
 
ولد الأنبا تواضروس يوم الثلاثاء الموافق 4 نوفمبر سنة 1952 م. «وهو نفس يوم وقوع القرعة عليه لاختياره للبطريركية عام 2012» ، ووالده كان يعمل مهندس مساحة، وكان هو الأخ الأكبر لإخوته. وتعلمت والدته التعليم الأولى فى دير القديسة دميانة، وكانت هى الأخت الأصغر لإخوتها. وكان الوالد محبًا للنظام جدًا، ومُحبًا للغتين «الإنجليزية والفرنسية»، وذلك بسبب تعاملاته مع مهندسين أجانب. وقد اهتمت والدته بارتباط الأبناء بالكنيسة وبالمدرسة، بالإضافة إلى الترابط الأسرى بينهم، فكانت أسرة عادية، عالمها هو الكنيسة والخدمة ومحبة الله والكتاب المقدس، كذلك كل أحاديث الأسرتين، بالإضافة للناحية الاجتماعية من فسح وتزاور مع الأقارب والمشاركة، وكان البيت محبًا للقراءة جدًا.
 
تنقلت الأسرة فى المعيشة ما بين المنصورة «حتى سن 5 سنوات» وسوهاج «حتى سن ما بين الثامن والتاسع» ودمنهور «1961 تقريبًا» والإسكندرية. وله ثلاث أخوات «أخت أكبر توفيت فى سن صغيرة وأخت أصغر بثلاث سنوات «هدى»، وأخرى أصغر بـ11 أو 12 عاما «دينا» ولدت فى دمنهور، ورحلت حوالى عام 2009» ، وتوفى والده يوم 3 يونيه 1967 «صباح أول يوم امتحان الإعدادية للفتى وجيه، وقبل الحرب بيومين».
 
وهناك قصة أُشيِعَت عن زيارة الأسرة وقت طفولة البابا إلى البابا كيرلس السادس، بأنه ربت على كتفه وقال له : «سيكون لك شأنٌ عظيم» -وفق موقع كنسى- ولكن هذه القصة غير سليمة، حيث يقول قداسة البابا إن ما حدث كان كالتالى: أنه وهو فى المرحلة الثالثة أو الرابعة الابتدائية عندما كانوا ما زالوا أغرابا فى دمنهور، ذهبت الأم يوم أحد بطفلها إلى البابا كيرلس وقت رسامة شمامسة لرسامته شماسًا، ولكن أخرجه كبير الشمامسة بحِدة من الطابور لكونه غريبًا.. ورجعت الأم باكية إلى المنزل، ولم يشعر الطفل بأهمية الموقف، وعندما حضر الوالد من العمل ووجدها فى هذه الحالة، ففى إطار تطييب الخاطِر لها، قال لها : «بكرة يرسموه أسقف».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق