طريق الحرير فرصة لإنعاش قطاع الطاقة

الإثنين، 17 أبريل 2017 09:00 م
طريق الحرير فرصة لإنعاش قطاع الطاقة
براميل بترول - أرشيفية
محمد المسلمى

بدأت بكين عملية تشغيل خط أنابيب خام إلى جنوب غرب الصين من خلال جارتها ميانمار، بعد سنوات من التأخير، وهو ما يسمح لثانى أكبر مستهلك للبترول فى العالم بتلقى إمدادات أسرع من الشرق الأوسط وأفريقيا.

وذكرت وكالة الأنباء الصينية، أن ناقلة من طراز سويزماكس، التى يمكن أن تحمل 140 ألف طن مترى أى "حوالى مليون برميل من البترول الخام" بدأت عملية التفريغ لخط الأنابيب يوم الاثنين فى جزيرة ميانمار.

وقال وانغ دونغ جين، رئيس شركة «بتروتشاينا» الشهر الماضى، إن العمليات على الخط التى أنجزت فى عام 2014 والتى كان مقرراً أن تبدأ فى نفس العام بعد أن وافقت حكومة ميانمار على خفض رسوم العبور.

وذكرت وكالة أنباء «بلومبرج»، أن هذا الرابط الذى يسمح للصين باستيراد البترول الخام من الشرق الأوسط وأفريقيا دون الاضطرار إلى الشحن عبر مضيق ملقا، وبحر الصين الجنوبى يعد جزءاً من البنية التحتية لطريق الحرير الذى اقترحه الرئيس شى جين بينغ، وخطة تنمية التجارة الممتدة عبر آسيا إلى أفريقيا وأوروبا.

وقال فان هونغ وى، أستاذ العلاقات الدولية فى جامعة «شيامن» فى ميانمار، إن هذا التحرك قد يبعث برسالة إلى تلك الدول التى ما زالت مترددة حول ما إذا كانت ستشارك فى هذه المبادرة التى تعد أهم استراتيجية وطنية للصين، ويمكن أن تحقق فوائد اقتصادية لجميع المشاركين.

وبدأت العمليات التجريبية فى عام 2015 على خط أنابيب يبلغ طوله 771 كيلومتراً، وهو مصمم لحمل 22 مليون طن من البترول الخام سنويًا أى حوالى 442 ألف برميل يومياً.

ويمكن أن تحصل ميانمار على مليونى طن من البترول الخام سنوياً من هذا الخط.

وأوضح سوريش سيفاناندام، مدير أبحاث فى شركة «وود ماكينزى المحدودة»، أن ميانمار قد تحصل على كمية صغيرة من البترول وبعض الإيرادات من رسوم التخزين إلى جانب رسوم تعريفة خطوط الأنابيب فى حين أن الخبرة الصينية فى بناء البنية التحتية للطاقة ستجلب فوائد كبيرة للبلاد فى وقت لاحق.

أضاف سيفاناندام، أن ميانمار تنمو بسرعة كبيرة وقد تحتاج إلى المزيد من مصافى البترول عاجلاً وليس آجلاً.

وأشار إلى أن عملية بناء البنية التحتية للطاقة يجب أن تساعدهم على تلبية الطلب المحلى المتزايد على المدى الطويل.

وكشفت بيانات تتبع السفن التى جمعتها «بلومبرج»، أن ناقلة «سويسماكس المتحدة ديناميك» وصلت إلى ميانمار يوم 9 أبريل الجارى بعد تحميل البترول من ميناء جيهان فى تركيا يوم 5 مارس الماضى.

وينتهى خط الأنابيب فى مقاطعة «يوننان»، الصينية حيث قامت شركة «بتروتشاينا» ببناء مصفاة لتكرير البترول قادرة على معالجة 13 مليون طن سنوياً أى حوالى 261 الف برميل يومياً من البترول الخام.

وقال وانغ، إن أكبر شركة للبترول والغاز فى الصين تجرى محادثات مع شركة البترول السعودية حول الاستثمار فى المحطة التى ستبدأ عملياتها يونيو المقبل.

وانتهت شركة «بتروتشاينا» من بناء المصفاة فى «كونمينغ» عاصمة المقاطعة منذ حوالى ستة أشهر، وتنتظر بدء عمليات توصيل الأنابيب.

وبمجرد أن تبدأ عملية تشغيل المصفاة من المرجح أن يزيد صافى صادرات البلاد من المنتجات المكررة التى ارتفعت إلى رقم قياسى شهرى قدره 2.85 مليون طن فى نوفمبر.

ووقعت الصين وميانمار على اتفاقية حول خط الأنابيب، بالإضافة إلى 8 وثائق تعاون أخرى بعد محادثات دارت بين الرئيس الصينى ونظيره الميانمارى، أثناء زيارته إلى الصين الأسبوع الماضى.

وارتفعت واردات الصين من البترول الخام بنسبة 14% العام الماضى وهى أسرع وتيرة سنوية منذ عام 2010 وسجلت رقماً قياسياً فى ديسمبر بلغ 8.6 مليون برميل يومياً.

وقال تيان مياو، المحلل فى شركة «نورث سكوير» المحدودة فى بكين، إن هذا التوسع يفتح قناة أخرى للصين لتنويع واردات البترول.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة