أهالي الغربية يتحدون الإرهاب بـ «الفسيخ» (صور)
الأحد، 16 أبريل 2017 06:17 مكتب- شيماء النقباسي
«البوري النهري أفضل أنوع السمك لعمل (الفسيخ).. شم النسيم موسم والناس كلها بتشتري (الفسيخ والملوحة والرنجة) ولازم طبعًا البصل الأخضر».. بهذه الكلمات بدأ عم سيد عبد العال، صاحب أقدم محلات صناعة الفسيخ في وسط الدلتا، محافظة الغربية.
عن أسرار صناعة «الأسماك المملح»، يقول عم «سيد»: «صناعة الملوحة تبدأ باختيار نوع السمك وهو البوري النهري، فهو الأفضل لعمل الفسيخ، ثم غسله وتنظيفه جيدا، وإرساله للمصنع لغسل الرأس جيدا، ثم يرص داخل براميل ويتم تغطيته جيدا لتبدأ المرحلة النهائية - ثاني يوم - وهي مرحلة التمليح»، متابعًا: «أما السردين فهو أنواع مختلفة مثل (العماني والصيني والمغربي) ويتم غسله جيدا وتمليحه ورصه في براميل مخصصة لذلك».
وأوضح أقدم تاجر فسيخ بطنطا، أن هناك زيادة ملحوظة في حركة البيع على عكس العام الماضي رغم ارتفاع الأسعار وتفجير كنيسة مارجرجس، قائلًا: «اعتقد أن حركة البيع والشراء، تأكيد للإرهاب أن أعمالهم لن تأثر في المصريين، وأنها ستزيدنا قوة وترابط».
وعن زيادة الأسعار. قال عم «سيد»: «لا نعلم سبب الزيادة.. الصيادين يقولون إن ما يطرحه النهر ليس بكثير ولا يكفي لسد احتياج السوق بنقص المعروض وزيادة الطلب سبب رفع الأسعار».
كانت «صوت الأمة» بدأت جولة في الساعات الأولى لصباح اليوم الأحد، في «سوق الفسيخ»، المجاور لمنطقة المسجد الأحمدي، أشهر معالم مدينة طنطا ومحافظة الغربية.
وأثناء الجولة التقينا أحمد الدسوقي، مهندس. الذي قال: «أنا من القليوبية، وكل سنة لازم أنزل طنطا مخصوص عشان أشتري الفسيخ، ورغم ارتفاع الأسعار إلا أنها عادة من الطفولة تعونا عليها».
ومن جانبها قالت منال السيد، ربة منزل: «الربيع وشم النسيم ماينفعش من غير فسيخ وسردين وبصل أخضر بس الأسعار مولعة.. والمشكلة أنه لا يقاوم، وكمان عشان شعبان داخل يبقى مرة واحده لآن الميزانية لا تسمح».
ويضيف محمد فضل، موظف: الأسعار السنة دي ضعف العام الماضي وعشان كده هاخد نص الكمية اللي كنت باخدها، عشان الأولاد أتعودوا نحتفل بشم النسيم كل عام بأكل الفسيخ والسردين وطبعا البصل الأخضر اللي زاد سعره هو كمان».
وعلى الجانب الآخر يوضح الدكتور مجدي العشري وكيل وزارة التأمين الصحي بالغربية، أن الفسيخ إذا كان جيد فهو أكلة مصرية فرعونية أصيلة ومفيدة وله محبين من كل الفئات بالمجتمع المصري ويجب الأكل بحذر للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والحساسية.
«يجب التأكد من صلاحية الفسيخ للأكل لأنه في حال فسادة وسوء تخزينه تتكون به بكتيريا قاتلة تسمى (بطيولازم) تودي بحياة المريض خلال 48 ساعة»، يضيف وكيل وزارة التأمين الصحي بالغربية.
أما عن التفرقة بين الفسيخ الصالح، والفاسد، قال «العشري»: «على حد علمي إذا توافر اللون الوردي والرائحة المقبولة والقوام المتماسك فهي على الأرجح جيدة قابلة للأكل، وبخلاف ذلك يجب فحصها جيد قبل أكلها».