«الوزارة العيانة» تحذرك من الفسيخ الفاسد.. التحذير المتكرر لا يعفي من المسؤولية
الأحد، 16 أبريل 2017 06:09 م![«الوزارة العيانة» تحذرك من الفسيخ الفاسد.. التحذير المتكرر لا يعفي من المسؤولية «الوزارة العيانة» تحذرك من الفسيخ الفاسد.. التحذير المتكرر لا يعفي من المسؤولية](https://img.soutalomma.com/Large/201704011241314131.jpg)
في كل عام بيان واحد يحمل نفس الجمل الإنشائية، متوقف في ماكينة طبع وزارة الصحة «العيانة» ينتظر أمر الطبع، نعم هذه الوزارة التي تصور المشهد التمثيلي المتكرر الذي سيق ليشعرك بمسؤوليتها تجاهك، وقد قصد منه إبراء لذمة هذه الوزارة المحذرة لا الفاعلة، نعم تحذرك من أكل الفسيخ الفاسد، ولم تصدر أي بيانات بمنعها من تداول منتج تالف أو إحكام القبضة على منافذ الأطعمة غير الصالحة للاستخدام الآدمي.
مشهد سد النفس هو الحل: لو راجل كل.. البحر من أمامك والعدو من خلفك
«الوزارة العيانة»، تضعك أمام نفسك، البحر من أمامك والعدو من خلفك، وتمارس معك نفس الدور الكوميدي للفنان أحمد ماهر، في أحد الإعلانات لمنتج للتخسيس يستعرضه عميد المسرح العربي، وفي النهاية يقول لك «لوراجل كل»، كناية عن شدة تأثير المنتج على شهيتك، والذي تسوقه لك «الوزارة العيانة» في مشهد سد نفس هو الحل.
قبل قليل ساقت وزارة الصحة، بيانها الموسمي، الذي يزف بشرى أن الفسيخ فيه سم قاتل،على طريقة سكت ضهر ثم نطق كفرًا، لا منع المسمم، ولا قدم البديل، ولا يمل من التكرار، حيث أصدرت وزارة الصحة، بيانًا تحذيريًا للمواطنين بعدم تناول الفسيخ، وعند الرغبة في التناول يتم الشراء من مصدر معلوم، والتأكد من مصدر الفسيخ، وعدم شراءه من الباعة الجائلين، وعدم تصنيعه بالمنزل.
يأتي ذلك في إطار استعدادات الوزارة، بمناسبة الاحتفال بعيد شم النسيم، وإنطلاقًا من دور وزارة الصحة، في الحفاظ على الصحة العامة للمواطنين، وحمايتهم من الأمراض الناتجة عن تنازل الأغذية المغشوشة وغير صالحة للأستهلاك الأدمي.
وأشارت الوزارة، إلى أن طريقة تحضير الفسيخ غالبًا ما تكون غير آمنة من الناحية الصحية، وذلك قد يساعد على وجود بكتيريا سامة قد تسبب أضرارًا شديدة للمتناولين وقد تؤدي إلى الوفاة، علمًا بأن السموم الموجودة في الفسيخ لا يبطل مفعولها وتأثيرها على الإنسان، إلا إذا تعرض الفسيخ لدرجة حرارة 100 درجة مئوية لمدة 10 دقائق مثل القلي في الزيت.
وقالت الوزارة، أن الأعراض الأولى للتسمم تظهر بعد 12-36 ساعة بعد التعرض للعدوى من تناول الفسيخ الملوث، وهي عبارة عن زغللة في العين وأزدواجية في الرؤية، جفاف بالحلق صعوبة في البلع، ضعف بالعضلات تبدأ بالأكتاف والأطراف العليا وتنتقل إلى باقي الجسم ، وضيق في التنفس ، فشل في وظائف التنفس التي من الممكن أن تؤدي إلى الوفاة.
ونصحت المواطنين، بأن من يظهر عليه أي أعرض مرضية خلال 24 ساعة، من تناول الفسيخ، التوجه إلى أقرب مستشفى أو مركز علاج سموم فورًا لإنقاذ حياته.
ومن جانبه، قال الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الشئون الوقائية والمتوطنة: «أن الوزارة إتخذت كافة الاجراءات الوقائية للوقاية من التسمم الناتج عن تناول الفسيخ ، حيث يتم توفير المصل المضاد للتسمم الممبارى بكميات كافية وتوزيعها على المحافظات ويتم إعطاء المصاب المصل المضاد للسم وتصل تكلفة العلاج للمريض الواحد إلى 210 ألف جنيه تقريبًا».
وأشار «قنديل»، إلى تكثيف الرقابة على مصانع الاسماك المملحة، من حيث الاشتراطات الصحية، الشهادات الصحية، أخذ عينات وفحصها معمليًا، وإتخاذ الاجراءات القانونية في ضوء المخالفات.
كما يتم تكثيف الرقابة على محلات بيع الاغذية بصفة عامة، والباعة الجائلين بصفة خاصة، ويقوم القطاع الوقائي برفع درجة الاستعداد بغرفة الطوارىء الوقائية بديوان عام الوزارة وبمديريات الشئون الصحية بكافة المديريات، وذلك على مدار 24 ساعة خلال موسم شم النسيم.
وأكد على رفع درجة الاستعداد للمستشفيات العامة والمركزية ومراكز السموم، للأكتشاف المبكر عن أي حالات إشتباه بـ «التسمم الممباري».
الوزارة لا تتكلف جهدا سوى إعادة توجيه رسالة تحذير قديمة
بنفس الشعور بالمسؤولية المضنية، وتحمل الأعباء أصدرت الوزارة المبجلة في يوم الخميس 21 إبريل للعام الماضي، بيانًا أجتهدت فيه وتكلفت كثيرًا من الجهد هو عبارة عن نسخة من الأرشيف التحذيري لدى الوزارة تم تغيير تاريخه، جاء نصه كالتالي..
«حذرت وزارة الصحة والسكان المواطنين من تناول الأسماك المملحة والمدخنة وخاصة الفسيخ فى عيد شم النسيم، لما يمثله من خطر شديد على الصحة قد يصل إلى الشلل أو الوفاة، موكدة أنه تم توفير كميات كافية من مصل البوتيلزم لحالات الطوارئ بحوالى 5 مليون جنية، بالإضافة إلى تكثيف الحملات للرقابة على المنشآت الغذائية وأماكن تصنيع وبيع الأسماك المملحة».
وطالبت الوزارة، فى بيان لها اليوم الأحد ، المواطنين بسرعة التوجه الى أقرب مستشفى أو مركز علاج سموم عند ظهور أي أعراض مرضية خلال 24 ساعة من تناول الفسيخ لإنقاذ حياتهم، كما ناشدت بالتأكد من شراء الأسماك المملحة والمدخنة من المحال المعروفة والخاضعة للإشراف والرقابة، وعدم شرائها من الباعة الجائلين وعدم تصنيعها بالمنزل.
وحذرت الوزارة، من الإسراف في تناول الأسماك المملحة، حيث أنها تحتوى على نسبة عالية من الأملاح قد تصل إلى أكثر من 17% من وزن هذه الأسماك والتى قد تسبب ضررًا شديدًا خاصةً لمرضى الضغط، وأمراض القلب، وأمراض الكلى، والحوامل، والأطفال، وتجنب تناول رأس وعظام وأحشاء الأسماك المملحة، نظرًا لتركيز السموم في هذه المناطق.
و من جانبه،أكد الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الشئون الوقائية والمتوطنة، أن طريقة تحضير الفسيخ غالبًا تكون غير آمنة من الناحية الصحية لقلة وجود الملح بالفسيخ، وكذلك قد يستخدم البعض الأسماك الطافية على سطح الماء والتى قد ماتت وتعرضت لأشعة الشمس وبدأت تنتفخ وتتحلل وأصبحت لها رائحة كريهة، ثم بعد ذلك يضيفون عليها قليل من الملح ويتم بيعها على أنها فسيخ بعد ثلاثة أو أربعة أيام.
وأكد«قنديل»،إن السموم الموجودة فى الفسيخ لا يبطل مفعولها وتأثيرها على الإنسان، إلا إذا تعرض الفسيخ لدرجة حرارة 100 درجة مئوية لمدة عشر دقائق مثل القلي فى الزيت.
وفى سياق متصل، قال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان: «أن التسمم الممباري ( البتيوليزم ) الناتج عن أكل الفسيخ تظهر الأعراض الأولى له بعد 8-12 ساعة من تناول الفسيخ الملوث وتتمثل فى جفاف الحلق، وصعوبة فى البلع، وزغللة فى العين وازدواجية فى الرؤية وضعف بالعضلات تبدأ بالأكتاف والأطراف العليا وتنتقل إلى باقى الجسم، وضيق فى التنفس، وفشل فى وظائف التنفس التى من الممكن أن تؤدي إلى الوفاة».
وأضاف«مجاهد»: «أنه يتم إعطاء المصاب المصل المضاد للسم وهو الترياق الوحيد له والمصرح به ويتم عن طريق الحقن الوريدى ليتعادل مع جزيئات السم التى يؤثر على الجهاز العصبى للإنسان وهو عبارة عن زجاجة 250 مل وقد يحتاج المصاب إلى ثلاثة زجاجات من المصل وأن عمر المصل المضاد فى الدورة الدموية يتراوح من 5-8 أيام وأنه تزداد فاعلية المصل حينما يؤخذ فى الأيام الأولى للإصابة ليمنع تطور الحالة والحفاظ على سلامتها، و تصل تكلفة المصل لعلاج المريض الواحد إلى 90 ألف جنيه».
يذكر أن «التسمم الممباري»، الناتج عن أكل الفسيخ الملوث قد حدث بصورة وبائية سنة 1991 وأصاب 90 حالة في شم النسيم، وأدى إلى وفاة 18 حالة، وتم إنقاذ الباقي بإعطائهم المصل المضاد وفي عام 2007 حدثت 49 حالة منهم 9 حالات وفاة، أما حالات التسمم الممباري التي حدثت خلال عام 2008 هي 26 حالة إصابة منها 4 وفيات، وفي 2009 حدثت 16 إصابة منها حالتان وفيات، وفي 2010 أصيبت 23 حالة منها حالتان وفاة، ولم تحدث حالات مؤكدة خلال عامي 2011 و 2012.