فى حب شم النسيم: «متنساش تاخد سيلفى وأنت بتاكل الفسيخ»

غالبا ما يتم حساب شم النسيم في اليوم الذي يتساوي فيه الليل بالنهار تقريبا ، والذي يمنح المصريين «مسلمين ومسيحيين» قبلة الربيع ببهجته ونقاءه، هو العيد الذى لم تجد له مثيلا في أي دولة من دول العالم، اختراع مصري أصيل للفراعنة بطقوس  يمارسها المصريين عن ظهر قلب كل عام، وكأن أجدادنا الفراعنة مازالوا يقفون فى أبراج المراقبة ليشاهدوا أحفادهم سائرين على الدرب.

 

«صوت الأمة» ستعرض رحلة المصريين خلال 24 ساعة مع الاختراع المصرى الفريد وتطمئن الأجداد أن هذه الطقوس طالما ارتبطت بالأكل والفسحة فإنها ستطبق بحذافيرها لأن المصريين يحبون الحياة..

 

1. فنون تلوين البيض في الصباح الباكر

الطقس الذي يعشقه الأطفال  وينتظروه كل عام  وفي الصباح يتم تجهيز الأدوات والمواد الطبيعية للتلوين، قشور البصل الأحمر في ماء السلق، أما وضع قطعة من البنجر في  ماء السلق فأنه يعطي اللون الموفي المميز للبيضة، ولو الأخضر يوضع في ماء السلق حفنة من البقدونس، وقليل من مسحوق الكركم لتلوين البيض باللون الأصفر 

 

2. الذهاب لشم النسيم على ضفتي النهر

الرحلة الصباحية الأشهر هي ذهاب العائلة بعد الفجر لمشاهدة أول ضوء على ضفتي نهر النيل والدعاء بأن يرزق الله مصر مزيدا من الاستقرار والنعم، وكل أسرة تدعو بما يحلو لها وتتمناه لكل أفرادها، وفي هذه الرحلة تصطحب الأسر تسالي شم النسيم وهي الترمس والحمص والحلبة الخضراء والفول المقلي، وكثيرين يفضلون استكمال الرحلة الصباحية داخل أحد المراكب الشراعية في النيل لمدة ساعة أو ساعتين.

 

3. تجهيز الفسيخ والرنجة 

بالرغم من التحذيرات المتعددة قبل يوم شم النسيم من تناول الفسيخ وخطورته علي مرضي القلب والضغط والسكر والكبد، إلا أن جميع الأسر في هذا اليوم لا تكترث بهذه التصريحات وتحتفل بالعيد بكل طقوسه كما وضعها أجدادنا الفراعنة، ويتم تأمين احتياجات العائلة من الفسيخ والرنجة قبل الموعد والدليل علي ذلك الإقبال بالطوابير علي أشهر محلات بيع الفسيخ والرنجة قبل أيام من الاحتفال بالعيد،  والحركة التي تشهدها المحافظات التي تشتهر بانتاج وبيع الفسيخ مثل كفر الشيخ.

 

وتناول اكلة في الهواء الطلق له طعم تاني ولهذا تفضل أسر بعينها الذهاب للمتنزهات والحدائق وآخرين ينتهزونها فرصة لقضاء يوم علي الشواطي في الساحل الشمالي ومن يبقي في القاهرة ولم يقرر السفر  يفضل قضاءه في الأندية  الاجتماعية، أما من لديه ابن أو ابنه في الثانوية العامة فقدرهم تناول الفسيخ والرنجة  في البيت مع البصل الأخضر والملانة والخس البلدي.

 

وأسلم طريقة  لتحضير الفسيخ هو نزعه من الجلد  وعمل خلطة لتتبيله تتكون من طحينة وكمية كبيرة من عصير الليمون والخل وشرائح من الفلفل الأخضر وينقع الفسيخ لمدة أربعة ساعات  قبل تناوله، أما الرنجة فتشوي علي النهار جيدا  أو تقلي في زيت غزير ويتم تتبيلها بالطحينة والليمون وأهم من تناول الرنجة والفسيخ هو شرب كميات كبيرة من الماء في هذا اليوم للتخلص من أملاحه في الجسم.

 

4. حفلات شم النسيم.. الدلع كله 

بعد تلوين البيض والنزهات  الصباحية والفسيخ والرنجة بلاش «انتخة» وأعرف أن في كل مكان حفلة ولو مش هتخرج تحتفل خارج المنزل، الاحتفال هيجي لحد بيتك، أمسك الريموت وهتقلاقي احتفالات في كل القنوات مطربين درجة أولي في أماكن بعينها وحتى الدرجة العاشرة  من أول أهلا بالعيد وحتى أه يا دنيا وهاتك يا رقص علشان نهضم اللي حصل طوال اليوم، المهم أن اليوم يخلص وفي كل كاميرا موبايل حوالي 50 صورة سيلفي  علشان نوثق الحدث في انتظار شم النسيم في 2018

 

5. متتفرجش على التوك شو 

بعد السعادة التي غمرت جميع الأسر في هذا اليوم المميز، لما ترجع البيت أوعى تتهور وتجيب برامج التوك شو علشان المفاجأة هتزلزلك لما يخرج عليك متصل سلفي في إحدى هذه البرامج ليكفر ما قمت به طوال اليوم في عيد أجدادك الذي وجدوه فرصة لشكر الله على نعمه علينا  وليطالب بإلغاء شم النسيم علشان هو بدعة.

 

أقلب على قناة جايبة احتفالات الشوارع وفرحة الناس وبالونات الأطفال، وبعدها نام ووقول الحمد لله أن اليوم عدى علي خير واترحم علي شهداء مصر الذين راحوا ضحية الغدر والإرهاب الديني والفكري.