حفاظا على مصالحها.. «الإرهابية» تتحكم في مصير تركيا وتدعم «أردوغان» (صور)
الأحد، 16 أبريل 2017 04:16 م
على غرار انتخابات الإخوان في عام 2012، التي أفرزت نتائجها عن تولي الرئيس الأسبق المخلوع، محمد مرسي للرئاسة المصرية، كشفت عدد من المواقع الإخبارية صباح اليوم الأحد، عن العلاقات الوطيدة التي لازالت تجمع بين النظام التركي بقيادة رجب طيب أردوغان، والمنتمين لتحالف جماعة «الإخوان» الإرهابية، إضافة إلى استخدام نفس النهج القائم توزيع الهدايا والسلع الغذائية وما إلى ذلك لحشد الأصوات.
وأبرزت صور فعاليات لقاء جمع بين القيادي بتحالف دعم الإخوان، محمد الصغير، والمتواجد بتركيا حاليًا بعد هروبه من مصر، ورئيس حزب الدعوة الحرة التركي، محمد حسين يلمظ، حيث حثه وطلب دعمه لإقناع الأتراك بالتصويت بـ«نعم» على التعديلات الدستورية، بحسب مصادر رفضت الإفصاح عن هويتها.
القيادي بالجماعة الإسلامية، وعضو تحالف الإخوان في تركيا، محمد الصغير، له دور فعال في عملية الترويج للتصويت بـ«نعم»، حيث قام بعدة جولات في محافظات جنوب شرق تركيا، محاولًا اقناع الشعب التركي بالموافقة على التعديلات الدستورية، التي يتم التصويت عليها اليوم.
ويأتي ذلك في سياق استمرار الدعم الإخواني لـ«أردوغان»، ففي مارس الماضي، أعلنت «الإرهابية» عن دعمها له في مواجهة الدول الأوروبية، عندما أدان المتحدث باسم الجماعة، طلعت فهمي، منع السلطات الهولندية لهبوط وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، على أراضيها، إلى جانب رفض دخول وزيرة الأسرة والسياسات الإجتماعية، فاطمة بتول صيان فايا، والذي جاء في أعقاب موقف ألماني رافض للتجمعات التركية على أراضيها تهدف للحشد للتصويت بـ«نعم» على التعديلات الدستورية؛ قائلًا بحسب وكالة «الأناضول»: «ما يحدث وصاية مرفوضة وعبث بمصير الشعب التركي، وتراجع عن الديمقراطية، وحقوق الإنسان»، مُهددًا المنتقدين لـ«أردوغان» بالفشل على غرار مستقبل معارضيه ومن حاولوا الإنقلاب عليه في منتصف يوليو الماضي، على حد قوله.
ولم تكن تلك التصريحات الأولى من نوعها، للتعبير عن دعم «الإخوان» لحليفهم التركي، ففي ليلة الإنقلاب الذي شهدته تركيا العام الماضي، أصدرت الجماعة بيانًا قالت فيه: «كل الدعم للشعب والحكومة التركية المنتخبة.. سينتصر الشعب لا محالة بإذن الله، وستبدأ موجة حقيقية من مقاومة الانقلابات».
كما يتضح التقارب الإخواني التركي، من خلال تناقض موقف الجماعة بالنسبة للأزمة السورية، فعلى الرغم من رفضها للتدخل الروسي ودعم النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد، ووصفه بأنه انتهاك للسيادة السورية، تأتي تصريحات أعضاءها المؤيدة للتدخل التركي في سوريا عسكريًا، فعلى سبيل المثال ذكر القيادي الإخواني الهارب، عمرو دراج، في وقت سابق عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي، تويتر: «التدخل التركي في سوريا هدفه الحفاظ على وحدتها، ومهاجمة الوحدات الكردية»، الأمر الذي وصفه المراقبون بالتناقض الذي يعكس مدى تأييد الجماعة للنظام التركي، حتى إن أساء ذلك إلى موقفها الذي لا يحتمل من الأساس.
هذا إلى جانب دفاع «الإخوان» عن الموقف التركي، وإعلان تطبيعها مع إسرائيل، من خلال بيان صدر عنها، أثار غضب الكثيرين، حيث تجاهلت فيه الخطوات التطبيعية بين أنقرة وتل أبيب، محاولة تحويل الرأي العام، إلى أن تركيا تقوم بالتقارب مع إسرائيل بهدف تخفيف الحصار عن غزة، وهو الأمر الذي لم تعلنه تركيا في حين تلك الإجراءات والخطوات.
الجدير بالذكر أن الرئيس رجب طيب أردوغان، كثير الاستخدام لشارة «رابعة» المؤيدة لـ«الإخوان»، إلى حد استخدامها خلال الكلمة التي بثها ليلة محاولة الإنقلاب عليه، في يوليو الماضي عبر هاتفه.
ويذكر أن التعديلات الدستورية التي تشهد تركيا الاستفتاء عليها اليوم الأحد، تقضي بتحويل تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، ما يعني حصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على صلاحيات واسعة، والتي ربما تبقيه رئيسًا حتى 2029، وفي المقابل، ترفض المعارضة تلك التعديلات وتعتبرها تكريسًا لنظام حكم الفرد الواحد وتحويل البلاد إلى نظام ديكتاتوري.