مرصد الأزهر يصدر تقريرًا للرد على فيديو داعش «صاعقات القلوب»
الخميس، 13 أبريل 2017 07:22 م
أصدر مرصد الأزهر الشريف، تقريرًا مفصلاً، ردًا على بث دواعش سيناء مقطعًا مرئيًا جديدًا بعنوان «صاعقات القلوب» يعرض فيه لعمليات قنص قامت بها الجماعة الإرهابية في سيناء ضد أهداف وجنود الجيش المصرى الذين يرابطون دفاعًا عن الوطن، مدعين أنهم بذلك يقيمون شرع الله، وأنهم يجاهدون فى سبيله بهذه الجرائم النكراء الغادرة الخسيسة.
وفي تحليل هذا المقطع المرئي، يؤكد المرصد على أنه قد احتوى على كثير من المغالطات المخالفة للمنطق والواقع، بل ويأبى أن يقبلها أي إنسان عاقل مهما ضل فى غياهب الجهل والانحراف، أو حاول الشيطان غوايته للتصديق بما جاء فيه.
ويوضح المرصد أن هذه المغالطات إنما هي استراتيجيات يحاول بها من أعدوا هذه المقطع المرئى إقناع أتباعهم أنهم لا تزال لهم شوكة فى سيناء الحبيبية.
وفى بداية هذا الإصدار المرئي يأبى هذا التنظيم الإرهابي إلا أن يفضح جهله وعمالته، فمع أول كلمات ينطق بها يزعم «إرهابيو التنظيم» كذبًا وزورًا أنهم يقاتلون اليهود حيث يذكر المتحدث فى الفيديو: يواصل جنود الخلافة الإسلامية جهادهم، ماضون في طريقهم إلى ربهم، لا يضرهم قصف اليهود.
وكأن التنظيم إنما يجعل هدفه هو حرب اليهود مع أنه لا توجد عملية إرهابية واحدة قام بها هذا التنظيم الإرهابي ضد اليهود، سواء على أرض الواقع أو حتى في عالمهم الافتراضي أو فى مقطع من مقاطعهم المصورة المشبوهة.
بل الواقع يشهد أن هذا التنظيم يسعى لتنفيذ عمليات يقتل فيها جنود الجيش المصرى العظيم الذى خاض صراعا طويلا لتحرير أرض سيناء المباركة من أيدى اليهود ويرابط على أرض الكنانة دفاعًا عنها ضد أى معتد، مجاهدين فى سبيل الله على معنى الجهاد الصحيح الذى علمه لنا الإسلام والذى شرع لنا القتال دفاعًا عن البلاد والعباد، لا للترويع والتفجير وقتل الأبرياء والعزل.
وتسعى داعش من خلال هذا المقطع المرئى التشكيك فى عزيمة جنودنا البواسل وهو يزعم أن من نجا من العبوات والكمائن والصواريخ الموجهة، صادته طلقاتُ القنَّاصين فخرًّ صريعًا وقد دبَّ الرُعب فى قلوب إخوانه، وما علم هؤلاء أن جنود الجيش المصرى البواسل هم خير أجناد الأرض، فما خافوا يومًا وما تراجعوا بل كانت مصر دوما وستظل الصخرة التى تتحطم عليها أحلام الغزاة وجيوش العدوان، وأسألوا التاريخ يخبركم أن جنود مصر لم يخافوا يوما من الموت أو من مجابهة أعتى الجيوش حتى يشعروا بالخوف من مرتزقة هذا الزمان.
وقد تكررت كلمة "مرتدون وردة وطواغيت" 8 مرات فى النص المقروء الذى لا يتجاوز 550 كلمة (بخلاف الأناشيد الموجودة بالخلفية) ليبرر الدواعش لأتباعهم من الحمقى والسذج ما يقومون به من اغتيال لجنود المسلمين المرابطين فى سبيل الله. فهو يحاول تهيئة أتباعه نفسيًا لتقبل هذا الأمر بسلاسة وكأنه أمر طبيعى. فبأى حق يكفرون المسلمين؟ وما الأساس الذى بنوا عليه هذا التكفير؟ وهل الكفر سبب لقتل الكافر، لم يشرع الجهاد فى الإسلام إلا دفاعًا عن البلاد والعباد، قال تعالى فى محكم كتابه: «وقَاتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ الَذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ ولا تَعْتَدُوا أن اللَّهَ لا يُحِبُّ المُعْتَدِينَ» سورة البقرة: 190
ونهى النبى صلى الله عليه وسلم أتباعه فى كل الحروب التى خاضوها دفاعا عن أنفسهم ضد من أضطهدوهم وأخرجوهم من ديارهم عن قتل الأطفال والنساء والشيوخ العجائز، ولو كان الكفر فى الإسلام سببًا لقتل الكافر لما نهى صلى الله عليه وسلم عن قتلهم.
ومن المحزن أن يزعم هؤلاء المرتزقة خوارج العصر أن الدين الذى دعا للتسامح والسلام والرحمة والرفق بالحيوان قبل الإنسان بأنه أداة للقتل والتدمير والتخريب والإفساد فى الأرض.
ولم يذكر هذا المقطع المرئى دليلًا شرعيا واحدًا على ما يقوم به من إرهاب وقتل للأبرياء وذلك لإفلاسه وتفنيد مرصد الأزهر لكل أسانيده الشرعية التي أستند عليها في إصداراته السابقة، وكل ما استند عليه لطمأنة أتباعه على مدى صحة ما يقومون به وهو يلبس عليهم أن هؤلاء القناصين إنما تلقوا «دوراتٍ تدريبيةٍ مكثفةٍ تُركِّز على الجوانب الشرعية».
وكأن هذا ضامنًا لصحة فعلهم. ونحن لا نجادل فى أن قضايا الحرب لا بد لها من مستند شرعى، لأن الإسلام هو الذى وضع لنا أخلاقيات الحرب قبل أن توضع المواثيق الدولية بألف وأربعمائة عام، وهو الذى علمنا الجهاد فى سبيل الله دفاعًا عن الدين والوطن والكرامة والعرض، لكن الخلاف الحقيقى والمحك الرئيسي هو إلى أى شريعة يستندون؟.
وعلى أى مرجعية يعتمدون سوى مرجعية خليفتهم المزعوم البغدادى الذى لا يعرف عن الإسلام غير اسمه، والذى عجز عن إقناع زوجته بأفكاره المتطرفة وأعلنت تنصلها منه وبراءتها من أفكاره. ويحرص المقطع المرئى على الاستشهاد بكلمة لهذا الدعى وهو يخاطب كل من ليس معهم بالتوبة قبل أن «تطالهم أيدي المجاهدين» لتكون تلك الكلمات إيذانًا بالتحريض على كل من خالفهم، واستباحة دماءهم.