من يتفاوض على تطوير سكك حديد مصر .. «الاستثمار» أم «الصناعة» أم «النقل»؟

الخميس، 13 أبريل 2017 06:00 م
من يتفاوض على تطوير سكك حديد مصر .. «الاستثمار» أم «الصناعة» أم «النقل»؟
سكك حديد
حسام الشقويرى

يحتاج التطوير إلى مزيد من التمويل للارتقاء بأي منظومة طالتها يد الإهمال، وعلى رأسها سكك حديد مصر، التي عانت الكثير من التدهور طوال العقود السابقة، الأمر الذي تسبب في مزيد من الكوارث، وفقدان العديد من الضحايا والمصابين دون أن يكون لهم أي دية أو تعويض، ولكن كثيرًا ما يحتاج الأمر إلى مزيد من التنسيق بين جهات المنظومة الواحدة حتى لا يظهر الأمر على أنه تضارب في العمل، والذي ظهر جليًا بين وزارتي الاستثمار والنقل من جهة والصناعة من جهة أخرى حيث أعلن كلا الطرفين عزمهما التفاوض مع إحدى الهيئات الأجنبية لتطوير سكك الحديد وفي وقت واحد تحت سمع وبصر رئيس الحكومة.

فبعد 24 ساعة من إعلان وزارة الاستثمار التفاوض على العرض المقدم من شركة جنرال إليكتريك، للمساهمة في تطوير شبكة سكك حديد مصر، بتوريد من 100 إلى 200 عربة قطار، على أن تقوم بتصنيع 35% منها في مصر، وذلك بحضور وزيري الاستثمار والنقل واللقاء الذي جمعهما وممثل الشركة  في مصر أيمن خطاب كرد فعل  لنتائج لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع جيف أميلت، المدير التنفيذي لشركة جنرال إلكتريك الأمريكية، خلال الزيارة الرسمية التي قام بها إلى أمريكا في الأسبوع الأول من الشهر الجاري كشف طارق قابيل وزير التجارة والصناعة عن استقبال  مصر خلال شهر أبريل الجاري 3 زيارات مكثفة من قبل شركات ومسئولين بولنديين ممثلين لكبرى الشركات الحكومية البولندية المنتجة لعربات السكك الحديدية وذلك لبحث فرص الاستثمار والتصنيع المشترك لعربات وجرارات السكك الحديدية بمصر كنتيجة لزيارة قابيل لبولندا الشهر الماضي ولقائه بهذه الشركات.

الأمر الذي دفع بكثير من التساؤلات كان أولها هو من المنوط بأعمال تطوير سكك حديد مصر، ولماذا تكثر المفاوضات في توقيت واحد ومن أكثر من جهة مما اعتبره البعض نوع من أنواع عدم التنسيق داخل الحكومة الواحدة وتساؤل أخر حول شكل الأداء الحكومي أمام هؤلاء المستثمرين بعد التفاوض مع أكثر من جهة في موعد واحد دون الإعلان عن مناقصة موحدة بمقاييس ثابتة تتولاها إحدى الجهات وعلى رأسها الوزارة المعنية بهذا الأمر وزارة النقل.

وخاصة بعد إعلان وزيرها الجديد الدكتور هشام عرفات في تصريحات صحفية أن «مستوى النظافة بالقطارات سيئ رغم أن تحسينه لا محتاج إمكانيات إضافية، فيه حاجات بسيطة زى نظافة القطارات والفرش اللي موجود بها لو اهتممنا بها الخدمة هتتحسن»، مشيرًا إلى أن الاهتمام بنظافة القطارات من حمامات وخلافه لن يحمل ميزانية الهيئة كثيرًا.

وكان وزير النقل عقد أول اجتماعه له عقب توليه مسئولية الوزارة في التشكيل الوزاري الأخير مع قيادات السكة الحديد، وأبدى عدم رضاه عن مستوى إنجاز مشروعات التطوير بالسكة الحديد، وأكد أنه لن يتهاون مع أى مقصر من القيادات، وطالب بإعداد تقرير خلال شهر لحل مشكلة المزلقانات وحوادثها، والاهتمام بعنصري السلامة والأمان.

سكك حديد مصر التي  يتخطى عمرها الـ 160 عاماً، تعد ثاني أقدم سكة حديد في العالم ومن المعروف أنه في 23 سبتمبر من عام 1856 بدأ عمل أول خط سكك حديد في مصر يربط بين القاهرة والإسكندرية، قامت بتنفيذه شركة إنجليزية فى عهد عباس الأول حفيد محمد على الذي تولى حكم مصر سنة 1848، مازالت تعاني على مدار ما يقرب من 30 عاما حالة من التدهور تحتاج إلى مزيد من الإصلاح.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق