كيف تصنع التنظيمات المتطرفة إرهابيا يفجر نفسه في الأبرياء؟
الأربعاء، 12 أبريل 2017 01:44 م
بجسد لم يغادر الدنيا بعد.. وبصحة جيدة.. وتحت شعارات زائفة لا أساس لها وأفكار مغلوطة في عقله، يجلس شعلان الشاب الثلاثيني على المحفة ليغتسل، بابتسامه وفخر ونظرات انتصار، يوجه له أحد أصحاب اللحى عبارات تبدو في ظاهرة نصيحة، لكنها أقرب إلى دس السم في العسل، قائلًا له: «إن الغاية تبرر الوسيلة، وتذكر دائمًا أن الحرب خدعة، والفرحة الكبرى لحظة إتمام العملية».. ما سبق كان مشهد للفنان «فتحي عبدالوهاب»، من فيلم كباريه، وهو مشهد اختزل سيكولوجية الإرهابي المقدم على عمل انتحاري.. وكيف يتم غسيل دماغه وتوجيهه لارتكاب العمل الإرهابي الخسيس والجبان؟.
«أنا عارف أن المهمة صعبة، لكن أنا بكلم شخص مثقف، هيحول طاقته لخدمة دينه وبلده، عمليه بسيطة، والكسب غالي، أدعوا له بالنجاح»، كلمات خبيثة هدفها تحويل شاب مغرر به إلى قنبلة موقوتة تنفجر في وجه أبناء وطنه بزعم الجهاد المقدس.
كيف تختار الجماعات المتطوع
كما أثبتت الوقائع والدراسات أن الجماعات الدينية تختار أفرادها بعناية شديدة، خاصة إذا كان الهدف إعداد قنابل موقوتة، وتتم دراسة محيط وظروف الوافد الجديد مع الاعتماد على الكثير من المعايير، التي يجب توافرها قبل الموافقة على انضمامه إلى الجماعة، ومن الملاحظ تركيز هذه الجماعات على فئة الشباب، ذلك لسهولة التأثير عليهم وبرمجتهم إيديولوجيًا وعقائديًا، ثم توجيههم ناحية الخطط المرسومة بسهولة، فكلهم شباب في أغلب العمر يتراوح عمرهم بين (19_32) عامًا، يأتون من أحياء فقيرة تسكن دور الصفيح والأحياء المهمشة، التي تنحرم من أبسط حقوق الحياة الإنسانية الكريمة، بالإضافة إلى مستوى متدني من الدراسة والمعرفة وفق دراسة نفسية تناولت طرق تجنيد هؤلاء الإرهابيين.
تجنيد الإرهابيين
حول طرق تجنيد الإرهابيين وغسيل أدمغتهم يقول الدكتور «جمال فرويز»، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، إن هذا الموضوع أشبه بوجود شخص في مكان مغلق وسواد حالك، وتستغل الجماعات الإرهابية ما سبق وتعرض له في حياته فهذا الشخص، ألقي القبض عليه، وتعرض للرفد من عمله والطرد من جامعته، ويستغل من يجنده حقد هذا الشاب تجاه المجتمع، ومعرفته الدينية الضعيفة جدًا، فهو قد يظهر أنه متدين ولكنه في الواقع أجوف من الداخل، ليقنعه أنه طاقة النور التي سوف تنفتح له، زارعًا بداخله مجموعه أفكار ضلالية، ويتراوح عمر هذه الفئة المغرر بها من (19_24) عامًا.
وأضاف دكتور«فرويز»، أن هناك فئة أخرى تكون ارتكبت من الذنوب ما يشيب لها الولدان، ويتولد لديها شعور التوبة والتخلص من ذنوبها، فيقنعهم التكفيريين أن هذه العمليات الاستشهادية، قادرة على محو ذنوبهم، مستغلين عدم وجود عقائد دينية لديهم من الأساس، ويتراوح عمر هذه الفئة من (28_35) عامًا.
يذكرأن المتطرف الديني هو من يعتبر نفسه من دون بقية البشر حارسًا للعقيدة الدينية- حسب دراسة عن سيكولوجية التطرف الديني- هو من يعتقد أنه وحده امتلك الحقيقة الدينية وليس غيره، ما وصل المتطرف باعتقاده إلى هذه المرحلة حتى يبدأ بإطلاق مسميات معينة على نفسه ومجموعته ليتميز عن غيره من اتباع نفس الدين كناية على إنهم ولدوا من جديد، نظيفين من دنس الاعتقاد الخاطئ حسب ما يظنون.