ازاى تتعامل مع أطفال شافوا الدم ولمسوا الأشلاء.. عالج مشاعر الاضطهاد ولو دخل فى نوبات صريخ احتويه

الثلاثاء، 11 أبريل 2017 02:00 م
ازاى تتعامل مع أطفال شافوا الدم ولمسوا الأشلاء.. عالج مشاعر الاضطهاد ولو دخل فى نوبات صريخ احتويه
خوف أطفال
كتبت هند محمود

وسط أجواء تعبدية هادئة يتخللها أصوات تناجى ربها وضحكات صغيرة لأطفال يرقبون ما يحدث ويلهون بجوار الجالسون وفى الساحة الخارجية، وبينما لمح أحدهم والدته تهم بالخروج من الكنيسة متجهة إليه، يصدر صوت تخطى حدته حاجز الكرة الأرضية لتختفى بعدها الأم وتصبح فتات أشلاء مبعثرة.
 
معاناة نفسية يعيشها بعض الأطفال الذين عاصروا تفجيرات الكنائس،  وآخرين شاهدوا الدم والأشلاء عبر شاشات التليفزيون ومواقع التواصل الإجتماعى، وتوضح الدكتورة "أسماء عبد العظيم"، أخصائية العلاج النفسى والعلاقات الأسرية، أن الأطفال المتواجدين فى أماكن التفجيرات لن ينسوا ما حدث فى هذا اليوم ، وكذلك ما شاهدوا عبر وسائل الاعلام والتواصل، فقد تظهر عليهم أعراض اضطرابات نفسية وسلوكية وأيضا حالة من التوتر والقلق والفزع.
 
وأضافت عبد العظيم، أن الطفل قد يعانى من اضطرابات فى الكلام أو النوم أو التركيز، وربما يصاب بالتبول اللاإرادى، وقد يصبح انطوائى وعدوانى بسبب وضع فرض عليه وتتولد لديه عقدة خوف من الخروج إلى الشارع.
 
وتابعت،  كلما كان سن الطفل أصغر كانت الاضطرابات أخطر وأكثر، كما أن الأطفال أصحاب الطفولة المتأخرة والتى تتمثل فى  العمر ما بين 12 و14 سنة يعانون من الهلع والاكتئاب بالإضافة إلى الخوف من التفاعل الاجتماعى، وقد يصل الأمر إلى الخوف من دخول الكنائس مرة أخرى أو السير فى الشوارع التى توجد فيها. 
 
وأكدت الدكتورة "أسماء عبد العظيم"، إلى أهمية دور الأهل فى التعامل مع الطفل والذى يتمثل فى:
1. إذا لاحظ الأهل ظهور اضطرابات شديدة أثرت على التفاعل الاجتماعى يجب اللجوء إلى أخصائى نفسى فورا.
2. لا يشير الأهل أمام الطفل للحادثة من قريب أو بعيد، محاولين أن يخفوا ألامهم حتى لا تحدث عقدة للطفل من الكنيسة.
3. محاولة تهدئة الطفل وإشعاره بالطمأنينة ومساعدته على تخطى الأزمة.
4. عدم الانفعال على الطفل أو معاقبته بسبب بكائه أو صراخه.
5. محاولة الخروج بالطفل من المنزل حتى لا يشعر أن البيت هو المكان الأمن الوحيد ويصبح منطوى عن المجتمع.
6. تعريف الطفل أن ما حدث عمل إرهابى لا يستدعى القلق وأن الدولة سيطرت على الأمر.
 
أعراض اضطهاد وإحباط:
ولفتت أخصائية العلاج النفسى والعلاقات الأسرية، إلى أن الأمر قد يصبح أصعب مع الطفل الذى يفقد واحد أو أكثر من أهله فى الحادث، فقد يشعر بالألم والفقد لفترة من الزمن لكن سرعان ما يتلاشى هذا الإحساس إذا وجد الدعم والاحتواء من الأسرة، وفى حال لم يحصل على ذلك وظل إحساس الألم يلاحقه سوف يشعر بحالة من الإحباط  وإذا لم يوجه الطفل ويعالج سوف يزداد شعوره بالاضطهاد والاحباط الذى سيتحول إلى سلوك عدوانى ورغبة للانتقام من المجتمع.
 
متى يعود الطفل لحالته الطبيعية :
بعض الأطفال تتولد لديهم حالة من الرعب المتعلق بمكان الحادث، فيرفضون الذهاب له مرة أخرى، وتشير عبد العظيم، إلى أن ذلك يكون نتيجة لارتباط المكان بخبرات مؤلمة مصاحبة بمشاعر سلبية، كما أن الأمر يختلف من طفل لآخر وفق درجة وعى الطفل واضطرابه وأيضا درجة الاستعداد لديه، وقد حددت أخصائى العلاج النفسى حالتين للعلاج.
 
تتعلق الأولى منها بالأهل، حيث يجب عدم اصطحاب الطفل لمكان الحادث  حتى لا يشعر بالخوف وأن هناك أمر غير عادى سوف يحدث.
 
أما الثانية فتتمثل فى حالة الطفل، فإذا وصل الاضطراب لديه لمرحلة عنيفة جعلته يعانى من الهلع والصراخ، يقوم المعالج النفسى باستخدام طريقة "التعريض التخيلى" والتى تتمثل فى عمل خريطة علاج للطفل، لمعرفة أسباب الاضطراب والوقوف على مخاوفه، ووضعه فى حالة تخيل أنه ذاهب للكنيسة بشكل محبب.
 
واستكملت "عبد العظيم"، بعد امتثال الطفل للعلاج "بالتعريض التخيلى" نبدأ بوضعه فى الموقف تدريجيا من خلال الجلوس فى مكان الحادث لمدة 5 دقائق، ثم ساعة وفى كل مرة نزيد من عدد الفترات حتى يعتاد الأمر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة