سيناريوهات الرد الروسي على أمريكا في سوريا
الإثنين، 10 أبريل 2017 10:27 م
تعددت التحليلات والتقارير التي تحدثت عن أن هناك تصعيدًا ستخوضه روسيا في المرحلة المقبلة في مواجهة الاستفزازات الأمريكية الأخيرة في الشرق الأوسط المتمثلة في الضربة العسكرية على قاعدة الشعيرات، العسكرية الجوية السورية، فبينما كان رد الفعل الروسي سريع عبر تصريحات حادة دون الوصول إلى الاشتباك العسكري يبقى لدى موسكو الكثير من الأدوات للرد غير المباشر، فما هي سيناريوهات الرد الروسي على واشنطن المتوقعة في الفترة المقبلة؟.
وفي أول بيان مشترك لروسيا وإيران بعد الضربة اعتبرتا الدولتان أنهما مستعدان للرد بقوة على أي عدوان وأي تجاوز للخطوط الحمراء من قبل أي كان وأن أمريكا تعلم القدرات على الرد جيدا، مؤكدين أن الضربة الأمريكية تجاوزت الاعتداء على سيادة الشعب والدولة وأن سوريا تحارب الإرهاب المتعدد الجنسيات منذ ست سنوات نيابة عن العالم.
وفيما اعتبرت الأوساط الأمريكية أن هذا البيان يعد بمثابة إعلان حرب ويشير إلى التهديد الصريح لواشنطن إذ ما تخطت الخطوط الحمراء، يظهر عدم استخدام موسكو أنظمة الدفاع الجوي س 400 المتواجدة في سوريا إنها لا تريد الاشتباك المباشر مع واشنطن والحفاظ بالرد عبر قنواتها الأخرى، فعلى الرغم من أن موسكو وقعت مؤخرا عقدا مدته 49 عاما، من أجل توسعة المنشآت البحرية الروسية في طرطوس مع سوريا، إلا أن ليست بين الدولتين اتفاقية دفاع مشترك مثل الموجودة بين دول منظمة حلف شمال الأطلسي الناتو، وهو ما ظهر في تصريحات رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي، فيكتور أوزيروف الذي أكد أن روسيا لا تعتزم خوض معارك قتالية ضد القوات الأمريكية في سوريا، مشددا على أن دور القوات الروسية في سوريا، هي دعم الجيش السوري ضد الإرهاب.
أول سيناريو للرد خارج قواعد الاشتباك العسكري بحسب الروس أنفسهم هو زيادة دعم الجيش السوري، فبحسب أوزيروف فإن الحديث يدور هنا ليس فقط عن الدعم المعنوي للقوات المسلحة السورية في مجال مكافحة الإرهاب، بل الدعم الناري، وعلى الرغم من عدم تحديد هذا الدعم الناري الذي يتحدث عنه المسئول الروسي، إلا أنه يفسر بأنه مزيد من تطوير أنظمة الدفاع والهجوم السورية، حيث من المحتمل أن تسعى موسكو إلى تعزيز قدرات الحكومة السورية على المدى الطويل من خلال توفير أسلحة هجومية مثل صواريخ الكروز والصواريخ البالستية، والمدفعية وأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة، مثل «قاذفة اللهب الثقيلة»TOS-1A.
السيناريو الآخر للرد هو عبر تزويد حليف أخر في منطقة الشرق الأوسط بالأسلحة الحديثة وهو إيران التي لديها علاقات متوتر مع واشنطن في المرحلة الأخيرة على خلفية مطالبة إسرائيل للولايات المتحدة بردع طهران، حيث يحمل موافقة موسكو على إعادة اتفاقية بيع أسلحة S-300 إلى طهران رسالة غضب روسية إلى واشنطن، وستكون بذلك موسكو ضربت عصفورين بحجر واحد حيث استمرت في توطيد أواصر العلاقات مع طهران ووصلت رسالة إلى واشنطن بأن الرد جاهز على استفزازاتها في المنطقة، خاصة في الملف السوري.
السيناريو الثالث وهو أن روسيا لديها ملفات اشتباك أخرى مع واشنطن، تستعين بها عوضًا عن الاشتباك العسكري المباشر، حيث يرى باحثون أمريكيون في هذا الملف أن لدى موسكو أدوات في أوكرانيا خاصة في شرقها يمكن من خلالها أن ترفع حدة التوترات مع الغرب، حيث لدى روسيا علاقات طيبة مع مجموعة ناشطة من الانفصاليين في هذه المنطقة تحدث أزمات في منطقة البحر الأسود ودول البلطيق، الأمر الذي دائمًا ما تخوف منه واشنطن وحلفائها الأوروبين.