سيناريوهات داعش للتفكير في عواصم جديدة بعد نجاحات الجيش العراقي

الإثنين، 10 أبريل 2017 09:13 م
سيناريوهات داعش للتفكير في عواصم جديدة بعد نجاحات الجيش العراقي
داعش
كتب- محمد الشرقاوي

مع قرب انتهاء معركة «قادمون يا نينوى – تحرير الموصل» التي تشنها القوات العراقية لطرد تنظيم داعش الإرهابي من معقله الرئيسي بالعراق، وتحقيقها انتصارات مهمة تؤكد قرب هزيمتها للتنظيم خاصة بعد نجاحات القوات العسكرية من السيطرة على معظم أحياء الجانب الغربي من مدينة الموصل، وكذلك إحكام سيطرتها على الجانب الشرقي، بات أمام التنظيم الإرهابي عدة سيناريوهات محدودة للخروج من عاصمتهم الأهم.
 
(1)
 
مركز «السكينة» البحثي المتخصص في شئون حركات الإسلام السياسي حدد سيناريوهات لما بعد الموصل، تدور في عقل التنظيم الإرهابي، أولها «إعادة الانتشار داخل العراق» وذلك ما تسميه المراكز «العودة للحواضن»، فعادة ما تلجأ الجماعات المسلحة لأساليب حرب العصابات في حال اقتراب هزيمتها وتنصهر في مجموعات متفرقة، ثم تعيد تجميع قواتها في معاقل أخرى.
 
وحدد المركز أن التنظيم الإرهابي يعتمد في هذا السيناريو على أساليب تحرك «الأرتال المفخخة» كما فعل في الهروب من عاصمته في ليبيا «سرت» ومدن نشأته في الجماهيرية «بنغازي ودرنة»، وفي بعض الأحيان يكون التحرك عبارة عن تسلل العناصر فرادًا وذلك لارتفاع التكلفة البشرية ففي بعض الأحيان تقصف الطائرات الحربية تلك السيارات حال توجهها تجاه تمركزات أمنية، وهو ما تحقق في محاولات شق صفوف الحشد الشعبي للخروج من المدينة.
 
(2)
 
وفي حال فشل التنظيم في هذا السيناريو فإن التنظيم سيحاول فتح ثغرات حدودية مع الجانب السوري للاتصال بـ «الرقة» عاصمته الأولى، غير أن نجاح قوات الحشد الشعبي والوحدات الكردية في قطع الطرق الحدودية أفشل ذلك السيناريو أيضًا، رغم أن هناك تقارير دولية تفيد فرار نساء وعناصر التنظيم ضمن النازحيين حال الخروج من المدينة.
 
(3)
 
من المؤكد فرار عناصر التنظيم الإرهابي إلى المناطق الـ «هشة أمنيًا»، فالمناطق الصحراوية والجبلية في بعض دول الوطن العربي تمثل حاضنة قوية لعناصر التنظيم كما حدث في ليبيا، وهو ما أكدته تقارير عسكرية تشير إلى أن عناصر التنظيم يحاولون خلق توازنات في القارة الإفريقية ويحاولون الاتجاه إلى دول الساحل الإفريقي.
 
للدول وسط آسيا جانبًا من تلك التحركات، فأفغانستان وباكستان والقوقاز والفلبين تشهد تحركات موسعة من عناصر التنظيم الفارة والجماعات التي أعلنت انضمامها إلى التنظيم.
 
(4)
 
من المؤكد أن التنظيم الإرهابي يدرس طبيعة المقرات الجديدة لنقل العواصم، وهو ما أشار إليه مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، في أن التنظيم يبحث عن مناطق قريبة الشبه بـ «الرقة والموصل»، وهو ما سيعجل به خلال الأيام المقبلة بعد خسارة العدد الأكبر من الصف الأول والثاني من مساعدي البغدادي.
 
وحدد المركز أهم هذه المواصفات التي يُفترض توافرها في المنطقة التي ستكون فيها عاصمة تنظيم «داعش»، في الآتي:
 
أولها: تتميز بالانهيار الأمني المركزي، واعتبر المركز ذلك بديهيًا فعدم وجود حكومة مركزية قوية تسيطر على البلاد، وبالتالي أصبح من المحتمل العودة مرة أخرى إلى ليبيا وأفغانستان، وأنها ستكون المقرات الأكثر انهيارًا في الدفاعات الحكومية.
 
ثانيها: المناطق الأكثر احتضانا للخلايا والجماعات الداعشية، بحيث تمكنه من تنفيذ عمليات حيوية وتهريب معدات عسكرية لردع القوى المعادية له على الأرض وبالتالي فإن أكثر المناطق حاضنة لتلك العناصر ستشهد موسم جديد للهجرة إليها، بشرط أن تتميز بتضاريسها الصعبة، ووجود حاضنة فكرية يعتمد عليها من الأساس.
 
ثالثها: مناطق تتميز بالصراع الطائفي؛ لأنها قضية تحظى بصدى كبير لدى المتطرفين حول العالم، كما أنها غير مقيدة بفكر معين، وبالتالي فهي تتمتع بقدر كبير من الجاذبية، لاسيما أن هذه التنظيمات تطرح نفسها في مثل هذه الصراعات على أنها المدافع عن أهل السنة ضد ما يُسمى العدوان الطائفي، وهذا يعد من أهم الأسباب التي ساعدت «داعش» على الوجود والتمدد في العراق وسوريا، وبالتالي في حال عدم نجاح التنظيم في خلق صراع إسلامي مسيحي فسيكون هناك صراع سني شيعي غير الذي في مناطق تواجده.
 
وبالتالي، فإن قادة «داعش» سيحرصون على أن يسهل المقر الجديد انتقال المقاتلين الأجانب إليه، سواء من المقيمين في العراق وسوريا أو المتطوعين الجدد، لاسيما أن التنظيم سيكون في أمس الحاجة إليهم من أجل تثبيت أركانه في المقر الجديد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق